رفع إيقاف مراسلة الحدث.. لماذا تجاهل كامل إدريس وزارة الإعلام؟

تقرير – أمير عبدالماجد

أثار إتصال أجراه رئيس الوزراء د.كامل ادريس بمدير مكتب قناتي العربية والحدث لينا يعقوب أعادها بموجبه للعمل ورفع عنها الايقاف الصادر بواسطة وزارة الثقافة والاعلام.. أثارت المحادثة ردود أفعال مثيرة أبرزها رد وزارة الثقافة والاعلام الذي بدا غاضباً من القرار وان لم يشر صراحة وبالاسماء إلى الواقعة لكن ما بين سطور البيان بدأ واضحاً أن الوزارة فوجئت بالقرار ولم تعلم به الا بعد صدوره ما يعني أنها غيبت تماماً وواضح أن الوزير خالد الاعيسر لم يتقبل الأمر فرد على رئيس الوزراء ببيان أكد فيه موقفه السابق من مراسلة قناة (العربية) لينا يعقوب وتبعه برأي على صفحته الشخصية قال فيه (نهضة السودان لن تتحقق الا على مؤسسات راسخة من المؤسسية والمسؤولية وبالابتعاد عن أي ممارسات قد تعيد البلاد لمسارات الفوضي التي عاني منها شعبنا طويلا وكانت من أسباب اندلاع هذه الحرب التي شردت الملايين.. ان السودانيين يستحقون مستقبلاً يليق بتضحياتهم ويقوم على احترام القانون واعلاء قيم المصلحة الوطنية قبل العلاقات الشخصية والخاصة) وكانت مدير مكتب العربية قد نشرت علي صفحتها بـ (فيس بوك) قالت فيه (تلقيت اليوم اتصالا من رئيس الوزراء كامل ادريس يبلغني فيه برفع الحظر المفروض على من وزارة الاعلام منذ شهرين ونصف مثنيا علي دورنا وعملنا في كشف الحقيقة)، وأضافت (قدمت شكري لرئيس الوزراء وقلت لابد من توضيح الاتي لقد تعرضنا لمضايقات عديدة من وزارة الاعلام وكنا نترفع عن الصغائر ونتجاوز النفي والدفاع بل احتملنا الاشتباه والاتهامات المتكررة منهم وقلنا انها ضريبة عمل لابد منها وتجاهلنا التشكيك والتخوين)، وتابعت (نحترم الجيش والدولة ومؤسساتها ولوائحها وقوانينها ونلتزم بها ونحترم الاراء الاخرى ونوردها ونسعى جاهدين للحقيقة ونعتذر عن اخطاءنا دون قصد وقد أكفاني الزملاء والنشطاء والمعارف الرد علي معلقة وزارة الاعلام التي نشرت في 19 سبتمبر الماضي ومن يزايدون على الناس بالوطنية والحرية هم أول من يفشلون في اختبارها) .. السؤال هنا هل تحولت قضية ايقاف مراسلة العربية إلى خلافات داخل حكومة الأمل بالنظر إلى تجاوز رئيس الوزراء لوزير الثقافة والاعلام ورد الوزير الغاضب الذي يعتبر تجاوز في حق رئيسه؟ ثم هل تحول الامر ايضاً إلى صراع سياسي بين معسكر يرى أن المراسلة تجاوزت حدود عملها المهني وأصبحت توجه تهماً لمؤسسات الدولة وتساند المليشيا وبين من يرى انها ضحية طريقة تفكير تتبني منهج تخوين صارم جداً لايحتمل الراي والراي الاخر ويعتبر الخبر راياً؟ ثم هل تقبل وزارة الاعلام تجاوزها خاصة وان المراسلة نفسها عادت واتهمت الوزارة بتعمد مضايقتها واتهامها فيما وجه الوزير عبارات حادة مثل ان البلاد لا تبني بالعلاقات الشخصية والخاصة فمن المقصود هنا؟ الوزير ام الوزارة أم مجموعة المستشارين حول رئيس الوزراء.
يقول الصحافي الهندي عزالدين (أعتقد أن رئيس الوزراء لا يتفهم وضعه الدستوري فعندما توقف أجهزة الدولة مراسلاً لقناة أجنبية يبلغه مدير الاعلام الخارجي بالقرار وهذا ماحدث وبالتالي فان مدير الاعلام الخارجي نفيه هو الذي يبلغ لينا يعقوب بقرار رفع الايقاف وليس رئيس الوزراء حتة واحدة)، وأضاف (جاء في خبر رفع الايقاف أن رئيس الوزراء ثمن الدور المهني للمراسلة في كشف الحقائق ونقل الاحداث وهنا تساءل عزالدين اذا كانت تقوم بدور مهني فعلاً فلماذا تم ايقافها قبل شهرين بعلم وبموافقة رئيس الوزراء نفسه)، وكان الكاتب الصحافي عبدالماجد عبدالحميد قد أشار في منشور له على صفحته في (فيس بوك) إلى اجتماع جمعهم كصحافيين برئيس الوزراء كامل ادريس الاسبوع الماضي قال ان الدعوة له وصلته عبر نائب رئيس اتحاد الصحافيين كان لافتا فيه ان الدعوة لم توجه إلى وزير الثقافة والاعلام مع ان الاجتماع يضم اتحاد الصحافيين ومجموعة من الصحافيين وناقش واقع الصحافة، وأضاف عبدالماجد (عندما سالت هل وجهت الدعوة لوزير الاعلام قيل لي لا )، والان رفع الايقاف عن مديرة مكتب العربية دون اخطاره اعتقد أن ماحدث صفعة قوية على وجه مسؤوليته كوزير مختص).
وعلى عكس ما يرى عبد الماجد يعتقد د.عزالدين الجمري أن الامر متجاوز لخلافات الوزير ورئيس الوزراء وبالمناسبة الوزير من المقربين لرئيس الوزراء وليس بعيداً من دوائره إذ أن الامر برايه له علاقة بتنظيف الطاولة وحسن النوايا بين السودان والمملكة لا أكثر ولا أقل ولا يحتمل كل هذه السجالات ولا امتداد له ولا تأثير لانه مرتبط بتفاهمات السودان والمملكة العربية السعودية وما يمكن ان يلعبه الاعلام التابع للبلدين في دعم التوجهات الجديدة)، وقال (ما سيحدث داخليا وعلى مستوى تناول القناة للشأن السوداني وأحكم بنفسك)، وأضاف (صحيح أن الأمور مرتبكة وهناك تجاوزات لكنها طبيعة المرحلة في بلد اموره متجاذبة والمواقف الدولية والاقليمية حولها متغيرة وغير ثابتة طبيعي جدا أن تنشأ صراعات وتحاول مراكز القوى اظهار قدراتها لكن اعتقد ان قرار كامل ادريس فيه حيثيات واضحة وابداء لحسن النوايا ترحيباً بالمتغيرات).

Exit mobile version