رأي

رسالة للدكتور صلاح البشير

:د. إبراهيم الأمين

مع تقديري للمجهود الذي يبذله في مجال التوعية بقضايا البلاد في هذه المرحله الحساسه والحرجة.
السودان في ظل الإنقاذ
أغلب الإتفاقيات التي عقدها نظام الرئيس عمر البشير كانت تهدف ظاهريا لتحقيق الإستقرار ، ولكنها إفتقرت الى الشفافية والنية الحقيقية للإصلاح ، وكانت النتائج تفكك السودان ، وضعف مؤسساته ، وإنتشار الفساد والولاءات الإقليمية ، مما أدى في النهاية إلى إنهيار منظومة الدولة وفقدان السيادة الوطنية.
: الاتفاقيات التي أبرمها نظام البشير، مع الدول والأطراف الأجنبية
أولاً: الاتفاقيات الداخلية والدولية
حول الحرب الأهلية والانفصال

1. اتفاقية السلام الشامل (CPA) – 2005
الأطراف: حكومة السودان (البشير) الحركة الشعبية لتحرير السودان (جون قرنق)
الوسيط: كينيا بدعم أمريكي–بريطاني–نرويجي (مجموعة الإيقاد)
أبرز البنود:
منح الجنوب حكماً ذاتياً لمدة 6 سنوات.
تقاسم الثروة (خصوصاً النفط) والسلطة بنسبة 50%.
إنشاء جيشين (الجيش السوداني والجيش الشعبي).
إستفتاء لتقرير المصير في نهاية الفترة الانتقالية.
الآثار السالبة:
رسخت مبدأ الانقسام على أساس الهوية والدين.
أدت مباشرة إلى انفصال جنوب السودان عام 2011.
خلقت ثنائية في الدولة (جيشان – إدارتان – اقتصادان).
أفقدت السودان حوالي 75% من ثروته النفطية بعد الانفصال.
2. اتفاقية أبوجا للسلام (دارفور) – 2006
الأطراف: حكومة السودان ، فصيل من حركة تحرير السودان (مني أركو مناوي)
الوسيط: نيجيريا والاتحاد الإفريقي
المضمون:
تعيين ممثل للحركة مساعداً لرئيس الجمهورية.
وعود بالتنمية والتعويضات وإعادة الإعمار.
الآثار السالبة:
فشل الاتفاق بسبب استبعاد حركات رئيسية (العدل والمساواة، عبد الواحد).
استمرار الحرب وتجزئة الحركات، ما أضعف دارفور وأطال الصراع.
استخدم النظام الاتفاق كأداة لتجميل صورته دولياً دون تنفيذ فعلي.
3. اتفاقية الشرق (أسمرا) – 2006
الأطراف: حكومة السودان ، جبهة شرق السودان
الوسيط: دولة إريتريا
المضمون:
دمج قوات الجبهة في القوات النظامية.
وعود بتنمية الشرق وتخصيص نسبة من الموارد للمنطقة.
الآثار السالبة:
لم تُنفذ بنود التنمية فعلياً.
أدت إلى إحباط واسع في الشرق وتهميش جديد.
أصبحت وسيلة لتوزيع المناصب بدلاً من حل جذري للأزمة.
ثانياً: الاتفاقيات العسكرية والأمنية الخارجية

4. اتفاق التعاون العسكري مع إيران – منذ 1991 وحتى 2014
الأطراف: السودان ، إيران
المضمون:
تدريب وتسليح الجيش السوداني والحرس الثوري.
إنشاء مصانع أسلحة (مثل مجمع اليرموك).
دعم سياسي وأمني مشترك.
الآثار السالبة:
أدخل السودان في محور الممانعة (إيران–سوريا–حزب الله)، مما تسبب في عزلة عربية وإفريقية.
قصف مصنع اليرموك في الخرطوم (2012) من قبل إسرائيل بسبب الصلة بإيران.
أثار توتر العلاقات مع السعودية ودول الخليج، مما أضر بالاقتصاد السوداني.
5. الاتفاقيات الأمنية مع ليبيا (القذافي) – التسعينات
المضمون:
تعاون استخباراتي وعسكري بين البشير والقذافي ضد التمرد في دارفور وتشاد.
دعم متبادل للحركات الإسلامية والإقليمية.
الآثار السالبة:
تورط السودان في صراعات الجوار (تشاد، إفريقيا الوسطى).
خلق بيئة لانتشار السلاح والمرتزقة.
إضعاف الثقة الدولية في الخرطوم.
6. اتفاقيات الحدود والتعاون مع تشاد – 2010
الأطراف: السودان ، تشاد
المضمون:
اتفاق لوقف دعم المتمردين على جانبي الحدود.
تبادل المراقبة الأمنية.
الآثار السالبة:
هشاشة التنفيذ، واستمرار التوتر.
تحولت الحدود إلى ممر للميليشيات، مما ساهم في عسكرة دارفور.
ثالثاً: الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية

