تقارير

مأساة حرب السودان كما تعكسها الأرقام في العام 2025

ماذا تبقى للإنسان السوداني أن يدفعه ثمنا للحرب اللعينة الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع؟ حياته، أخلاقه، تعليم أبنائه، صحته، نزوحه داخل بلاده أم تشتته في المنافي؟تبقت أيام لوداع العام 2025، وهو العام الأسوأ على الإطلاق من عمر هذه الحرب التي تعد أكبر أزمة في العالم من حيث عدد القتلى والجوعى والنزوح، وذلك من خلال لغة الأرقام التي سنوردها في هذا التقرير:

حصاد الحرب السودانية خلال عام

إحصائيات الضحايا والقتلى:

بلغ إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب في أبريل 2023م وحتى ديسمبر 2025 ما يقارب 150,000 قتيل (وفقاً لتقديرات المبعوث الأمريكي ومنظمات دولية)، مع صعوبة حصر الأرقام بدقة بسبب التعتيم الإعلامي وانهيار المرافق الصحية، وقد بلغ عدد القتلى من المدنيين في النصف الأول من العام 2025م من يناير إلى يونيو 2025م قرابة 4 آلاف شخص، بينهم 191 طفلا، حسب ما وثقته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وكانت المناطق الأكثر تأثيرا هي ولاية شمال دارفور (خاصة الفاشر) تليها منطقة كردفان ثم ولاية الخرطوم.

أكبر حالة نزوح ولجوء في العالم

شهد السودان منذ انفجار الحرب وحتى الآن أكبر حالة نزوج ولجوء في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليا إلى 12 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين إلى دور الجوار أكثر من 4 ملايين شخص، تواجد معظمهم في مصر، تشاد، جنوب السودان، وإثيوبيا وأوغندا.

المجاعة

يواجه نحو 26 مليون شخص مستويات حادة من الجوع، مع إعلان حالة المجاعة رسمياً في بعض مخيمات النازحين (مثل مخيم زمزم في دارفور).

أنواع الانتهاكات الموثقة ضد المدنيين

– القتل خارج نطاق القانون والمتمثلة في الإعدامات الميدانية، حيث وثقت الأمم المتحدة مقتل آلاف المدنيين خلال هجمات قوات الدعم السريع، أبرزها الهجوم على مخيم زمزم للنازحين في أبريل 2025، وأيضا المقابر الجماعية، حيث كشفت تقارير رسمية ودولية عن اكتشاف ما يقرب من 965 مقبرة جماعية في ولايات الجزيرة ودارفور (الجنينة وأردمتا) وكردفان، ويُعتقد أنها تضم جثامين لأسرى تمت تصفيتهم ومواطنين فُقدوا قسرياً.

– استخدام الاغتصاب كسلاح حرب، حيث تعرضت النساء والفتيات لانتهاكات جنسية “مروعة وواسعة النطاق”. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 12 مليون شخص في السودان باتوا عرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.

– الاختطاف والعبودية: سُجلت حالات “استرقاق جنسي” واختطاف لنساء وفتيات (بينهن قاصرات) في دارفور والخرطوم، مع توثيق حالات انتحار بين الناجيات بسبب وصمة العار والاضطرابات النفسية الحادة.

– التطهير العرقي والاستهداف الممنهج

– العنف الإثني: اتخذ النزاع في عام 2025 طابعاً عرقياً متزايداً، حيث استُهدفت قبائل بعينها في ولايات دارفور.

– الهجمات على القرى: وثقت (هيومن رايتس ووتش) ومكتب حقوق الإنسان هجمات شنتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على قرى في شمال دارفور والجزيرة بناءً على الهوية العرقية للسكان.

– الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي

– استخدام الجوع كسلاح من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية والوقود والمياه إلى المدن المحاصرة (مثل الفاشر وكادوقلي)، مما أدى إلى وفاة المئات بسبب سوء التغذية الحاد.

