د. عبدالله المحجوب أحمد
الفساد ليس حدثاً عابراً ولا خطأ إدارياً يمكن تجاوزه بل هو الخطر الأكبر الذي يهدد الدول ويجعلها فريسة للتآمر والانقسام ولأن الله لا ينصر المفسدين فلا يمكن لأي دولة أن تنتصر ما لم تحاصر الفساد وتغلق منافذه وتقطع أذرعه
وفي السودان ظلت ملفات الفساد تتراكم عبر السنين لكن تبقى قضية تعويضات أراضي المراغنة بولاية كسلا واحدة من أكبر وأعقد الملفات في تاريخ البلاد وأكثرها تشابكاً. قضية طويلة وممتدة سأتناول تفاصيلها للقراء في حلقات قادمة لما تحمله من حقائق ووقائع تحتاج إلى عرض موضوعي وشفاف
أما الآن فهناك رسالة واضحة ومباشرة أوجهها إلى والي كسلا :
ولايتك اليوم تحتاج إلى موقف حاسم لا إلى لجان شكلية أو أجراءات شكلية اللجنة التي كونتها مؤخرا لمعالجة هذا الملف خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها لن تحقق نتائج ما لم تلتزم بميزان القانون وتعمل على ضمان الحقوق بلا مجاملة ولا محاباة
فالفساد لا يعالج بالترضيات والعدالة لا تقام بالتسويات السياسية بل باجراءات راسخة تعيد للمواطن ثقته في الدولة ومؤسساتها
وكسلا تستحق أن تكون عنوانا للنزاهة والشفافية وحكم القانون لا امتداداً لملفات الفساد التي أثقلت كاهل السودان لسنوات طويلة
محاصرة الفساد هى بداية النصر.. ولا نصر لوطن يترك المفسدين يصنعون مستقبله
