حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن السودان يعيش اليوم أكبر أزمة إنسانية في العالم، في ظل استمرار الحرب منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وخلّفت 12 مليون نازح، ثلثهم فرّوا إلى دول مجاورة هشة.
وقال غراندي في مقابلة صحفية إن المشاهد المروعة في دارفور اليوم تذكّر بالمجازر التي ارتُكبت قبل 20 عامًا، حين شنّ نظام عمر البشير وميليشيات الجنجويد هجمات واسعة على المجتمعات غير العربية، ما أسفر عن مقتل نحو 300 ألف وتشريد 2.5 مليون شخص. وأضاف أن الانتهاكات الحالية، بما في ذلك العنف الجنسي وتجنيد الأطفال، تحمل نفس “الدلالات العرقية” التي شهدها الإقليم في 2003.
وانتقد غراندي ضعف الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية، قائلاً: “لنكن صريحين، لست متأكدًا أن العالم ينسى، لأنه في الأساس لم يولِ اهتمامًا كبيرًا من قبل”. كما وصف الوضع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بأنه “كارثي”، حيث يواجه مئات الآلاف من السكان حصارًا خانقًا منذ 18 شهرًا ويخاطرون بحياتهم للفرار ليلًا بحثًا عن الغذاء والنجاة.
وأشار المفوض السامي إلى أن المنظمات الإنسانية تعاني من شحّ متزايد في الموارد نتيجة تقليص المساعدات من الولايات المتحدة وأوروبا، محذرًا من أن “خفض الدعم الإنساني في هذا الحزام المحيط بأوروبا المليء بالأزمات خطأ استراتيجي فادح”، وقد يدفع بموجات نزوح جديدة نحو القارة الأوروبية.
وأكد غراندي أن الصمت الدولي أمام مأساة السودان يوازي تجاهلًا مشابهًا لصراعات أخرى مثل ميانمار، حيث يواجه المدنيون حربًا دامية أدت إلى تهجير ثلاثة ملايين شخص.
مفوض اللاجئين: العالم يغض الطرف عن أزمة السودان الإنسانية