– نهب الموارد: استمر النهب الممنهج للمخازن الغذائية التابعة للمنظمات الدولية والمحاصيل الزراعية للمواطنين، مما سرّع من وتيرة وقوع المجاعة في خمس مناطق رئيسية.

– استهداف مباشر للمستشفيات والمرافق الصحية، حيث تم تسجيل أكثر من 671 حادثة اعتداء على الكوادر الطبية والمرافق الصحية منذ بداية النزاع.

– الاعتقال والتعذيب التي طالت المدنيين خاصة المعلمين والمتطوعين في “غرف الطوارئ” داخل معتقلات طرفي النزاع، مع تقارير عن إعدامات ميدانية خارج نطاق القضاء.

الانهيار الخدمي والصحي

الصحة: أما في مجال الصحة فخرجت 80% من المستشفيات في مناطق النزاع عن الخدمة تماماً.

تفشي الأوبئة والأمراض: كان العام 2025 عام الأوبئة والأمراض، حيث تفشى وباء الكوليرا في 152 محلية بجميع الولايات، مسجلاً أكثر من 123,000 حالة إصابة وحوالي 3,500 حالة وفاة بحلول ديسمبر 2025. كما تفشى وباء حمى الضنك في معظم ولايات السودان، خاصة ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة، وأدى لوفاة المئات.

التعليم: يعد مجال التعليم هو الكارثة الحقيقية لهذه الحرب، لا سيما وهي تتعلق بمستقبل البلد وضياع جيل كامل، حيث وصل عدد الطلاب الذين أصبحوا خارج مقاعد الدراسة أكثر من 17 مليون طفل للعام الثاني على التوالي.

البنية التحتية: أما البنية التحتية للبلاد فقد تدمرت تماما مؤسسات الدولة الخدمية من وزارات ومصانع وجسور ومحولات الكهربائية الرئيسية، مما أدى إلى شلل اقتصادي شبه تام.

أبرز نقاط تركز الضحايا في 2025

مخيم زمزم (دارفور): شهد هجوماً دامياً في أبريل 2025 أدى لمقتل أكثر من 1,000 مدني في ثلاثة أيام فقط.

ولاية الجزيرة: شهدت “موجات انتقامية” في الربع الأخير من عام 2025 أسفرت عن مئات القتلى والمصابين في قرى ريف الجزيرة.

الخرطوم: ظلت تتصدر قائمة الوفيات بسبب القصف المدفعي المتبادل وغارات المسيرات.

حصيلة الانتهاكات ضد النساء في السودان بنهاية عام 2025:

العنف الجنسي كـ “سلاح حرب”

خطر داهم: قدرت الأمم المتحدة (يونيو 2025) أن أكثر من 12 مليون شخص في السودان باتوا عرضة لخطر العنف الجنسي، مع استخدامه كأداة “لهزيمة المجتمعات من الداخل” وإجبارها على النزوح أو الاستسلام.

إحصائيات موثقة: رصدت اللجنة الوطنية السودانية للتحقيق نحو 1,392 حالة عنف جنسي مؤكدة حتى منتصف العام، تشمل الاغتصاب الجماعي، الاستعباد الجنسي، والحمل القسري.

الاغتصاب الممنهج: وثق تقرير لمفوضية حقوق الإنسان (ديسمبر 2025) حالات اغتصاب مروعة خلال سقوط مخيمات النازحين (مثل مخيم زمزم)، حيث استُهدفت النساء والفتيات أثناء فرارهن من القتال.

الآثار الاجتماعية والنفسية (الوصمة والانتحار)

الانتحار: سجلت المنظمات الدولية حالات انتحار مؤلمة بين فتيات صغيرات وناجيات من الاغتصاب نتيجة “وصمة العار” المجتمعية وغياب الدعم النفسي المتخصص.

النزوح القسري: تمثل النساء والفتيات أكثر من 50% من النازحين، حيث يواجهن مخاطر إضافية في مراكز الإيواء المكتظة التي تفتقر للخصوصية والحماية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى