الأحداث – وكالات
أسدل مجلس الأمن الدولي الستار على حقبة مليشيا الدعم السريع وحليفتها تنسيقية تقدم، من خلال تجاهل نشر قوات دولية ومقترح (المناطق الآمنة) التي روج لها رئيس (تقدم) عبد الله حمدوك وسعى لدفع الملف عبر زيارة مثيرة لبريطانيا، صاحبتها احتجاجات من السودانيين في المملكة المتحدة، حيث مثلت قاصمة الظهر لطموحات حمدوك الذي يريد تحويل نفسه ل (كرزاي) جديد في السودان.
ثلاث قضايا:
الجلسة التي دعت لها المملكة المتحدة، الثلاثاء، خصصت حيزا منها للسودان، تحدثت عن ثلاث قضايا دون أن تأتي بجديد يغير في المعادلة السياسية على الأرض، حيث حمل أعضاء المجلس الجيش والدعم السريع مسؤولية الانتهاكات التي تحدث في السودان، وبحسب مراقبين فإن هذا الاتهام مكرر ولا جديد فيه، حيث فعل المجلس الشئ نفسه في جلسات سابقة، كما طالب المجلس الطرفين بالعودة لطاولة التفاوض، وهو مطلب قديم متجدد، وفي هذا الإطار، أعلنت وكيلة الأمين العام، روزماري ديكارلو، ترحيبها بجهود الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لاستعادة الحوار السياسي السوداني الشامل، كما تطرقت ديارلو لدور المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، على جهوده لتقريب وجهات نظر الطرفين وإعادتهما إلى طاولة المفاوضات، ودعت المجلس لدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد.
ودعا المجلس، كذلك الجيش السوداني والدعم السريع لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، وهو أمر تطرق له المجلس ومسؤولين أمميين في أوقات سابقة.
تدخل دولي:
ورغم أن جند التدخل الدولي لم يكن ضمن أجندة اجتماع مجلس الأمن ولم يطرح للنقاش، لكن مندوبة روسيا بمجلس الأمن بادرت ونقلت ما يدور في الغرف الأوروبية الخلفية بشأن إرسال قوات دولية للفصل بين طرفي الحرب بالسودان، وأكدت موقف روسيا الداعم للجيش السوداني، وحثت المجلس على دعم مؤسسات الدولة الوطنية في السودانية، وقالت إن من يدعون لتدخل دولي من التقدميين – في إشارة لتنسيقية (تقدم) – لا يحظون بالقبول في السودان.
أمام هذا الموقف القوي من دولة تملك حق الفيتو، رضخت بريطانيا وأكد مندوبها في مجلس الأمن جيمس كاريوكي أن الوقت غير مناسب لنشر قوات دولية بالسودان، وهو الرأي نفسه الذي قاله الأمين العام للأمم المتحدة في جلسة سابقة للمجلس.
الموقف الروسي:
يقول الكاتب الصحفي عمار عركي، إن الموقف الروسي القوي أفشل المخطط الأمريكي الأوروبي داخل مجلس الأمن، مشيرا إلى أن روسيا رفضت التدخل الدولي في السودان تحت أي ذريعة، كما رفضت أي تدخل دولي في طرق إيصال المساعدات، وتبنت وجهة نظر الحكومة السودانية، التي تطالب بالإشراف المباشر على المعابر، خصوصا معبر (أدري) الحدودي مع تشاد، حيث أكد مندوب السودان الحارث إدريس، رصد الحكومة السودانية لشحنات سلاح دخلت عبر المعبر للمليشيا.
إفشال المخطط:
بالمجمل، فإن روسيا وقوة منطق الدبلوماسية السودانية وتظاهرات لندن ضد عبد الله حمدوك، والانتهاكات المروعة التي قامت بها المليشيا مؤخرا بشرق الجزيرة، جميعها عوامل يراها مراقبون اجتمعت من غير ترتيب لإفشال مخطط وضع السودان تحت بند التدخل الدولي
ما يعني عمليا بحسب محللين أن الدول الغربية أدارت ظهرها للمليشيا وحليفها المستتر تنسيقية (تقدم)، وداعمتهم دولة الإمارات، التي لم يظهر لها أي وجود داخل أروقة مجلس الأمن.
وأكد محللون سياسيون أن قادة المليشيا وتنسيقية تقدم وحليفتهم الإمارات بدأوا تنفيذ الخطة (ب) التي روج لها حميدتي في خطابه الأخير بالتزامن مع رئاسة بريطانيا لمجلس الأمن الدولي خلال نوفمبر الحالي، وذلك بإرتكاب مزيد من الانتهاكات بحق المدنيين لإقناع مجلس الأمن بحتمية التدخل الدولي بالسودان، حيث ترافقت هذه الانتهاكات مع نشاط ملحوظ لقادة تقدم يدور بأكمله حول الفصل بين القوات المتحاربة وتخصيص مناطق آمنة للمدنيين، في محاولة أخيرة لإنقاذ عناصر المليشيا المتمردة. لكن هذه الخطة فشلت بإنتهاء جلسة الثلاثاء، ولم يعد هناك خيار للمليشيا إلا مواجهة الجيش السوداني نحو الفناء الكامل.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”