في مقام النصر

 

سناء حمد العوض

مقام الكتابة هاهنا ..في هذه الأيام الخالدات …في أيام الانتصارات ..السودان يصنع من جديد ..بروح جديدة وطعمٍ جديد ..

 

لقد نلنا استقلالنا هينّاً عبر مساومات بين دولتي الاستعمار الثنائي .. رغم انه كان حدثاً مهماً في سجل التاريخ لكنه كان استقلالاً سهلاً ، لم يصنع روحاً وطنية ولا احساساً عارماً بالوطن ، اما اليوم الجميع شعر بقيمة ان يكون لك وطنٌ مهما خرجت منه الطيور نحو أرزاقها تعود ، وطن هو موطن الكرامة والشعور بالأمن والعزة والرضا حتى لو تعاني فيه من شظف العيش ، لكن يمنحك احساساً عميقاً بأنك حُر ..وصاحب ارض تقف عليها وأنت ملك …تعيش فيه على “كيفك”.

 

هذه الحرب كانت لطردك كي يحتل دارك وزرعك ومحل رزقك غرباء ملؤهم القسوة ، غرباء بلا قلب …قدموا من بلدان لم تسمع بها إلا في الجغرافيا..من مجتمعات هم فيها اقليات مسحوقة لذلك أرادوا سحقك …

هذا النصر هو فرحٌ بمعركة وجود …معركة كرامة … معركة بقاء او نزوح …معركة لأجل الحق والعدل …معركة خلقت للسوداني مشروع حياة ..ان يحفظ ارضه وحقه في الوجود …ان يحفظ وطنه ….

ليكون ويتحقق هذا النصر رويت هذه الأرض بدماء آلاف الشهداء …وبحزن سكن آلاف البيوت ..ضمت ثكلى وأيامى و يتامي …

في مقام النصر ..أعادتنا هذه الحرب لله خضوعاً وتسليماً .. الجميع كان يعلم ان الأبواب اغلقت في وجه هذه البلاد ولم يبق إلا وجه الله ، فسلمت له تسليماً …

أيها الشعب ..يا انت ..ويا هي …ويا انتم …

في مقام النصر نقف أمام ربنا مطأطي الرؤوس أمامه خاشعين ساجدين ، شاكرين .

مبارك لكم النصر …مبارك لكم الوطن.

Exit mobile version