في أعقاب تسريبات قالت إن قيادات بارزة قتلت.. المليشيا تواجه مرتزقتها

تقرير – أمير عبدالماجد

في نيالا التي اتخذتها المليشيا عاصمة لحكومتها الموازية التي اطلقت عليها اسم (تأسيس) انفجرت الأوضاع فجأة بوجه الجميع عندما تسرب خبر عن مقتل المتمرد عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا والمتحكم في الامور بعد اختفاء اخيه محمد حمدان دقلو .. فجأة انتشر خبر أن عبدالرحيم انتاشته مسيرة تابعة للجيش السوداني وانه قتل.. وهي معلومة لم يصدر حتى الان ما ينفي أو يؤكد.. إنتشر الخبر فانتبه الجرحى الذين ينتظرون العلاج والذين يتنظرون صرف رواتبهم ان الامور خارجة عن السيطرة وأنهم على أعتاب وضع قادم أكثر تعقيداً فخرجوا إلى الشوارع مطالبين برواتبهم وعلاجهم بصورة هستيرية تشرح حالة المليشيا.. إتجهوا مباشرة إلى السكان والسوق المركزي بنيالا ونزلوا قتلاً ونهباً في التجار والمواطنين وسيطروا على السوق ومن هناك تسللت اعداد منهم إلى الاحياء حيث نهبوا كل ما طالته أيديهم من ممتلكات المواطنين وكسروا واعدموا المركبات وعندما وصلت قوة من المليشيا أرسلت لفض ما اعتقدوه مجرد حالة شغب اشتبكت معهم الاعداد التي خرجت تطالب برواتبها وعلاجها فاوقعت قتلى وجرحى واستمر القتال لتستعين قيادة المليشيا باعداد اضافية من القوات زادت من اشتعال المعركة التي اصبحت حسب شهود عيان بين مقاتلين يعتبرون انفسهم ضحايا واغلبهم من حواضن المليشيا وقوات من المرتزقة الجنوبيين وغيرهم ما جعل المعركة ساخنة ومحتدمة، وزاد عدد الضحايا وشوهدت سيارات تابعة لما يسمى بحكومة تأسيس تغادر المدينة بعد اشتداد المعارك التي وضح انها متجهة إلى مقراتهم وسط سماع لاصوات الذخيرة والمتفجرات وكانت نيالا تعاني وفق مصدر في المدينة من حالة انفلات امني وفوضي عارمة بسبب السلاح المنتشر في كل مكان وسيطرة المرتزقة الاجانب على شوارع المدينة وحالات النهب والخطف المستمرة والتي اصبحت تهدد حياة الناس وزاد عليها أن الاخبار التي ترد باتت تشكل مصدر قلق لقيادات وجنود المليشيا فاثر تسرب خبر عن مقتل عبدالرحيم دقلو اختفى الجميع وتركوا المدينة لمزيد من الفوضى ما أسفر عن حالات قتل ونهب واختطاف لتجار ومواطنين لا زالت اخبارهم مقطوعة كما تم اقتحام السجن وتهريب المساجين.
ويقول مصدر من داخل المدينة أن أكثر من تضرروا هم تجار الموبايلات الذين فقدوا تقريباً كل الاجهزة التي كانت في الحال، وأضاف (الغريب ان هذه الاجهزة اغلبها منهوبة ومسروقة من الخرطوم وغيرها اشتراه التجار من الجنود باسعار زهيدة وها هي الايام تدور وتسرق هذه الموبايلات وتنهب مرة أخرى)، وتابع (شاهدتهم في السوق يخرجون التجار من محالهم ويضعون الموبايلات في جوالات ويذهبون بها وكذلك فعلوا مع بقية التجار هؤلاء وصلوا إلى السوق واتجهوا مباشرة إلى المحال التجارية واستولوا على المال وبعض البضائع كالمصوغات والهواتف النقالة وغيرها واخرجوها من السوق وظل بعضهم موجودا ويقاتل حتى الان)، وقال (هم يكذبون ويدعون ان جميعهم من مصابي العمليات وهذا غير صحيح هناك مقاتلون انضموا لهم قالوا إنهم لم يتلقوا رواتبهم لاشهر وان الاخبار الان تتحدث عن مقتل عبدالرحيم و مقتل أو إصابة عدد من النظار الذين كانوا يعملون على ملف علاج المصابين والرواتب المتاخرة) وأضاف (عدم وجود من يتحدث وعدم ظهور من راج انهم قتلوا اسهم بصورة كبيرة في تعقيد المشهد المازوم اصلا لان كثير من هؤلاء كانت لديهم اشكالات في العلاج اذ أهملوا لفترات طويلة واعدادهم بالالاف متواجدين في نيالا وقراها بالاضافة إلى تاخر صرف رواتبهم وعدم توفر سيولة في المدينة هذه كلها انتجت حالة من العنف تسببت في دمار واسع)، ونبه إلى أن أحداثاً وقعت في نيالا عمقت من حالة استهداف الزرقة في المدينة إذ أصبح معتاداً أن يتم الاعتداء عليهم وقتلهم ومنعهم من المغادرة خاصة بعد اغلاق الشوارع المؤدية إلى مدينة (تلس). وكان أحد التجار قد أشار إلى أن 6 من المسلحين اقتحموا محله التجاري واعتدوا عليه بالضرب قبل ان ينهبوا نحو (200) هاتف وبعض البضائع، فيما اختطف التاجر بسوق نيالا خالد نور الدين ادم ولاحقاً طالب خاطفوه بمبلغ يصل إلى ترليون جنيه من اقرباءه حتى يتم اطلاق سراحه وهي حوادث أصبحت يومية وملازمة للحياة في نبالا التي تعيش الان تحت نيران البندقية وينتشر الجنود في شوارعها بحثاً عن مصابين شاركوا في الاحداث او مقاتلين تخفوا في منازل المواطنين، وباتت المعادلة الاقرب الى ذهن العامة هي أن مقاتلي المليشيا يواجهون مرتزقتها).
وكان حاكم دارفور مني اركو مناوي قد أشار في تدوينة له على (فيس بوك) إلى أن ماحدث في نيالا ليس حادثاً عشوائياً بل ياتي في اطار ممنهج لاستهداف التجار وفق مخطط وضعته استخبارات المليشيا استهدف التجار بصورة مباشرة، وأضاف (معروف أن التجار في نيالا ينتمون إلى إثنية معينة وما يحدث محاولة لافقار هذه المجتمعات لاجبارها على النزوح ضمن خطة طويلة للتغيير الديمغرافي في الاقليم).

Exit mobile version