فوكس نيوز: طلب بن سلمان من ترامب إنهاء حرب السودان يتحوّل إلى اختبار لقيادة واشنطن وهيمنة الدولار

نشرت شبكة فوكس نيوز الأميركية، مساء الأحد، مقالًا تحليليًا بارزًا للكاتب والدبلوماسي الأميركي السابق سام براونباك، اعتبرت فيه أن الطلب الذي قدّمه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس دونالد ترامب للتدخل في إنهاء الحرب الأهلية في السودان، لم يكن مجرد مبادرة إنسانية، بل خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية عميقة تتصل بمستقبل العلاقات الأميركية–السعودية ومكانة واشنطن العالمية.
وبحسب المقال المعنون: “على ترامب أن يتحرك للمساعدة في إحلال السلام في السودان — وحماية القيادة العالمية لأميركا”, فإن لقاء 18 نوفمبر الماضي بين الطرفين كان الأكثر حساسية منذ سنوات، بعدما دعا ولي العهد الرئيس الأميركي للتدخل المباشر في الصراع السوداني الذي وصفته فوكس نيوز بأنه أفدح مأساة إنسانية في الوقت الراهن، مع مقتل ما يصل إلى 400 ألف شخص وتشريد أكثر من 13 مليونًا.
ويشير براونباك إلى أن ترامب كان يتجنب سابقًا الخوض في الملف السوداني لتشابكه العرقي والسياسي والديني، ورؤيته أنه لا يقدم مكاسب فورية للولايات المتحدة. لكنه يرى أن هذا الموقف أصبح — في ظل التنافس المتصاعد مع الصين — خطأً استراتيجيًا، لأن السودان اليوم يمثل ساحة تتقاطع فيها مصالح القوى الكبرى.
ويؤكد المقال أن تعهد السعودية باستثمار تريليون دولار داخل الولايات المتحدة لن يتحقق بصورة آلية، وأن الرياض تنتظر ما يثبت التزام واشنطن تجاه أولوياتها الإقليمية، وعلى رأسها موازنة النفوذ الإماراتي في السودان ومنع الصين من التمدد عبر البوابة الخليجية. ويحذّر الكاتب من أن بكين تعمل على جذب السعودية إلى منظومة مالية عالمية تُضعف الدولار، ما قد يعرّض الدور الأميركي الدولي لتهديد مباشر.
ويخلص المقال إلى أن السودان أصبح اختبارًا حقيقيًا لمدى استعداد ترامب لاستخدام نفوذه السياسي والشخصي لإنهاء الحرب، معتبرًا أن نجاحه سيعزز صورة أميركا كقوة قيادية عالمية، فيما سيؤدي تقاعسه إلى خسائر استراتيجية قد تتجاوز قيمتها التريليون دولار.
ويختتم براونباك بتحذير صريح:
“أرواح الملايين في السودان على المحك، وكذلك القيادة العالمية للولايات المتحدة. وعلى الرئيس ترامب أن يتحرك الآن.”
—


