تقرير إخباري-الأحداث نيوز
القت الحرب بظلال سالبة على وزارة التربية والتعليم الاتحادية وتسببت في تعطيل امتحانات الشهادة للعام الدراسي 2022 – 2023م ، وتدمير مئات المؤسسات التعليمية التربوية ، وضربت مقر الوزارة وفروعها ومكاتبها في كل انحاء البلاد ، وارتفعت الاصوات هنا وهناك تسال عن المصير ، وانطلقت معها الشائعات فهناك من سمع عن تجميد العام الدراسي الجديد وهناك من سمع عن الغاء امتحانات الشهادة السودانية وأخرى مننسيج الخيال ، وتبقي الحقيقة ان الوزارة الاتحادية بعيدة تماما عن هذا وذاك … لم يرفعوا الراية البيضاء ، رفضوا الاستسلام واختاروا العمل من اجل عزة السودان ، لم يبحثوا عن الحلول بعد انتهاء الحرب كما يحدث عادة في مثل هذه الحالات ، وظلت ام الوزارات في حالة نشاط متواصل اثناء الحرب تدرس وتناقش وتبحث في الحلول لمصير الاف الطلاب من ابناء الوطن فتحركت كتائبهم إلى الجزيرة والبحر الاحمر ‘ فاختار الوزير الاقامة في بورتسودان بينما حدد الوكيل مدني مقرا ومركزا لكل عملياته ..
ومن مدني تم تشكيل فريق العمل للخروج من الازمة وفتح ممرات امنة للعام الدراسي الجديد ومن قبله امتحان الشهادة (المعلق). وشهدت الايام الماضية لقاءات مكثفة لوكيل الوزارة د. حمد سعيد عثمان مع عدد من المنظمات من بينها اليونسيف وذلك للوقوف على حجم الضرر الذي اصاب التعليم في السودان بسبب الحرب ،وبدأت الوزارة عملها برسم خارطة طريق لتوفير ممرات امنة للخروج من الازمة اثناء الحرب وليس بعدها وذلك حرصا منها على التعليم مستقبل ابناء الوطن العزيز ، ثم شرعت مباشرة في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للفارين من الاحداث الدامية حتى يتمكنوا من التعامل مع الوضع الراهن بما يتناسب وظروف المرحلة ، ونجحت بدرجة عالية في التخفيف عن المنكوبين الهاربين من اصوات المدافع
وتابعت قيادات الوزارة خواتيم العام الدراسي في عدد من مناطق السودان ، واتخذت قرارات حول بعضها وانتظرت البعض الاخر حتى يلملم اطرافه ويبلغ خط النهاية ‘فيما تابع اخرون الاستعدادات المكثفة الجارية على قدم وساق للمرحلة المتوسطة خاصة ان العام الجديد سيشهد لاول مرة ظهور الصف الثالث المتوسط ـ اخر عتبة قبل المرحلة الثانوية ـ واطلعت عل خطوات سير العمل في ظل الظروف السيئة التي تمر بها البلاد ،
انتشرت كوادرها في كل مكان لمتابعة تنفيذ امتحانات الشهادة الابتدائية بما في ذلك حجرات الامتحان خارج السودان .. وفتحت خطوط الهاتف مع المنظمات والهيئات والبيوتات التجارية لتوفير غطاء للعملية (قبلها وبعدها) حتى اكتملت بنجاح تام .
ـوواجهت العملية صعوبات ومشاكل متعددة ، خاصة عندما يتعلق الامر بانتقال طالب او طالبة من منطقة إلى منطقة اخرى ، فكل الطرق والمسارات تغطيها سحب الدخان
وحتي وفد ولاية الجزيرة شق طريقه الى ارض الكنانة لتنفيذ امتحانات الشهادة الابتدائية واجهته المصاعب وطاردته حتى موعد وصوله ،كل شئ وقع تحت تاثير الحرب .. لم يعد هناك مساحة على ارض السودان لم تروها دماء الشهداء .. و(الاتحادية) في قلب المعركة .. من اجل عزة وطن .
