د. بحر ابوقَردة
سبق ان كتبت اكثر من مقال عن المآلات المتوقعة إذا سقطت الفاشر. و الان قد سقطت الفاشر و لا أريد في هذه اللحظة أن اكتب عن المآلات و التوقعات بشكل اعمق .
ولكن أريد أن اتساءل عن تفاعل القيادة مع سقوط الفاشر.
لان ما يثير الدهشة لماذا لم تتخذ القيادة اجراءات عاجلة حتى الآن ؟
لماذا لم تنعقد اجتماعات طارئة حتي الان؟
ربما الخطاب المقتضب لرئيس مجلس السيادة يوم الاثنين الماضي عقب سقوط الفاشر ، جاء في سياق ضرورات ميدانية تتعلق بتأمين القوات التي خرجت من الفاشر . ولكن الان بعد مرور اربعة ايام لماذا لم تعقد القيادة اجتماعات طارئة في كافة المستويات ابتداءاً من مجلس السيادة و مجلس الامن و الدفاع و تعلن التعبئة و الاستنفار و تخاطب الشعب؟
ارجو ان تكون القيادة علي قدر سرعة الاحداث و تذكروا ان حكومة الوفاق في ليبيا عندما ادركت ان المؤامرة اكبر من التصدي لها لوحدها أسرعت و وقعت اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا و انقذت ما يمكن انقاذها و كذلك فعلت دول كثيرة من قبل و تصرفت بمسؤولية و سرعة في مثل هذه الظروف.
عليه ادعو القيادة الي عقد اجتماع طارئ مشترك بين المجلس السيادي و مجلس الأمن و الدفاع اليوم قبل غداً و اتخاذ ثاني قرار بعد قرار اعلان التعبئة و الاستنفار في جميع البلاد هو قرار توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا لإنقاذ البلاد لاننا نحن لا نحارب مليشيا الدعم السريع الان إذا كان الأمر كذلك الأمر هين لانها هزمت في الفاشر ناهيك عن هزيمتها في بقية ارجاء البلاد . ولكن يجب أن ندرك أننا نحارب قوة اقليمية و دولية ذات امكانات كبيرة جداً تسخر اموال طائلة للتعبئة و الاستنفار و شراء الذمم و جلب المرتزقة ذات القدرات التدريبية العالية من جميع العالم .
افعلوا ما اقترحته لكم آنفا اليوم و إلا سوف تضطررون الي الانصياع لقرارات الرباعية و هي قرارات حكومة ابوظبي ، و هي القبول بما ما يسمي بحكومة التأسيس ، حكومة المليشيا في دارفور و تضطرون إلى القبول بوقف اطلاق النار لتمكين حكومة المليشيا حتي تتمكن من الاستعداد للمرحلة الثانية للخطة المرسومة لبقية السودان .
عندئذ ستجدون ان الشعب السوداني لن يقبل بقرارات الرباعية و لا بترتيباتها لمستقبل البلاد و تدخلون البلاد الي المجهول.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
