رأي

قمة الدوحة..الناتو العربي الجديد..

قبل المغيب…

عبدالملك النعيم احمد…

أكثر من خمسين دولة تمثلان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أنهت قمة عربية إسلامية بالعاصمة القطرية الدوحة عقدت بدعوة من قطر وبدعم من المنظمتين العربية والاسلامية عقب الهجوم والاعتداء الآثم من دولة الكيان الصهيوني علي احياء سكنية داخل العاصمة القطرية الدوحة مما أسفر عن دمار وفقدان بعض الأرواح…
واضح أن الاستهداف لدولة قطر والإعتداء عليها جاء بسبب دعمها للقضية الفلسطينية خاصة والاعتداء علي غزة وقتل اهلها وتدمير بنياتها التحتية وتشريد ماتبقي من سكانها قد تجاوز العامين وسط صمت عربي مخل أغري دولة الكيان الصهيوني ان تتمادي في هذا الانتهاك بل تذهب بعيدا بالاعتداء علي كل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية كما فعلت ذلك في لبنان،سوريا،الاردن، اليمن، ايران، السودان وأخيرا وليس آخرا دولة قطر…
فالإعتداء الآن علي قطر يمثل إعتداءا علي جميع الدول العربية والاسلامية وهو تخويف مباشر بألا يكون هناك حديثا عن حل القضية الفلسطينية بإقامة الدولتين ذلك الحل الذي رفضته دولة الكيان الصهيوني برغبة السيطرة علي كل الدولة وتشريد اهلها وطردهم خارج حدودها…
الاعتداء علي قطر وهو يشكل الموضوع الرئيسي للقمة العربية الاسلامية الطارئة الان بالدوحة جاء في وقت وجود قيادة حماس داخل قطر في اطار اللقاءات التي تتم الان لتسوية القضية فكانت رسالة الاعتداء واضحة اولا لاغتيال قادة حماس وثانيا لتخويف قطر واي دولة عربية من الاستمرار في الوساطة لصالح الشعب الفلسطيني.
جاء الاستهداف لقطر في هذا التوقيت بحكم ان قطر ومصر والولايات المتحدة يعملان الآن في اطار لجنة ثلاثية لانفاذ مقررات واشنطن السابقة والالتزام بحل إقامة الدولتين الأمر الذي ظلت ترفضه سلطة الكيان الصهيوني بالكامل…
تعتبر قمة الدوحة العربية الاسلامية الحالية من القمم المهمة جدا من حيث التوقيت ومن حيث المشاركة او القضية الجوهرية التي من اجلها عقدت..صحيح ان الهجوم علي قطر والاعتداء الاسرائيلي عليها كان هو المحرك لعقد القمة الآن .. ولكن الصحيح ايضا ان موضوع حرب غزة وتسوية القضية الفلسطينية وكسر الصمت العربي تجاه القضية الا من البيانات الادانات المتناثرة والتأكيد علي حل اقامة الدولتين تظل جميعها من اهم دواعي انعقاد هذه القمة الطارئة …
تعتبر القمة اكبر تجمع عربي واسلامي لدولة قطر بل تضامنا ينبيئ بإحياء فكرة حلف عربي قوي ومؤثر وله جيش عربي موحد خاصة في ظل هذه الظروف الحرجة التي تعيشها الأمة العربية والاسلامة ودولة الكيان الصهيوني ترفع شعارها باقامة دولتها من البحر الي النهر واعادة فكرة بلورة شرق اوسط جديد لها فيه من النفوذ ما لم يتوفر لغيرها من دول المنطقة…صحيح ان فكرة تأسيس قوة عسكرية عربية مشتركة وناتو اقليمي يجمع كل هذه الدول لحماية مصالحها فكرة ليست بجديدة وانما كانت في الخمسينات علي اثر اعتدادات الكيان الصهيوني عام 1948م ولكنها تعثرت ولم تر النور فقد حان الوقت والحاجة اليها مما يستوجب التفكير فيها بعمق والعمل علي تنفيذها وكثيرا ما تتحدث الجامعة العربية عن الأمن القومي العربي المشترك ولكنه يظل حديث حبيس القاعات وما الصمت العربي عن حرب السودان الا نموذجا..وما اعتداء دولة الأمارات علي السودان ودعمها للمليشيا التي ستحقق اهداف اسرائيل في المنطقة الا مثالا لهذا التواطؤ العربي بل والضعف العربي والكيل بمكيالين تجاه دولتين اعضاء في نفس المنظومة…
قمة الدوحة طالما هي عقدت في ظرف الاعتداء علي قطر فالمطلوب ان يعلن البيان الختامي تضامنه الكامل مع دولة قطر وان يؤكد ادانته لهذا الاعتداء الآثم والذي يعتبر اعتداءا علي كل الدول العربية والاسلامية…فضلا عن دعم القمة للقضية الفلسطينية والمطالبة بايقاف العدوان علي غزة ودعم قطر ومصر مع امريكا للضغط علي اسرائيل بالقبول بحل الدولتين ولا بد أن تأخذ قضية الحرب في السودان وجلب دولة الامارات للمرتزقة وادانة ورفض هذا السلوك الذي يغري الاخرين علي الاعتداء بعد خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان امام القمه وشرحه لما يدور بالداخل لا بد ان يجد حظه من الاهتمام في القمة الاستثنائية وفي بيانها الختامي..
وإن كان من كلمة أخيرة لهذا التجمع العربي الاسلامي في الدوحة فهي ضرورة سد الثغرات التي ينفذ من خلالها العدو وأولي هذه الثغرات هي علاقة بعض الدول العربية باسرائيل والتي للاسف اصبحت تستخدمها اسرائيل كأدوات واذرع لاشعال الحرب في دول المنطقة كما هو حال دولة الامارات في حرب السودان…والثغرة الثانية توقيع عدد من الدول العربية علي الاتفاقية الابراهيمية مع اسرائيل والتي تخدم اهداف اسرائيل واجندتها دون ان تحقق هدفا واحدا للدول العربية وما الاعتداء علي قطر الا نموذجا…ليت دول القمة تسبين النصح بشأن مواقفها ببعضها ببعض من جانب وبعضها واسرائيل من الجانب الآخر قبل ضحي الغد….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى