عبدالسميع العمراني
الخبر يقول:
طالب مجلس الأمن الدولي خلال جلسته بتاريخ ١٣ يونيو ٢٠٢٤م، طالب قوات الدعم السريع في السودان بإنهاء حصارها لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، ووضع حد للمعارك.
ودعا مجلس الأمن ضمن مشروع قرار، صاغته المملكة المتحدة وحظي بتأييد 14 عضواً في المجلس مع امتناع روسيا عن التصويت، إلى الوقف الفوري للمعارك وإنهاء التصعيد داخل الفاشر وحولها.
وقالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربارا وودوارد، أمام المجلس “أي هجوم على المدينة سيكون كارثياً… وقد أرسل المجلس إشارة قوية إلى طرفي الصراع اليوم.
وطالب المجلس جميع أطراف الصراع بضمان حماية المدنيين، مع دعوة جميع الأطراف إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر، داعياً أيضاً جميع الدول إلى “وقف التدخل الخارجي في السودان الذي يؤجج الصراع وعدم الاستقرار، وضرورة امتثال الدول الأعضاء التي تسهل نقل الأسلحة والمواد العسكرية إلى دارفور بتدابير حظر الأسلحة”.
انتهى الخبر ….
ونشير إلى أنه قد كانت هنالك ملاحق أكثر خبثاً في القرار والذي صاغته أيقونة التآمر والسفالة والندالة السياسية والدبلوماسية تجاه السودان (بريطانيا)، نعم هي بريطانيا والتي ماذكرت في مؤامرة تأمر وتسلط على السودان إلا وتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية ثانياً والشيطان الفرنسي ثالثهما.
والواضح أن هذا القرار الخبيث قد خرج في هذا التوقيت لأجل إنقاذ ماتبقى من مليشيات الدعم السريع التي تترنح الآن على أسوار الفاشر بعد أن تلقت ضربات موجعة من القوات المشتركة، كما أن أسراب الطيران الحربي السوداني لم يقصر في الفتك بالمجموعات الهاربة من جحيم أطراف الفاشر، وقد كانت هذه الدول المتآمرة والأمرة لوكيلها (الإمارات) وهي الوكيل الحصري المتخصص في التنكيل والنيل من أي دولة عربية إسلامية تقول لهم لا، لا ندري لماذا ترضى إمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله، لماذا ترضى لنفسها بهذه الأدوار التي لاتشبه شهامة ونخوة العروبة وشمائلهم التي ترنم بها الفارس عمرو بن كلثوم، ونشير إلى أن الدول الثلاث كانت تعول بشكل كبير على سقوط الفاشر وظلت تناشد في خبث تلفه بأشواق مدفونة لانتصار الجنجويد على الجيش السوداني بشكل يحاكي خباثة الثعلب الذي رفض تقديم المساعدة للأسد العالق بين صخرتين ويحتاج للدفع من الوجه للخروج من الورطة، فكان الثعلب أو الثلاثي المتآمر سعيداً بهذه الورطة للجيش السوداني وقوات الحركات الدارفورية التي تسانده، إذ كانوا سعيدين بالحصار الذي قادته قبل أشهر مضت مليشيات الدعم السريع على الفاشر، وانتظرت دول المؤامرة فترة طويلة وقدمت الدعم بأشكال مختلفة للمليشا لإسقاط الفاشر وعلى استحياء وعلى طريقة الثعلب ظلت تناشد الدعم السريع بعدم الدخول للفاشر، وهو نوع من الضحك والاستهتار بعقول من يطلقون عليهم نعتاً بالمجتمع الدولي، فتناشد الدول الثلاث مليشيا الدعم السريع في خبث (برجاء لاتسقطوا الفاشر) وقتها كانت المليشيا في عز سطوتها وقوتها حول الفاشر وهي تحكم عليها الحصار، ولم تلجأ تلك الدول الثلاثة الملعونة إلى مجلس الأمن الدولي لوقف الحصار بل كانت تشجعه على طريقة الثعلب الذي قال للأسد في خبث وشماتة (لا أريد تخديش وجه الصاحب)، إجمالاً فإن القرار الأخير والذي أرادت بريطانيا وصويحباتها، أرادوا من خلاله إنقاذ ماتبقى من مليشيات الدعم السريع التي تعرضت لمحرقة وانتحار على أسوار الفاشر الصامدة،
ولم تنس حاملة القلم تضمين بعض الفقرات المستفزة في القرار، وهي نقاط كانت تقلل من شأن القوات المسلحة السودانية وتساويها في الوصف والممارسات مع المليشيا إلا أن كل من روسيا والصين قد طالبتا بحذف تلك الفقرات من القرار، كما أن القرار يدعو في مكر وخبث الطرفين لتوفير الأمان للمدنيين للخروج الآمن من الفاشر تحت دعاوي الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ومايؤسف له أن خارجية تلك الدول الثلاث تتعامل مع السودان بطريقة أقل ما يمكن وصفها أنها حقيرة وساذجة لأنهم يعتقدون في سذاجتنا وغبائنا
They believe in our naivety and stupidity ،
ويظنون أننا بالفعل نصدق هذه الترهات مثل الحفاظ على أرواح المدنيين والحرص على مرور الإغاثة للمحتاجين وغيرها من القيم التي يتفوهون بها من قبيل النفاق السياسي والدبلوماسي، فربما يعلمون أو لا يعلمون أن الشعب السوداني هو معلم الشعوب ونحن أمة معظمهم إن لم يكن جميعهم سياسيين بالميلاد وعلى درجة عالية من الثقافة والوعي بدهاليز السياسة الدولية، كما أن السودانيين قد أدركوا الآن تماماً بعد أحداث السودان وغزة أن هذه الدول التي تدعي الإنسانية وتتوشح بلباس النبل والطهر هي في الحقيقة لاتضيع للقيم الإنسانية أي اعتبار بل مجرد كلمات على لسانها فقط، ومهما كذبوا فهم يدعمون وكيلهم دولة الإمارات التي تلعب وتتقن أدوار الشر بأكثر مما طلب منها، وكأنها مليجي السياسة الدولية في الشرق الأوسط، يدعمونها بشكل لا محدود ويستخدمون كل الحيل الخبيثة لتوصيل الأسلحة إلى مليشيا الدعم السريع، لذلك فإن قوافل وشحنات الأسلحة والمعدات الحربية المتطورة ترسل يومياً عبر دول باعت نفسها كما العاهرات إلى الوكيل الحصري، والهدف هو إلحاق الهزيمة بالجيش السوداني لتفكيكه وحل كل القوات النظامية الأخرى عبر الخطة (ب) بعد فشل الخطة (أ) التي وأدت مع الاتفاق الإطاري المقبور .