ثقافة وفنون

مستغانمي: رثائي لبهنس من حبي للشعب السوداني 

الأحداث – متابعات 

أكدت الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي أن أجمل مرثياتها  وأكثرها تأثيرا ، ما كتبته عند موت الشاعر  السوداني  محمد بهنس.

وكتبت على صفحتها بالفيس بوك قائلة: “لم أكن أعرفه ولا قرأت له قصيدة ، ولكنّ موته أوجعني فلم نكن يومها نعاني كما اليوم  من فائض موت ، و زحمة فجائع. وكنت أريد أن أقول للشعب السوداني  الطيّب كم أحبه ، ذلك الحب  النقيّ الذي لا يُنتظر  منه مقابل سوى المحبة”.

واضافت “اليوم وقد استنزفني الرثاء، أعتذر  للذين ماتوا ولم تدثرهم كلماتي. متعبة أحبتي حتى أني ما استطعت إلى اليوم رثاء أمي ولا أخي رحمهما الله ،  فاعذروني”.

وأعادت  نشر ما كتبته عند موت  محمد بهنس، وقالت :   لتعتبروه  رثاءً أيضاّ، لمن غادرنا من شعراء العراق و اليمن سادة  الغياب (

على قارعة التجاهل ، تكوّم ذلك الشاعر ، وترك الثلج يُكفّنه في أحد شوارع القاهرة . محمد بهنس ابن السودان الطيّب الكريم ، كان يثق في كرم الثلج ، يُفضّل على حياةٍ يتسول فيها ركناً دافئاً في قلوب الغرباء ، ميتةً كريمة ، لا يمدّ فيها يده لأحد . يده تلك التي لم تكن تصلح سوى للعزف وكتابة الشعر .

لماذا كابرتَ إلى هذا الحدّ أيها الرجل الأسمر؟ لا أحد كان في بياض قلبك غير الثلج . وما جدوى أن نبكيك الآن ، وما عُدتَ معنياً بدمعنا ، وأن نزايد عليك شاعريّة ، لأنك هزمتنا عندما كتبتَ بجسدكَ الهزيل المُكفّن كبرياءً ، نصاً يعجز كثير من الشعراء المتسوّلين الأحياء عن كتابته .

لم أقرأ لكَ شيئاً ، ولا سمعتُ بكَ قبل اليوم ، ولكني صغرتُ مذ مُتّ جائعاً على رصيف العروبة البارد .كلّ كلماتي ترتجف برداً في مقبرة الضمير ، عند قبرك المُهمل . أيها السوداني النبيل ، قل أنّك سامحتنا ، كي لا أستحي بعد الآن كلّما قلتُ أنني كاتبة .

في زمن مضى ، كانوا يكتبون على حائط في شارع ” اخفض صوتك . هنا يسكن شاعر يكتب الآن ” .

اليوم  يعبر المارة أمام جسدِ شاعر مُتكوّم من البرد ، فيسرعون الخطى كي لا تقول لهم الجدران ” أدركوه.. ثمّة شاعرٌ يموت الآن “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى