رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في حوار :

نخوض حربا ضد واحدة من أعظم المؤامرات الدولية

حوار – وكالات
في أول مقابلة مكتوبة له منذ اندلاع النزاع، تحدث الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى صحيفة El Debate الإسبانية حول الحرب الدائرة في البلاد، وإعادة الإعمار، ودور المجتمع الدولي.

سيدي الرئيس، ما الصفات التي يجب أن يتحلّى بها قائد السودان؟

من أهم صفات القيادة: الإحساس بالمسؤولية الوطنية، والقدرة على اتخاذ القرار، والشجاعة، وتقديم مصلحة الوطن، وحماية مقدراته، ومواجهة التهديدات والمؤامرات. يجب على القادة التحرك بحزم لتحقيق الأمن والاستقرار، والاستجابة لتطلعات الشعب من خلال رؤى واستراتيجيات تُمكّن السودان من بلوغ مصاف الدول المتقدمة.

كيف تودّ أن يتذكرك التاريخ؟
أتمنى أن يُكتب في التاريخ أننا خضنا حربًا غير مسبوقة في تاريخ السودان ضد أكبر مؤامرة دولية واجهتها البلاد، وأننا خرجنا منها منتصرين، وقُدنا السودان إلى مرحلة جديدة يسودها الأمن والسلام والتنمية. فالقائد الناجح يجب أن يتحلى بالقيم الأخلاقية مثل النزاهة والعدالة والشفافية.

بعد استعادة السيطرة على الخرطوم، كيف تقيّمون المرحلة الجديدة من النزاع؟
استعادت القوات المسلحة، بدعم من القوات الحليفة والشعب، السيطرة على العاصمة الخرطوم ومدن أخرى كانت تحت سيطرة الميليشيا المتمردة. نحن الآن بصدد وضع رؤية للمرحلة المقبلة، تشمل استكمال الانتقال الديمقراطي عبر تعيين رئيس وزراء مدني وتشكيل حكومة مدنية تسهم في تحقيق الاستقرار.

وبناءً على التزامنا بالسلام المستدام، وافقنا على هدنة إنسانية لإدخال المساعدات إلى مدينة الفاشر التي كانت محاصرة وعانت من الدمار.

ما هي أولوياتكم لتحقيق الاستقرار في دارفور؟
أولوياتنا تشمل:

تحقيق الأمن والسلام بالتعاون مع القوى الوطنية غير المرتبطة بالميليشيا الإرهابية.

إنهاء التمرد وفرض سلطة الدولة.

تسهيل عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم.

بدء عمليات إعادة الإعمار.

ندعو الميليشيا الإرهابية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ورفع الحصار عن مدينة الفاشر. قواتنا المسلحة، بدعم من الحلفاء والمقاومة المحلية، قادرة على هزيمة ميليشيا دقلو الإرهابية.

ما موقفكم من التدخلات الخارجية، لا سيما دعم الإمارات لقوات الدعم السريع؟
نرفض أي تدخل إقليمي أو دولي في الشؤون الداخلية للسودان. مشكلاتنا يجب أن تُحل عبر حوار سوداني – سوداني يُعالج جذور النزاع، ويمنع فرض حلول غير قابلة للاستدامة.

بعض الدول والجهات الخارجية تسعى للنيل من سيادة السودان بدوافع استعمارية، وقدمت دعمًا واضحًا لميليشيا دقلو. رغم ذلك، حققنا انتصارات ميدانية وسياسية بفضل عزيمة قواتنا المسلحة، وحلفائنا، ووقوف الشعب السوداني معنا.

هذه الحرب تُهدد الأمن الإقليمي في القارة الإفريقية.

في ظل نزوح الملايين، ما التدابير التي اتخذتموها لحماية المدنيين؟
الحرب خلّفت تداعيات كارثية، وشردت ملايين السودانيين داخل البلاد وخارجها، وأثّرت على الخدمات الأساسية. استجابت الحكومة بإطلاق آليات وطنية لحماية المدنيين خلال الحرب.

كيف تتعامل الحكومة مع السودانيين في المهجر في ظل تضارب الروايات؟
الجالية السودانية بالخارج منخرطة بفعالية في القضايا الوطنية، وتدعم القوات المسلحة. نحن نتواصل معهم باستمرار، ونسعى لنقل الحقائق بصدق وشفافية، ونتشارك معهم المعاناة التي يمر بها شعبنا.

لقد استهدفت الميليشيا المتمردة المدنيين بشكل مباشر، وارتكبت فظائع موثقة، لكننا تمكّنا من صد العدوان بفضل وحدة السودانيين، داخل الوطن وخارجه، تحت شعار: “جيش واحد، شعب واحد.”

ما رؤيتكم لمستقبل السودان خلال العقد القادم؟
تقوم رؤيتنا، التي نطلق عليها “حكومة الأمل”، على:

تحقيق الاستقرار الأمني كأولوية قصوى.

بناء دولة مدنية ديمقراطية.

تعيين رئيس وزراء يتمتع بصلاحيات واسعة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية تقود السودان نحو التنمية والازدهار.

نطمح إلى سودان موحد، خالٍ من النزاعات، مزدهر، وله دور ريادي في المنطقة.

كصحفي إسباني، ما الذي يجب أن يفهمه الإسبان عن السودان؟
نُثمّن علاقاتنا الثنائية مع إسبانيا، ونأمل في تعزيز التعاون المشترك. نعرب عن امتناننا لجلالة الملك فيليبي السادس، ورئيس الوزراء بيدرو سانتشيز، وسفير إسبانيا لدى السودان السيد إسيدرو أنطونيو غونثاليث أفونسو.

نُقدّر دعم إسبانيا لمشاريع إعادة الإعمار والأمن الإنساني، وجهودها لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين. ونرى أن مستقبل العلاقات بين بلدينا واعد، ويخدم مصالحنا المشتركة

Exit mobile version