في ذم الراحل.. غير المقيم!

 

د. مزمل أبو القاسم 

* يكفي الراحلة (تقدم) معاداةً للجيش وإسناداً للمليشيا ومجافاةً للشعب والوطن وعزلةً عنهما وارتماءً في حضن الأجنبي أنها لم تستطع تنظيم أيِّ فعالية أو عقد أيِّ اجتماع داخل حدود السودان منذ أن وُلِدت وحتى لحظة وفاتها، أو إعدامها بأيدي أبنائها (على الأصح) لتذهب إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفٍ عليها، كما لم نرصد لقادتها أي زيارةٍ للمدن السودانية التي استضافت ملايين النازحين، ولا تفقداً ولا إسناداً لملايين السودانيين الذين استضافتهم المنافي، حتى في الدول التي استضافت قادة (تقدم) أنفسهم.

* ⁠والثابت أنهم (أي قادة تقدم) ظلوا حريصين على الابتعاد بقدر استطاعتهم عن مواطنيهم في كل تلك الدول، وأن كل فعاليةٍ عقدتها تقدم شهدت مظاهراتٍ عارمةً ضدها وهتافات منددةً بها (لندن وباريس وجنيف مثالاً)؛ وأن حنق سودانيي المهاجر عليها وصل درجة محاولة الاعتداء على قادتها، وتهريبهم من الأبواب الخلفية والاستعانة بالشرطة لإنقاذهم من بطش المتظاهرين، فهل شهدتم في تاريخ السودان كله جماعةً سياسيةً قوبلت بكل ذلك الرفض والحنق والغضب والكراهية من أهل السودان كتقدم؟

* وهل هناك أدنى شك في أن تلك المسيرة المتعثرة والتاريخ الأسود والحصاد المُر كانت متناسبةً مع ما صنعته أيادي تقدم وقادتها، ومتوقعةً عطفاً على وقوفها المُخزي مع للمليشيا ومعاداتها المعلنة والمشينة للجيش والشعب؟

* وُلدت الموؤدة في حضن أبوظبي ورضعت من ثديها اللبن الحرام، وشبَّت على الطوق طريدةً منبوذةً في شوارع نيروبي وأديس أبابا، وعاشت طفولتها في لندن، ولقيت حتفها في كمبالا بعد أن اعتاشت من أموال المنظمات المشبوهة، والسفارات المتآمرة.. (سفارة سفارة)!

* يكفي قائدها فشلاً أن الإخفاق صاحبه وزامله وكان حادي ركبه ورفيق دربه حاكماً ومعارضاً، وأنه لم يستحق الشكر (بالعبارة الشهيرة) حتى ممن هتفوا له وتبعوه في العهدين.

* لن يتم تطبيق مبدأ (اذكروا محاسن موتاكم) على الميت لأن الراحل غير المقيم لا محاسن له، ولا مناقب تصحبه، بعد أن عاش متهوماً بالعمالة، ومات مدموغاً بالخيانة وموالاة المليشيا المتوحشة التي سامت أهل السودان سوء العذاب، وأذاقتهم الويل، ومع ذلك ظل الهالك (غير المقيم) داعماً لها، مجاهراً بموالاتها، متباهياً بإسنادها، ومعادياً للجيش الذي تصدّى لها، حتى لقي ربه غير مأسوف عليه، فاستحق أن يشيعه أهل السودان باللعنات بعد وفاته، مثلما شيّعوه بالهتافات الغاضبة في حياته القصيرة.. العامرة بكل أنواع الخيانة والعمالة والخِسّة، الخالية من كل محمدةٍ أو منقبة.. فاستحق أن يُزَّفَ إلى مثواه الأخير.. مصحوباً ومدموغاً بأسوأ اللعنات!!

Exit mobile version