رفض واشنطن الاعتراف بدارفور دولة مستقلة.. موقف جديد أم تكتيك

 

الأحداث – آية إبراهيم

في فبراير من العام الجاري كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في أن إدارة الرئيس جو بايدن وضعت في «أولوياتها» إنهاء الحرب في السودان وإعادة الحكم إلى المدنيين، وكان هذا الحديث حينها يمثل أول المؤشرات الأميركية إلى مرحلة ما بعد الحرب إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت غير ثابتة في موقفها من الأزمة التي يمر بها السودان ما بين دعم المؤسسة الأمريكية للجيش من ناحية وتقلبات الآراء لدعم المليشيا من ناحية أخرى بالانحياز للإمارات.

عدم إعتراف
في ردة فعل جديدة حول الانتهاكات التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور قال المبعوث الأميركي الخاص بالسودان توم بيرييلو إن البعض في قوات الدعم السريع يعتقد أن السيطرة على الفاشر ستساعدهم في تأسيس دولة انفصالية في إقليم دارفور، مضيفاً أن واشنطن لن تعترف بدارفور كدولة مستقلة “تحت أي ظرف” وفقاً لبي بي سي.

المعلن والحقيقة
الموقف الأمريكي الأخير من تحركات مليشيا الدعم السريع في الفاشر طرح عدد من الاستفهامات أبرزها أنه هل هو موقف حقيقي أم مجرد مناورة أمريكية حول أزمة البلاد، وتعليقاً على ذلك قال مدير العلاقات الدولية في المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية مكي المغربي “نحن نعلم طرق الولايات المتحدة الأمريكية في التلاعب، هي مثلاً لا تعلن الاعتراف بأرض الصومال لكنها تمنح الضوء الأخضر لتحويلها شريك إقليمي لأثيوبيا والإمارات ضد مصر والصومال، وهذا يعني أن واقع أمريكا هو المفارقة بين المعلن والحقيقة.
ونوه المغربي في منشور على صفحته على (فيسبوك) موجهاً حديثه للمبعوث الأمريكي “أولاً غير صحيح أن الدعم السريع يرى أو يفكر، أنت تعلم هذا جيداً، هناك دولة ترى وتفكر له، وهي تشاوركم وتخطط معكم، واختزال الأمر في (البعض من المليشيا) القصد منه التستر المستمر على الفاعل الأصلي”، وقال “المختصر .. أنتم عملياً تقفون مع الإبادة الجماعية في دارفور بالتستر والتمويه والأحرار في الشعب الأمريكي يعلمون هذا ويشهدون بالحق ويتحركون”.

وضع هش
بعد أيام من تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية دعا البيت الأبيض إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مع التأكيد على أن المسؤولين الأمريكيين على اتصال بالقادة العسكريين، واستكمالًا لذلك أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الوضع في السودان هش، وأنه لا تزال هناك فرصة لاستكمال الانتقال إلى حكومة يقودها المدنيون، كما أجرى بلينكن في 18 أبريل 2023 اتصالين هاتفيين أحدهما مع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والآخر مع قائد المليشيا “حميدتي”، مشدداً على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع ذلك ظل الدور الأمريكي تجاه الأزمة السودانية غير مستقر بين الحين والآخر.

موقف متزعزع
رئيس الهيئة القيادية للحزب الاتحادي الديمقراطي عضو تنسيقية القوى الوطنية إشراقة سيد محمود ترى أن الموقف الأمريكي إلى حد كبير غير مستقر ويكاد يكون متزعزع ومتقلب بين دعم المؤسسة الأمريكية لمؤسسات الجيش السوداني وبين تقلبات الآراء في الانحياز للإمارات والسكوت عن انتهاكات المليشيا وتصنيفها كجماعة إرهابية وعدم إدخال شكوى السودان ضد الإمارات في مجلس الأمن بصورة واضحة.
وقالت إشراقة في حوار سابق مع (الأحداث) إن الموقف الأمريكي إن لم يكن متماهياً لكنه غير مستقر ومتقلب مما يجعل السودان يحتاج إلى تحالفات قوية تؤمن بدور المؤسسة السودانية ولها موقف واضح في الحرب كروسيا وإيران والصين.

Exit mobile version