الأحداث – وكالات
وصفت الحكومة السودانية العقوبات التي اصدرتها الحكومة البريطانية، الجمعة، ضد 4 من قيادات المليشيا بانها خطوة في الطريق الصحيح رغم كونها “وعي متأخر بحقيقة ما ترتكبه من جرائم”.
وقال مسؤول حكومي فضل حجب اسمه في تصريح لموقع “المحقق” الإخباري إنه على الرغم من استبعاد مصطلح ابادة جماعية من البيان إلا أن الوصف للجرائم التي ذكرت حمل ذات معنى القتل الجماعي على أسس عرقية واستهداف المدنيين والمستشفيات والعنف الجنسي وهو ما يطابق التوصيف الحقيقي لنقل ما جرى ويجرى في الفاشر.
وقال المسؤول إن العقوبات رغم انها رمزية من حيث عملية تجميد الاصول ومنع السفر لكنها مؤشر على أن الحكومة البريطانية ستدعم آليات المحاسبة الدولية او ما يعرف بالاختصاص الجنائي الدولي، معتبرا ذلك خطوة يمكن البناء عليها خاصة وان هؤلاء الاشخاص مسؤولين عن جرائم ضد الانسانية وجرائم قتل واسع النطاق على اسس عرقية وجرائم عنف جنسي.
وأشار المسؤول إلى أن ذات مسائل ظلت الحكومة السودانية تنادى بها وأن يتم التعامل معهم باعتبارهم مجرمين على مستوى دولي.
وعبر المسؤول عن أمله في أن يتبع هذا الاتهام والتوصيف خطوات في المحاكم والقضاء الوطني، لافتا إلى أن عدد من الدول الاوروبية لديها اختصاص لمحاكمة مثل هذه الجرائم، وعبر عن امله كذلك في أن تكون العقوبات خطوة لاتخاذ اجراءات فعلية ضد قيادات المليشيا المسؤولة عن هذه الجرائم وأن تمضي الحكومة البريطانية وتبذل بعض الجهود لعدم تكرار ما حدث.
ورأى أن العقوبات وحدها ليست كافية رغم انها خطوة مرحب بها لكنها يمكن ان تكون بداية.
ولفت الى ان مثل هذه العقوبات سبق وأن صدرت من الحكومة الامريكية ضد عبد الرحيم دقلو واخرين بمن فيهم قائد المليشيا نفسها و من قبل الاتحاد الاوروبي و غيره لكنها لم تكف ايديهم عن ارتكاب الجرائم ودماء الابرياء و الابادة الجماعية.
ورأى ان المطلوب خطوات أكثر قوة ضد المليشيا ومن يقفون ورائها ومن يزودونها بالسلاح والمرتزقة بضرورة أن تطالهم هذه الاجراءات، مشيرا الى انه من دون وقف الامدادات و الاسلحة و المرتزقة والمساعدات اللوجستية والسياسية و الغطاء الإعلامي والدبلوماسي لن تقف مثل هذه الجرائم.
وأشار الى أن تجريم قيادات المليشيا بالعقوبات وحدها مجرد تعبير بريطاني عن وعى متأخر بحقيقة ما تقوم به المليشيا و تابع “نأمل ان تتبعها خطوات حقيقية وبداية لتصحيح الموقف والتوقف عن السردية الخاطئة بالحديث عن طرفي قتال”.
وشدد على أن هناك طرف واحد يقتل الشعب السوداني ويرتكب في حقه الفظائع ويجب على المجتمع الدولي ان يتوحد في محاربته مثلما توحد من قبل في محاربة داعش وامثالها.
وأضاف بأن “أي حديث عن طرفين بما يوحى بان هنالك توالى بين القوات المسلحة وهذه المليشيا العابرة للحدود والمدعومة بمئات الآلاف من المرتزقة لن يكون له أي أثر بل يؤدى الى اطالة امد الحرب”.
