رأي

لعبة الطرفين والتعميم المغرض

إبراهيم عثمان

أدى سوء وضع الميليشيا إلى تصعيب مهمة أعوانها في الدفاع عنها. ولذلك تنوعت أساليبهم، وكان من بينها “لعبة الطرفين”، وما تحتويه من تعميم مصمم لخدمتها:

١/ التعميم من أجل تشويه الجيش:
يقولون جميعاً: (هناك دول داعمة للطرفين)، .
محمد لطيف وجعفر حسن: (الحديث عن إخلاء البيوت يشمل الطرفين).
كما هو واضح يستخدمون آلية “التشويه بالمساواة”. حيث يتم جر الجيش إلى نفس الحفرة الأخلاقية والقانونية للميليشيا للتخفيف عنها وإضعاف الموقف الأخلاقي للجيش

٣/ التعميم من أجل تبرئة الميليشيا:
طه عثمان اسحاق: (نريد هزيمة النظام السابق، ولا نريد هزيمة أي من الطرفين، فكلاهما أبناء الوطن):
جعفر حسن: (الطرفان لم يشعلا الحرب، أشعلها علي كرتي وحامد ممتاز):
جعفر حسن: (لم نطالب بتصنيف أي من الطرفين كجماعة إرهابية، طالبنا فقط بتصنيف المؤتمر الوطني).
يركزون على تبرئة الميليشيا،، ويتظاهرون بتبرئة الجيش أيضاً فقط لتمرير براءة الميليشيا.
يرمون المسؤولية على طرف ثالث داعم للجيش، أو يخفونها خلف خطاب عاطفي زائف، لمصلحة الميليشيا، يتحدث عن أبناء الوطن.

٤/ التعميم من أجل رفض انتصار الجيش:
يقولون: (لن ينتصر أي طرف، ولا مصلحة في انتصاره).
رشا عوض: (لنفترض أن الجيش طرد الدعم السريع من كل المدن والقرى، وأخرجه من كل التراب السوداني، لماذا يحتفل الشعب؟)
خالد عمر يوسف: (انتصار أي من الطرفين سيضعف الدور المدني تلقائياً)
ماهر أبو الجوخ: (ما عندنا مصلحة في انتصار أي من الطرفين، نحن مصلحتنا الحقيقية في إنهاء الحرب بتوازن الضعف)
يُصورون انتصار الجيش كأمر مستحيل، وهذه رغبة لا تحليل، وكأمر سلبي.، وهذا يرتبط بمصالحهم مع الميليشيا لا المصلحة العامة.

/ التعميم من أجل ترقية الميليشيا ومشاركتها:
بكري الجاك: ( سيكون، أعتقد، بمنطق الأشياء دور للجيش والدعم السريع في تصميم العملية السياسية).
يرفعون الميليشيا من جماعة مسلحة خارج القانون إلى طرف سياسي مساوٍ للدولة ومؤسساتها، مما يمنحها شرعية مزيفة.

٥/ التعميم من أجل إقصاء الجيش وداعميه:
بكري الجاك: (لن يشارك الطرفان في الحكم):
يركزون على الخداع لتمرير انفرادهم بالحكم، حيث يتم استخدام لغة تبدو عادلة (إقصاء الجميع). لكن الميليشيا نفسها تنادي بهذا “الإقصاء”، ولا يُعرَف عنها زهد في السلطة يجعلها مناداة بريئة، خاصةً وأنها تدعم حكم من يقومون بكل هذا التعميم المغرض من أجلها.

يغطي هذا التعميم الخماسي كل احتياجات الميليشيا تقريباً، بدءاً من تشويه الجيش ثم تبرئة الميليشيا، ثم تأهيلها وترقيتها، وانتهاءً بالهيمنة الكاملة تحت شعار المساواة الزائفة في عدم الانتصار وفي الإقصاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى