رئيس الوزراء و مبدأ باريتو(1-2)

د.كرار التهامي

الطريقة المثلى للتقدم فوق الأطلال

*السيد رئيس مجلس الوزراء تعلم أن هذه أكثر الحكومات شقاوة فهي تنضج الآن في وطيس الحرب وذلك واحد من عذاباتها وهي يتيمة وأنها منذ مخاضها تواجه هذه الأعراض و نقاط الضعف الآتية:

*فهي ضعيفة من ناحية المرجعيات المتآزرة فلايعرف لها سند واضح المعالم ولا مستودع أفكار يعلمها الأسماء ولا نصير لها غير أحلام الشعب.

*وهي تواجه حصارا دوليا واقليميا بالواضح و الخفي بين دول صامتة وأخرى شامتة وأخرى متأرجحة المواقف  تنتظر من سيفوز.

*وهي وقعت في حفرة تضخم وشح في الموارد كفيل بقصم ظهر أي حكومة خاصة بعد الانفجار السعري الذي احدثته الحكومات السابقة عن سوء إدارة للاقتصاد والجهل وعدم الخبرة.

*وهي تقوم فوق أطلال دولة درست تحت مطحنة الحرب وتحتاج إلى عقود لتستوي على عودها وتزهر من جديد

وهي تتعرض إلى تشكيك دولي تحركه قوى داخلية تحرض عليها وتدخل أجنبي يسمم الحياة السياسية أما  بتعقيد  الحلول او التدخل المباشر أو تأخير انتصار الجيش واللمز من قناته بالتقارير المزيفة.

*وقد تواجه سخط  الشعب الذي كان يؤمل فيها ورفع السقف إلى عنان السماء ليصبح الصبح فيجد أن مشاكله لم تحل بل قد تزداد تعقيد فتصيبها متلازمة (ونستون تشرشل) الذي انتصر في الحرب وانهزم في السلام.

أما نقاط القوة فهي:

*حكومة مستقلة إلى أقصى حد رغم الخدوش التي أصابتها من بعض النزعات الجهوية والعرقية والمطالب الرخيصة لتخير وزارات بعينها دون خجل.

*رئيس الحكومة هو أحد نقاط القوة كرجل أممي يتحدث بلغات متعددة تتيح له التفاعل  مع الآخرين  وعمل في منصات عالمية وله شغف وحماس ورغبة في التفاعل مع قضايا المجتمع وحلقات وصل دولية أفضل من غيره من رؤساء الوزارات التي مرت على السودان في مختلف الحقب.

*تعتبر حكومة الشعب التي ينتظرها فالإجماع عليها كبير لم تحصل عليه حكومة من قبل وذلك بسبب إنتظار الشعب للمُخَلِّص

مبدأ باريتو أو قاعدة 80/20

*يتحدث الاقتصادي الإيطالي فيلفريدو باريتو

صاحب مبدأ باريتو حول العلاقة غير المتكافئة بين الجهد والعائد، حيث ينتج الجزء الأصغر من المدخلات الجزء الأكبر من النتائج, ويدعو المبدأ على التركيز على القليل المهم، لأنه غالبًا ما يحقق أغلب النتائج أو بمعنى أكثر وضوحا توجيه الموارد نحو 20٪ من الأولويات الأكثر تأثيرا يحقق 80٪ من الأثر.

*وحتى تستطيع  هذه الحكومة ترجيح  نقاط القوة على نقاط الضعف عليها اختيار ال (20٪) بدقة ولا تجهد نفسها في ال( 80٪) الأخرى رغم أهميتها لكن هناك أولويات يفرضها ضيق ذات اليد ومصاعب الحرب وانسداد الدرب وفي تقديري ان حزمة العشرين في المائة تشمل بالضرورة:

أولا :

*إعادة الأمن للناس  ومحاربة الجريمة التي لاتخفى حواضنها على عاقل وأخطرها  السكن العشوائي والأطفال المتشردين وراكبي المواتر والغرباء العابرين الحدود وستات الشاي.

ثانيا:

*إعادة مشروع الراجحي الذي تسببت في خروجه من السودان شعبوية هتافية غشيمة  لم يردعها موقف رسمي من الحكومة في تلك الأيام البئيسة ليخسر السودان واحدا من أفضل المستثمرين في العالم  والذي كان قمينا  أن  يجعل السودان من أهم مصدري القمح في العالم.

ثالثا:

*إعادة الموتمر العالمي للصمغ العربي الذي كان  سيقوم بمؤازرة منظمات دولية ظل ينسق معها السفير كمال جبارة في جنيف لمدة عامين لترتيب المؤتمر والذي كان سيطوّر انتاج الصمغ العربي في السودان ويعزز منفعة الدولة بأهم  منتج على وجه الكرة الأرضية  بدلا من تركه نهبا للمرابين والطفيليين وفي الموعد المضروب للمؤتمر تسلط عليه وزير التجارة آنذاك وألغاه بحجة انه من برامج النظام السابق!!أنظر إلى قلة العقل ومصائب هذه البلاد.

رابعا:

*تنظيم عمليات التنقيب بقانون جديد (تجربة جنوب أفريقيا )والحفاظ على أهم ثروات السودان المعدنية ومنها الذهب الذي  سرقه  السارقون وهربته الكارتيلات السياسية ووقف بنك السودان والدولة عاجزين عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه الى اليوم.

خامسا:

*تأسيس تحالفات اقتصادية إقليمية ودولية  راسخة  تعوضنا جفوة المجتمع الدولي الذي يريد بلادنا خلاء ويريد  مجتمعاتنا  ممزقة متهالكة لتبيع موانيها وأراضيها الخصبة بتراب الفلوس و توقيع عقود الإذعان والغفلة والغرر.

سادسا:

*الفساد الذي انتشر في النهر والبحر وهو سرطان الدولة الحديثة وتعزيز منظمات النزاهة الطوعية والرسمية.

*السيد رئيس مجلس الوزراء

كفاية عليكم ذلك في المائة يوم الأولى

إذا نجحتم في انفاذ ذلك أو الشروع فيه  بعد إكتمال المجلس  فإن هذه ال (20٪) ستحقق ال( 80٪)من شعبية الحكومة ونجاحها واستمرارها وهكذا خطوة خطوة للتقدم وسط هذه الأطلال  والله الموفق.

نقلا عن “أصداء سودانية”

Exit mobile version