7. اتفاقيات النفط مع الصين وماليزيا والهند – منذ 1997
الأطراف: حكومة السودان CNPC (الصين) Petronas (ماليزيا) ONGC (الهند)
المضمون:
استثمار في استخراج النفط وتطوير البنية التحتية.
حصول الحكومة على نسب من الأرباح.
الآثار السالبة:
الاعتماد المفرط على النفط، وإهمال الزراعة والصناعة.
بعد الانفصال، فقد السودان معظم موارده النفطية.
غياب الشفافية والفساد المالي في إدارة العائدات.
زيادة الفساد داخل النظام وبروز طبقة رأسمالية طفيلية.
8. اتفاقيات التعاون مع قطر وتركيا (ما بعد 2010)
المضمون:
اتفاقيات استثمارية في الأراضي الزراعية والموانئ (سواكن).
دعم سياسي متبادل ضمن المحور الإسلامي.
الآثار السالبة:
أضعفت علاقات السودان مع السعودية والإمارات ومصر.
أدت إلى استقطاب سياسي داخلي بين تيارات موالية لأنقرة والدوحة وأخرى للرياض.
زادت التبعية الاقتصادية دون تحقيق تنمية حقيقية.
رابعاً: اتفاقيات التطبيع
الجزئي مع الولايات المتحدة
الفترة: بعد 2017
المضمون:
تعاون استخباراتي ضد الإرهاب.
رفع جزئي للعقوبات مقابل تنازلات سياسية.
الآثار السالبة:
لم تحقق مكاسب اقتصادية تُذكر.
استخدمها النظام لتثبيت سلطته داخلياً.
فُهمت كـمساومة على السيادة الوطنية.
الخلاصة التحليلية :_
المجال الهدف المعلن النتيجة الفعلية الأثر على وحدة السودان
السلام مع الجنوب إنهاء الحرب الانفصال الكامل تفكك الدولة وفقدان الثروة
دارفور والشرق التنمية والمصالحة استمرار الحرب والتهميش إضعاف النسيج الوطني
التعاون مع إيران تسليح ودعم عسكري عزلة عربية وضربات خارجية انقسام داخلي
الاتفاقيات الاقتصادية التنمية فساد وتبعية انهيار اقتصادي
العلاقات الإقليمية أمن الحدود عسكرة الإقليم زعزعة الاستقرار
خاتمة :_

المطلوب التوافق على عقد إجتماعي جديد.
يمر السودان بأزمة خطيرة ومعقدة ، أزمة حكم، أزمة حكومة، أزمة قيادة، أزمة برنامج. مانحتاجه اليوم حكومة مؤهلة وطنيا ، أخلاقيا ، علميا ومقبولة جماهيريا. حكومه لكل السودانين تسعى لجمع صفوفهم وتوحدهم حول عقد إجتماعي جديد، حكومة مختلفه عن كل الحكومات السابقه مع إحترامنا لها فهي لم تحقق الإستقرار والتنميه. وجاءت الإنقاذ بسياسات عقيمه عمقت الفوارق وخلخلت البنى الإجتماعيه ، وأسس التماسك المجتمعي ، هنا تبرز أهمية الحوار بهدف إيجاد مخرج من الأزمة والوصول ألى معادلة جديدة للحكم وفق عقد إجتماعي فيه تأكيد لشرعيه تتمحور حول الإنسان ، وحول حقوق المواطنه لديه ، حول حريته، حول أمنه الإجتماعي والسياسي ، حول حقه في المشاركه السياسية الكاملة والمساواة.
الخطأ الذي ارتكبته الإنقاذ هو أنها رهنت قرارها ومستقبل السودان للخارج بالدخول في إتفاقيات مشبوهة.
نحن اليوم في مفترق الطرق ونريد أن نكرر نفس الخطأ الذي إرتكبته الإنقاذ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى