د. محمد هاشم الحامدي
في 1986 طلبت اللجوء السياسي في السودان، وكان جواز سفري قد سرق مني قبل تقديم الطلب بأيام. فذهب معي الأستاذ أحمد عبد الرحمن إلى معتمد اللاجئين في السودان وضمنني عنده فحصلت على اللجوء ووثيقة السفر التي تمنح للاجئين، وأكثرهم في السودان وقتها من الإخوة الأريتريين.
اليوم بلغني نبأ وفاة الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد في القاهرة، وهو أحد أشهر قادة الحركة الإسلامية في السودان، ووزير الداخلية السوداني في عهد الرئيس جعفر نميري من 1980 الى 1984، ثم وزير الرعاية الإجتماعية في حكومة السيد الصادق المهدي زمن الديمقراطية الثالثة.
كان أكبر من أي وزارة تولاها ومن أي منصب تولاه في صفوف الجبهة الإسلامية القومية وتنظيمات الحركة الإسلامية السودانية بوجه عام، مفعما بالنشاط وروح المبادرة، بشوشا ودودا كريما، لين المعشر، وكانت علاقاته الشخصية والسياسية عامرة ممتدة من أغلب ألوان الطيف الديني والمجتمعي والسياسي بالسودان. كما كان شجاعا في طرح رأيه وإن خالف رأي الرئيس البشير أو الدكتور حسن الترابي.
عرفته عن قرب في السودان، وزرته في بيته ومكتبه مرات عديدة، ولقيته في لندن مرات، وكان من أعز أصدقائي في الخرطوم كلما زرتها.
أسأل الله الرحمن الرحيم أن يتقبله بقبول حسن، ويرحمه ويغفر له، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وينعم عليه بصحبة خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم في علّيين، وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.