محمد المبروك
الأمرُ ليس مُعقَّداً ، ولا لغزاً ، ولا يحتاجُ إلى تفكيرٍ عميق ، كل ما في الأمر أن محاولات هجرة الأفارقة إلى أروبا توقفت ، لأن الدولار والريال والدرهم توفرت هنا في خزائن الدعم السريع ، فمن يريد أن يهاجر من أجل الدولار والريال والدرهم عليه الهجرة إلى السودان مقاتلاً في زي الدعم السريع ،،،
شهدت الأراضي السودانية في السنين التي سبقت تغيير نظام الإنقاذ ، تدفق آلاف الأفارقة إليها ، فيما عُرف بالهجرة غير الشرعية ومحاولتهم الوصول إلى أروبا ، عبر الصحراء الكبرى إلى البحر الأبيض المتوسط ، فواجهوا ظروفاً غير إنسانية ،،،
في ذلك الوقت نقلت أجهزة الإعلام المختلفة وخاصةً المرئية منها ، مشاهد مرعبة وفظيعة للذين ماتوا في الصحراء الكبرى ، أو الذين غرقوا في البحر الأبيض المتوسط ، وهم يحاولون العبور إلى أروبا ،،،
لكن وبدون مقدمات منطقية ، توقفت هذه الموجات المهاجرة ، في الوقت الذي ظهر فيه الدعم السريع لاعب قوي ومسيطر على المشهد في 2019م ، فقد سعت قيادة الدعم السريع للملمة كل الشتات الأفريقي المهاجر وقذف بهم إلى السودان مقاتلين مرتزقة مقابل المال لهم ولزعمائهم ،،،
الأمر لم يتوقف عند إستمالة الراغبين في الهجرة إلى أروبا وحدهم ، بل إمتدَّ وإنداح حتى تغلغل في أوساط حاملي السلاح والمتمردين في الدول الأفريقية ، فكل راغب من حاملي السلاح ما عليه سوى أن يلبس زي الدعم السريع ويذهب إلى السودان ليشبع رغبته في القتل والسرقة والنهب ،،،
ألا ترون أنَّ قعقعة السلاح في السودان قد أسكتت ضجيج داعش في دولة مالي ، فأين ذهب داعش ؟ وأسكتت فرقعة بوكوحرام في شمال نيجيريا فأين ذهب بوكو حرام ؟ حتى جيش الرب الذي ظلَّ يحارب في شمال يوغندا فقد سكتَ وصمتَ ،،،
الآن أفريقيا تكاد تكون خالية من حركات التمرد والعنف وحمل السلاح خارج القانون إلِّا في السودان ، حيث جمعهم الدولار والريال والدرهم للقتال في السودان ،،،
فالأفارقة عندما بدأوا في الهجرة غير الشرعية إلى أروبا مات بعضهم في الصحراء ، وغرق بعضهم في البحر ، ولكن عندما تم إستخدامهم لغزو السودان دُفن الكثير منهم في التراب السوداني ،،،
إن الحرب التي تجري في السودان هي حرب عابرة للحدود من حيث الرجال ، وحرب عابرة للقارات من حيث الإمداد والتخطيط ، أما أهل السودان فهم عابرون الى السماء بالدعاء والشهداء ،،،
*اللهم أجبر كسر أهل السودان ،،،*
*اللهم أكسر الغبراء دولة الدم ولا تجبرها ،،،*