هل يعلم سعادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش المغدور، أن أي لقاء يجمعه بـ(شلة العمالة والغدر والخيانة) الموسومة بـ(تقدم) سيكون طعنة نجلاء في خاصرة القوات المسلحة وقلب الشعب الذى لفظ هذه المجموعة واختار خندق المقاومة حتى نهاية آخر جنجويدي وقحاتي عميل..؟!!
هل يعلم الفريق البرهان أن أي ظهور له كقائد للجيش مع الجناح السياسي للمليشيا المتمردة يعني نهاية المعركة وهزيمة الجيش وتسيد الجنجويد ومن شايعهم من عملاء الداخل أرض المواجهة العسكرية والسياسية، وبـ(تسليم مفتاح)..
ربما لا يعلم البرهان أن أي ظهور له مع الفاشل المتآمر عبد الله حمدوك يعني نهاية آخر سطر في كتاب جيشنا المقدام، وأن استماعه لهذه الفئة التي ظلت تناصب القوات المسلحة العداء، وتعمل على تفكيكها، سيكون بمثابة إعلان لنهاية الجيش الوطني الموحد، وتدشين صفحة جديدة في تاريخ السودان (الذى كان) توثق لانتصار المليشيا المتمردة على الإرادة الوطنية بموافقة عبد الفتاح البرهان، آخر قائد للجيش الوطني الموحد.
هل كان السيد مالك عقار نائب رئيس المجلس السيادي الرجل الثاني في تراتبية الدولة بكامل وعيه السياسي وهو يعلن عبر منبر (الجزيرة مباشر) أن قائد الجيش وافق على لقاء (تقدم)، التي قال عقار قبل أيام إنه لم يسمع بها، ما هذا التخبط الذى يبديه نائبك في مجلس السيادة هل كانت (زلة لسان)، أم هي تمرير لنوايا مبيتة، أم تراها بالونة اختبار أردتم عبرها قياس حساسية الشعب السوداني تجاه أي لقاء مرتقب مع (قحت) بقيادة العميل الفاشل عبد الله حمدوك..
نلفت نظركم سعادة الفريق أول البرهان، أن الذين طلبوا لقائك لا يعترفون بك كرئيس للمجلس السيادي الصفة التي يناديك بها كل العالم حتى أممه المتحدة ودوله الكبرى، وأنهم يطلبونك فقط كقائد للجيش الذى يواجه الآن كفيلهم العسكري ويعاني من غدرهم، وتواطئهم، وسعيهم لتفكيكه آناء الليل وأطراف النهار حتى وقعت الواقعة..
ثم أليست هي (تقدم) التي جلس نشطاؤها يصفقون للأراجوز حميدتي وهو يلقي عليهم فاصلاً من النكات، وهم يقهقهون ويضحكون، بينما حلفائهم الجنجويد يقتلون الأبرياء ويغتصبون الحرائر وينهبون الأموال ويخرجون الناس من ديارهم في الخرطوم والجزيرة وبقية المدن في وسط وغرب السودان.
هل نسيت يا سعادة الفريق البرهان خطابك في (قاعدة جبيت) قبل أيام وأنت تكيل لهم من (البركاوي) ما يستحقون وتغضب من مياعتهم وضحكهم أمام كفيلهم العسكري الذي قتل أمهاتكم وسرق أموالكم وزعطكم ).. ألم تقلها بـ(عضمة لسانك).
أليس (هم المزعوطون) الذين رميتهم بأقذع الألفاظ أمام جنودك في (قاعدة جبيت)، وأعلنت من هناك التعبئة والاعتراف بالمقاومة الشعبية حتى نهاية الجنجويد ومن لف لفهم من القوى المدنية الخائنة (تقدم)، التي أعلن عقار أنك وافقت على الاجتماع بها ..
ثم ماهي مشروعية هذه القوى المدنية (تقدم) الأخلاقية والسياسية، وماهي صفتها التى ستحملك للجلوس معها لحل أزمة الحرب التى أوقدوا نارها وما فتئوا ينفخون فيها ويصفقون لمشعلها وهو يحرق السودان ويقتل أهله وينهب أموالهم ويغتصب حرائرهم.
أي لقاء بـ(تقدم) لن يكون سوى (محلل) لإلغاء الطلاق البائن بينونة كبرى بين شعبنا السوداني الأبي ومليشيات متمردة وغادرة ومعتدية أثيمة اسمها مليشيا الدعم السريع.
هل مازلت تهاب الخارج يا سعادة الفريق البرهان وأنت مسنود بأقوى شعب ومقاومة من الداخل، وهل تعتقد أن (أذرع تقدم) الخارجية كافية لإبقائك في الحكم إن لم تكن محصناً بالتفاف الغبش من أهل السودان الصالحين الأوفياء..
كبر مقتاً يا سعادة الفريق أول البرهان أن يساورك مجرد تفكير في الاجتماع بتقدم بعد مباركتها لقتل واغتصاب ونهب وتشريد وتنزيح السودانيين، وصمتها عن الجرائم المفزعة التي ارتكبت بحق الشعب، ألم تسمع وتقرأ أن هؤلاء الخونة و(من خيابتهم) ينظمون ورش عمل لتعليم بنات السودان كيفية تفادي الحمل في حالات الاغتصاب، بمعني دعوتهن للاستمتاع باللحظة بدلاً من تصديهم للمغتصب أو حثهن على مقاومة المجرمين المعتدين.
سعادة الفريق أول البرهان لقد توافرت لك من الإرادة الشعبية ما تستطيع أن تواجه بها العالم لو واتتك الجرأة أوغمرتك الثقة الكافية في أبناء شعبك، إعرض عن تقدم ومن شايعها فإنهم لم يتركوا لك طريقاً سوى اجتثاث شأفتهم ومسحهم من على الخارطة السياسية وقطع دابر أفكارهم الدخيلة إلى يوم الدين، إنهم لا يشبهون الشعب السوداني ولا قيمه وتأريخه، يباركون تجنيد الدعم السريع للقبائل والمرتزقة ويزعجهم جداً تسليح المواطنين حتى يدافعون عن أموالهم وأعراضهم المستباحة.
أتركهم سعادة الفريق البرهان فقد استحالوا إلى جيفة نتنة يتقيأ من منظرها وروائحها الشعب السوداني، وهم يتواطئون مع من قتله ونهبه واغتصب حرائره وأخرجه من منازله وشرده بين البلدان والعواصم، وجعله ما بين جريح وقتيل ونازح ولاجئ وطريد، أتركهم فإنهم عمل غير صالح، وامض مع مقاومتك الشعبية ، إما إلى النصر فوق الأنام، واما مع الله في الخالدين.