في تواريخ الفنون وأكثر

 

علي مهدي 

أعود الدهاليز، أدخل واكتب،

وأفتح أبواب الذاكرة، وأتذكر، -وفي ذلك مشقة- أخرجتها أول مرة من القاهرة، وكنت يومها أمينا عاماً للاتحاد العام للفنانين العرب، وذاهب نحو (بيروت) وفيها ما فيها من حُسن أعلم، والآخر احتسب.

نعم..دعوني أهل (الفرانكفونية)، ولي فيها عشق، ومحبة خالصة لها (باريس)، فذاك أفضل الأسباب لقبول دعوة معالي الأمين العام الدكتور بطرس غالي عليه الرحمة، وهو من أهلي أقباط مصر، أعرفهم، وورثت محبتهم عنه السيد بن السيد الوالد قدس الله سُرَّه، وكانت له علاقات واسعة تنطلق من بيته الكبير

(سرايا ودنوباوي)

غير بعيد عنه (الخور) يأتي من الغرب يمر على (المسالمة)،

الحي الأنيق بأهله الأجمل،

وتلك حكاية أخرى، من عنده مشيت نحو أنحاء المعمورة بفنون الأداء . ووعدي أن أكتب عنها عروضي التي شاركت فيها مشخصاتي أول الأمر، ثم بعدها بتجاربي ومشروعي الأهم

(المسرح في مناطق الصراع -النزاع)،

مكوّن وكاتب ومدرب..

وعروض أدخلتني في دوائر أسهمت في تأسيسها اقليمياً ودولياً بعدها

وعرضي الخارجي الأول كان في (الجزائر) العاصمة، وفي الربع الأول من سبعينات القرن الماضي،

وأنا طالب علم في سنوات دراستي الأولى في معهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية، هذا كان اسمه، وتلك حكاية أخرى، والنص كان للأستاذ الدكتور يوسف عيدابي، المؤسس، وتلك حكاية أخرى أكتبها من حيث جهدي للتوثيق لفنون الأداء التمثيلي،

واختراع وتأسيس اتجاهات أحدث ،

قلت عنها بعد طرحنا الجديد

(التكوين في المحفل )

وسأكتب عنها تلك الريادة والتأسيس والمبادرة في دهاليز قادمات، مادمت أسجل وقائع لها تأثير علي صياغات المشهد الكلي ما أمكن.

 

فيها (الجزائر) والعالم العربي يشهد أول مهرجان للشباب العربي فيه من الفنون والرياضة والفكر والحوارات الأولية، وكان عرض مسرحية (العصفورة والممثلون )

كتبها المؤسس الأستاذ الدكتور يوسف عيدابي وأخرجها الراحل أستاذ الأساتذة فتح الرحمن عبد العزيز، شارك بالتمثيل السيدة تحية زروق ، الأستاذ ناصر الشيخ ، الأستاذ دفع الله أحمد البشير ، الأستاذ شوقي عزالدين ،الراحل يحي الحاج

وكنت بينهم مشخصاتي وطالب في سنتي الثانية.

وكان ذاك ولتحقيق التواريخ الفنية ، أول عرض مسرحي سوداني يشارك في مهرجان عربي للفنون وأول عرض مسرحي خارج الوطن،

وتلك حقيقة تسعدني، وأنا أدخل من أبواب التواريخ ..

وتمضي الأيام والسنوات وأنا أسجل باعتزاز البدايات، والتي مشيت عليها بعدها بسنوات، وكان اول عرض تمثيلي سوداني على خشبة مسرح أوربي عرض مسرحية (دومة ود حامد) عن روايات سيدي الطيب صالح قدس الله سُرَّه من إعداد وإخراج البروفيسور المخرج سعد يوسف، ومن انتاج المسرح الوطني _ مسرح البقعة_وكنت وقتها مشرفا على الترتيبات الفنية في واحد من أكبر البرامج الثقافية الوطنية في العالم (ممالك على ضفاف النيل) وذاك عمل وطني ثقافي فني تاريخي كبير، في قاعات معهد العالم العربي في (باريس) غير بعيد من نهر (السين) وتضمن عرض للآثار السودانية، بعضها من المتحف القومي، والآخر من ما هو معروض في صالات المتاحف الأوربية والعالم البعيد.

شارك المشخصاتية الكبار، منهم من ارتحل الى الرحمة الواسعة

محمد خيري أحمد ، ياسين عبد القادر ، عيسي تيراب، بروف عثمان جمال الدين، وامد الودود في أعمار الأحباب بروف سعد يوسف، موسى الأمير، الطيب شعراوي، خليفة حسن بلة ، وآخرين أوثق لمشاركتهم التاريخية وكنت بينهم مشخصاتي ومنتج وآخرين من نجوم المسرح السوداني أعود أسجلها، بافتخار لأنها كانت الأولى.

وبعدها كان عرضي المؤسس لمنهج التكوين (سلمان الزغرات سيد سنار)

مع الفريق التمثيلي للمسرح الوطني مسرح البقعة في( باريس).

وبعدها انفتحت أبواب المسارح

(من نيويورك الى مانيلا)..

وعرضي الأول ذلك كتب الحوار فيه بدقة من وحي حواراتنا المشتركة لأشهر ونظرات مستقرة على

(طبقات ود ضيف الله) الراحل عثمان جمال الدين عليه الرحمة،

ومنها باريس وقبلها الجزائر انفتحت للمسرح السوداني أبواب المشاركات الخارجية إقليميا وعالميا، تسعدني متابعات الأحباب الدهاليز .

وأعود يوما أسجل هنا مداخلاتهم الغالية مع القيمة..

سلمتم.

نقلا عن “أصداء سودانية”

Exit mobile version