غوتيريش: إفريقيا وأوروبا قادران على تشكيل نظام عالمي أكثر عدالة في عالم متعدد الأقطاب

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن التحول السريع نحو عالم متعدد الأقطاب لا يكفي لخلق السلام والاستقرار، ما لم ترافقه شراكات قوية وتعاون بنّاء بين المراكز الإقليمية للقوة. وجاءت تصريحاته خلال خطابه أمام قمة الاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي المنعقدة في أنغولا، حيث دعا إلى بناء محور إفريقي–أوروبي قادر على تصحيح “الظلم التاريخي” في بنية النظام الدولي.

وقال غوتيريش إن العالم يشهد تغيرات جذرية في خارطة النفوذ، لكن “التعددية القطبية وحدها ليست ضمانًا للسلام”، محذرًا من أن غياب التعاون قد يحوّل هذا التحول إلى منافسة خطرة بدل تحقيق التوازن. وشدد على أن إفريقيا وأوروبا معًا يمكن أن يشكلا “محورًا مركزيًا” لبناء نظام عالمي أكثر عدلاً وشمولًا.

إصلاح النظام المالي العالمي

ووصف الأمين العام القواعد المالية الدولية الحالية بأنها “غير عادلة وغير فعّالة”، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الإفريقية غارقة في ديون ضخمة تعيق الاستثمار والتنمية. ودعا إلى:

•إنهاء الديون غير المستدامة،

•مضاعفة قدرة البنوك التنموية متعددة الأطراف ثلاث مرات،

•ومنح الدول النامية صوتًا أكبر في صنع القرارات المالية العالمية.

وأضاف أن معالجة الأزمات الاقتصادية والتنموية ستُسهم في الحد من الهجرة غير النظامية والنزوح الجماعي.

تحويل الإمكانات المناخية إلى فرص صناعية

وأشار غوتيريش إلى أن إفريقيا تمتلك إمكانات هائلة في الطاقة المتجددة ومعادن الطاقة النظيفة، فيما تمتلك أوروبا رأس المال والخبرة. وقال إن بناء شراكة حقيقية للطاقة النظيفة يمكن أن يساعد القارتين على تعزيز التصنيع وخلق فرص اقتصادية طويلة المدى داخل إفريقيا.

إصلاح منظومة السلم والأمن الدولية

ودعا الأمين العام إلى تنفيذ إصلاحات جوهرية في المنظومة الأمنية الدولية وفقًا لـ “ميثاق المستقبل”، وعلى رأسها منح إفريقيا مقاعد دائمة في مجلس الأمن، معتبرًا أن ذلك سيصحح واحدة من أعمق حالات التهميش التاريخي.

عصر جديد من الأمل

واختتم غوتيريش خطابه بالتأكيد على أن العالم يمر بلحظة فارقة تتطلب بناء تعددية قطبية مترابطة لا متنافرة، مشيرًا إلى أن التعاون بين إفريقيا وأوروبا قادر على تحويل حالة الاضطراب العالمي الراهنة إلى “عصر جديد من الأمل”.

⸻