قادة المليشيا في وجه العدالة الدولية.. “الجنائية” تفتح ملف مجازر الفاشر

تقرير – أمير عبدالماجد

كانت توقعات الدول الداعمة للمليشيا والمليشيا ومؤيديها أن دخول الفاشر سيوفر عاملين اثنين مهمين في الحرب الأول متعلق بالجيوسياسي للفاشر والثاني متعلق بالضغط على قائد الجيش الفريق أول ركن البرهان للقبول بالتسوية الجاهزة التي اعدتها الرباعية وكانت تضغط وقتذاك عبر امريكا وأزرعها المختلفة وتروج لاتفاق عسكري وهدنة تقود إلى مفاوضات سياسية لكن ماحدث في الفاشر كان صادماً ليس فقط للمجتمع الدولي والغرب والمجتمعات المحلية بل حتي للرباعية التي تابعت ماحدث في الفاشر ووجدت نفسها امام خيارات صعبة حولت بوصلة الضغط إلى أماكن أخرى بعيداً عن البرهان الذي واجه ضغوطات دولية واقليمية كبيرة من أجل الذهاب الى مفاوضات تقود إلى تسوية للحرب في السودان.

أوامر قبض :

فتحت انتهاكات الفاشر دفتر انتهاكات الدعم السريع ليس فقط خلال هذه الحرب بل حتى خلال السنوات الماضية وهو سجل كبير جداً وقد تقود لاصدار اوامر بالقبض على قادة الدعم السريع بتهم الابادة الجماعية وهي تهم موثقة وثقت لها هواتف المقاتلين الذين اعتدوا على العزل وقتلوهم بدم بارد وكانت صور وفيديوهات وثقت دخول المليشيا إلى مدينة الفاشر قد صدمت الراي العام العالمي إذ أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع جنود المليشيا وهم يطلقون النار على مواطنين عزل في طريقهم للفرار من الفاشر، فيما أظهرت مقاطع أخرى جنود المليشيا وهم يقتادون الرجال والنساء لتصفيتهم وصولاّ إلى فيديوهات حديثة أظهرت جنود المليشيا وهم يحرقون الجثث التي تراصت في شوارع المدينة وتلك التي تناثرت في طرق فرارهم من الفاشر.

صدمة عميقة :

وكان مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد أصدر بياناً بالخصوص أكد من خلاله المدعي العام أن المحكمة فتحت تحقيقاً حول ماحدث في الفاشر معبراً عن صدمته العميقة من حجم الانتهاكات التي طالت المدنيين العزل، وقال إن ماحدث موثق من قبل المنظمات الأممية والمنظمات الحقوقية وهي جرائم ترقي إلى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وقال مكتب المدعي إن نجاح مسار توجيه التهم للمليشيا يعتمد على مشاركة الأدلة من شهود وناجين وعاملين على الأرض لكنه عاد وأكد أن الصور والفيديوهات تعتبر أدلة موثوقة ويعتد بها لتوجيه التهم، ووجهت المحكمة الدعوة للافراد والمنظمات لتقديم أي مواد توثق لماحدث في الفاشر عبر المنصات التابعة للمحكمة.
وكانت رئيسة الكتلة البرلمانية الاوربية لافريقيا بالاتحاد الاوربي هيلدا فاونسمان قد وصغت ماحدث في الفاشر بـ (المروع )، وأكدت أن اوروبا لن تغض الطرف عنه وهو ماعبرت عنه بطريقة أو أخرى رئيسة المفوضية الممثل الأعلى ومسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كابا كالاس وإن لم ترق التصريحات لسفير السودان ببروكسل وممثله بالاتحاد الاوروبي عبدالباقي كبير الذي يرى ان ماحدث يستدعي الادانة بصورة واضحة لاتحتمل التاويل لمافعله الدعم السريع في الفاشر وادانتها رغم أن التصريحات الصادرة عن الاتحاد الاوربي وصفت الجرائم بالمروعة ونسبتها مباشرة للمليشيا عكس ماكان يحدث في الماضي اذ كانت البيانات تتحدث عن طرفي النزاع.

تفاخر بالقتل :

يقول د. سعيد سلامة مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية أن توافق القوى الدولية والاقليمية على صيغة لحل المشكلة في السودان لازال بعيداً عليه من الظلم للضحايا وأسرهم أن نؤجل العدالة خاصة بعد الصور والفيديوهات التي ظهرت وانتشرت)، وأضاف (ماحدث في الفاشر احرج الضمير العالمي وجرحه إذ لايمكن التصالح مع هذه الالة التي تقتل وتفخر بالقتل وتروج له هذا أمر غير منطقي وغير مقبول ولا اعتقد أن الدول دعك من الشعوب ستتسامح مع هذه الجرائم دون عقاب لان تطبيع هذه الوحشية والتعامل مع ماحدث في الفاشر على أنها جرائم عادية سيضرب العدالة الدولية في مقتل إذ لايمكن الدفاع عنها لاحقا يجب أن يحاكم كل من ارتكب جريمة ضد مدنيين في الفاشر).
وكانت تظاهرات قد انتظمت في عدد من العواصم الاوريية وامام بعض السفارات المتهمة بتمويل الحرب ضد الشعب السوداني يقول منذر محمد ابوراس المقيم في لندن والناشط في التظاهرات التي انتشرت هناك تنديداً بمجازر الفاشر ( اقمنا وقفات امام عدد من مقار الحكومة البريطانية والمنظمات والصحف والقنوات الفضائية وامام سفارة الامارات ونرتب لاستمرار الحراك ليشمل كل الدول المهتمة بحقوق الانسان)، وتابع (وفرنا الصور والمعلومات لكل وكالات الانباء ووسائل الاعلام ونخطط لحملة كبيرة تلقي الضوء على المجازر التي جرت وتجري الان في السودان).

Exit mobile version