وحددت الوزارة اولويات المرحلة ، فالجزء الاول من خطتها للخروج من الازمة بعدة نقاط تعتبر الاهم في الوقت الراهن ،ولعل البند الاول الاهم هو تقديم الدعم الفني والمادي للشريحة الاتحادية التي ستقود العملية خلال الفترة المقبلة ايا كان مسماها ، تلك التي تمثل مهمتها في تسيير اعمال الوزارة التربية، وستمثل غرفة التحكم لادارة العمليات وتوفير الممرات الامنة لضمان الوصول الى حلول لكل الازمات، ومن ابرز تحديات المرحلة المقبلة : (اقامة امتحانات الشهادة السودانية ، وانطلاق العام الدراسي الجديد ، توفيق اوضاع مرحلة المتوسطة ،إلى جانب ملف المدارس السودانية بالخارج ) ،في حين ملامح الجزء الثاني من الخطة فسبقت عملية التحضير للخطة الوزارية تحركات داخل (الاتحادية) نفسها ، وتم تقسيم القيادات إلى فرق عمل بعضها في مدني والبعض الاخر بقيادة الوزير في بورتسودان ،وتشكيل فريق عمل من عدة مجموعات تحت اشراف وقيادة الوكيل (المكلف) مدير امتحانات السودان ، وسيمثل هذا الفريق لجنة تسيير اعمال للوزارة الاتحادية لمعالجة كل القضايا التي تسببت فيها الحرب والقت بظلال سالبة على المؤسسات التعليمية
فجموعة ادارة الفريق بقيادة الدكتور حمد سعيد عثمان وكيل الوزارة وسيقوم باضافة عدد من الاسماء للمجموعة حتى تتمكن من ادارة (الكنترول) بدرجة جيدة ‘فالمجموعة الاولى
تنتظر هذه المجموعة استكمال مهمتها بعد تشكيلها ، فالمهام الموكلة اليها لم تخهرج من اطار تخصصها وستقوم برصد شامل كامل لكل البنيات التحتية والمؤسسية للتعليم العام في كل ولايات السودان وتحديد حجم الاضرار التي اصابتها في الحرب ، ثم يتواصل عمل المجموعة لمتابعة خطط الاعمار وبرامج وانشطة المنظمات ..
وكانت الادارة العامة للتخطيط بالوزارة بادرت بخطتها للمرحلة المقبلة وستتولي الادارة نفسها تشغيل المجموعة الاولي في فريق العمل الاتحادي المكلف ‘والمجموعة الثانية
ـاصبحت امتحانات الشهادة السودانية للدفعة الحالية هاجسا يؤرق المضاجع لذلك وضعته الوزارة على راس اجندتها للحلول ويتولي ادارة المجموعة مدير الادارة العامة للقياس والتقويم والامتحانات محمد سر الختم الحوري او من يكلفه ، وستدرس كل الجوانب لاقامة امتحانات الشهادة السودانية هذا العام في ظل الظروف الامنية الراهنة .. الي جانب تحديد اليات توثيق الشهادة السودانية والاساس والاخرى ..
ويتطلب قيام الامتحانات تأمينا شاملا لا يقبل المغامرات علما بان عشرات الالاف من الطلاب والطالبات ينتظرون قيام الامتحانات،
والمجموعة الثالثة فقد اهتمت الوزارة بالمدارس السودانية في مصر خاصة بعد اندلاع الحرب في الخرطوم ، واستوعبت هذه المدارس عدد ضخم من ابناء الجالية السودانية بارض الكنانة وصارت رقما لايمكن تجاوزه ، لذلك تم تشكيل مجموعة ضمن فريق العمل الاتحادي لمراجعة اوضاع تلك المدارس اداريا وفنيا ، كذلك اوكلت للمجموعة نفسها مهمة تقييم امتحانات الشهادة الابتدائية للعام 2023م بالخارج .
في حين تم تشكيل مجموعة رابعة تعني بالولايات ومن مهامها متابعة نهاية العام الدراسي ، والاعداد للعام الدراسي الجديد ، كما تم توجيه المجموعة نفسها بمراجعة ملفات المرحلة المتوسطة ..
،والمجموعة الخامسة مهامها توفير الدعم للمجموعات العاملة ضمن فريق العمل الاتحادي ومقر عمل كل مجموعة وتهيئة المناخ لها لتعمل بجد واجتهاد ،وسادسة تضم الاعلام وسكرتارية الوزير ومركز المعلومات .
وفي الجانب المتعلق بالاخبار تقرر نقل اخبار فريق عمل الوزارة الاتحادية عبر جميع الوسائط وذلك منعا للشائعات والمعلومات المغلوطة خاصة تلك التي تؤثر على المعنويات وتحبط المجتمع ، وستقوم ادارة الاعلام بالوزارة بهذه المهمة.