الأحداث – وكالات
قال عضو مجلس السيادة السوداني مساعد قائد الجيش الفريق إبراهيم جابر إن خطوط إمداد مليشيا الدعم السريع أصبحت في متناول القوات المسلحة التي تتقدم بنجاح في الخرطوم ودارفور وسنار، بينما يتراجع الدعم السريع على جميع الأصعدة بعد اقتناعهم بخسارتهم.
جاء ذلك في مقابلة خاصة لجابر مع “الجزيرة نت”، حيث قلل من قدرة مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) على نقل الصراع إلى مناطق جديدة.
وأضاف جابر -وهو مساعد القائد العام للقوات المسلحة- أن العمليات العسكرية تسير على ما يرام، مشيرا إلى “قرب التحام قواتنا في جنوب بحري التي وصلت حتى (أستاد التحرير) مع قواتنا القادمة من كرري والكدرو”، مع تسجيل انتصارات شمال وغرب دارفور.
وأوضح أن التغيرات القادمة ستشمل استعادة المناطق التي “لا يتوقع المتمردون عودتها إلى سيطرة الدولة” كما ستحدث تطورات داخلية وخارجية ستؤدي إلى “زعزعة أركان المتمردين”.
ووصف جابر تصريحات قائد الدعم السريع بأنها تدل على فقدان الوعي، واعتبر حديثه عن تجهيز مليون جندي بأنه مجرد دعاية لا تستند إلى الواقع.
وأكد مساعد قائد الجيش السوداني أن الجيش وأجهزة الأمن كافة على دراية بـ”مخططات المتمردين ولن تسمح لهم بالتصعيد في المناطق الآمنة”. وتساءل “كيف له أن ينقل الصراع إلى مناطق جديدة وقواته وخطوط إمداده أصبحت في متناول الجيش؟”.
وأضاف “نحن ندرك جيدا واقع التمرد، إذ لا يوجد ألف شخص يحترم التمرد في السودان عمومًا أو في دارفور خصوصا، ناهيك عن الاستجابة له أو القتال من أجله. حتى استقدام مرتزقة من الدول المجاورة أصبح مستحيلا، وذلك بسبب وعي متزايد بين شعوب المنطقة وقياداتها بخطورة التمرد على مستقبلها ووحدتها”.
وقال جابر للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع “لم تعد تستوعب التغيرات على الأرض فبعد هزيمتهم الأخلاقية يتجرعون الآن هزيمتهم العسكرية”.
وردا على اتهام حميدتي لمصر بمشاركتها في الحرب، قال جابر إن هذا الادعاء مجرد محاولة منه أمام المتمردين لتبرير هزيمته، مضيفا أن “في زمن الفضاء المفتوح والأقمار الصناعية، حتى هواة مراقبة الطيران يمكنهم فضحه”.
وأضاف “الطريقة التي أدار بها الجيش السوداني عملياته الهجومية أدهشت النخب العسكرية في العالم، وبعضهم كتب مشيدا بقدرات الجيش التكتيكية والعسكرية”.
واعتبر جابر أن اتهام الدعم السريع لمصر بالمشاركة مع الجيش محاولة للتقليل من قدرات القوات المسلحة السودانية وصرف الانتباه عن انتصاراتها، ويُظهر أن حميدتي يؤجر مواقفه لخدمة أجندات خارجية، ساعيًا لاختلاق فتنة إقليمية بعد أن أشعل الحرب بين السودانيين.
وتابع قائلا “العالم يعرف قدرات مصر العسكرية والجوية، ولو كانت مصر تشارك في القتال لانتهى التمرد في أيام وليس أشهر”. وأكد أن “الجيش المصري من أعرق وأقوى جيوش إفريقيا، بما يملكه من قدرات جوية قادرة على هزيمة دول، لكنها دولة مؤسسات”.
ويرى مساعد قائد الجيش السوداني أن هدف اتهام قوات الدعم السريع لمصر في هذا التوقيت هو التغطية على الهزائم التي منيت بها تلك القوات وابتزاز الإقليم بإثارة الفوضى.
وأضاف “هناك تغيرات وتقاطع في المشهد الإقليمي، وحميدتي ومن معه يسعون بطيش لاستغلال هذه المتغيرات، التي تنشط فيها مصر سواء عبر مبادرتها لعقد مؤتمر دول الجوار أو لقطع الطريق على مشاركتها الناجحة في جنيف والقاهرة إلى جانب الولايات المتحدة. كما أن تولي مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي يدفع الاتحاد الأفريقي لإعادة النظر في موقفه، مما قد يؤدي لتغير موقفه تجاه التمرد الذي أصبح تهديدا فعليا للأمن الأفريقي”.
وأردف قائلا “هناك من يسعى الآن للتصعيد من أجل تبرير التدخل الدولي في السودان بحجة حماية المدنيين، ولكننا نقول لهم أن يتوقفوا عن هذه المحاولات، فالدولة ستنتصر على هذا المخطط كما دحرت ادعاء المجاعة، وستحاسب كل من يعبث بأمن البلاد، خاصة مع ظهور بوادر النصر ميدانيا ودبلوماسيا”.
وفي ختام حديثه للجزيرة نت، أكد جابر سعي السودان لتطوير علاقاته مع مصر على كافة الأصعدة، سواء عسكريا أو دبلوماسيا، مشيرا إلى أن هذه العلاقة تمثل مصيرا وأمنا قوميا مشتركا، و”أن السودان يسعى لتعزيز هذه العلاقة خدمة لأمن شعبنا، خاصة في ظل التغيرات العالمية والإقليمية المتوقعة”. وأضاف “نثق أن العلاقة مع مصر لن تتأثر بمحاولات التمرد” لاختلاق تصعيد معها.