سودانيتان.. تركتا وظيفتيهما لبيع شاي اللبن بالقاهرة

تخالط رائحة البخور دفء نسيم المساء في ذلك المقهى بحي عابدين، والذي رغم تشابهه مع سائر المقاهي المصرية، إلا أنه يتميز بالمشروبات السودانية التي تعتبر جديدة على آذان المصريين، والذي يعتبر حصيلة رحلة كفاح خاضتها شقيقتان سودانيتان تركتا وظيفتيهما المرموقة بسبب الحرب لترفضا الاستسلام للمحنة مواصلتين السعي في ذلك المقهى.

 

وقالت خنساء حمد الله، استشارية نفسية إن الحرب أجبرتها وشقيقتها على الابتعاد عن مصدر الدخل المضمون بالسودان، وإنهما لم تجدا مجالاً لممارسة مهنتهما المعتادة بعد الإقامة في مصر.

وأضافت أنها بمحض الصدفة فكرت في تقديم بعض الأكلات المنزلية لإحدى المقاهي كمصدر للدخل، وسرعان ما تطورت لديها الفكرة خلال أيام معدودة بفتح مقهى خاص يجمعها بشقيقتها في عمل واحد تديرانه سويا.

وقالت توسل حمد الله، الشقيقة الأخرى، وقد عملت صحفية سابقا بالسودان، إن خطوة الإشراف على مقهى كانت صعبة ولكن لا بد منها.

وذكرت أنها كانت خبيرة وشقيقتها في صنع الطعام والمشروبات كأي ربة منزل، ولكنهما لم تجربا إدارة المقاهي والتعامل مع الزبائن من قبل؛ ما أثار مخاوفهما.

وأوضحت توسل، أن المساعدة والنصيحة جاءت من مصدر غير المتوقع، إذ كان الزبائن من يعطون الاقتراحات ويقدمون الإرشادات لتطوير العمل بعكس المخاوف المتوقعة أن تكون قلة الخبرة سبب في استغلال الزبائن لهما.

وأكدت خنساء، أن مشروبات المقهى مشتركة بين المصريين والسودانيين، ولكن هناك بعض الاختلافات كالشاي باللبن المتعارف عليه بمصر، ولكنه ببعض اللمسات السودانية أصبح أكثر طلبا لدى الزبائن المصريين.

وذكرت توسل، أنه من بين المشروبات المميزة الأخرى، هو الشربوت وهو مرتبط باحتفالات الأعياد في السودان وكذلك العرديب، وذلك بجانب قهوة الجبنة التي تعد بطريقة سودانية خاصة.

 

واستطردت خنساء، أن المقهى يعد أيضا المشروبات المصرية، مضيفة أنها وشقيقتها على دراية كافية بالثقافة المصرية المنتشرة عبر الإعلام والدراما، كما أنهما زارتا مصر سابقا لأكثر من مرة لأغراض السياحة.

وتوجه توسل نصيحتها للسودانيين القادمين لمصر؛ هربا من الحرب، بأنهم سفراء لوطنهم ومن الضروري أن تعكس أخلاقياتهم في التعامل قيم وعادات السودان المعروفة بالسماحة والكرم.

وتقول خنساء عن نظرتها للمستقبل، إن أكثر ما يهمها أن تكون مصدر تأثير إيجابي لمن حولها، سواء كمعالجة نفسية بالمجال الذي اعتادته أم كمشرفة على مقهى، المجال الذي فرضته عليها أحوال الحرب.

Exit mobile version