ثقافة وفنون

د.خالد المبارك يكتب.. انصافا للمخرج الرائد مكي سنادة (١-٢)

سبقني البروفسير سعد يوسف عبيد في انصاف مخرجنا المسرحي الفريد مكي سنادة.  اشتمل الكتاب الذي نشره  مركز د. يوسف عيدابي علي معلومات وافية وتحليل لمسيرة لم تجد حتي الان ما تستحق من تسجيل وتوثيق..يعزي  التأخير في الإنصاف لعدة عوامل علي رأسها بؤس دور النشر ونشاط مكي في  مسرح قومي  غير مسقوف شيد للأعمال الاستعراضية ولا يحتوي علي مخازن تسمح بالاحتفاظ برصيد  لاعادة العروض، بالإضافة الي قلة الاهتمام بالمسرح في البلاد كلها ووجود أصوات تعارض الفنون سرا وعلنا.يتبوا  كتاب بروفسير سعد عبيد مكانة خاصة من منظور” سودان بكرة” الذي يحتفي بانقي معالم السودان السابق للحرب / النكبة.

لم يبق لي وغيري ألا هوامش جانبية استهلها بالتنويه  بأهمية الموهبة والتقصير في الانتباه لها في حياتنا العامة.  دار حوار بيني وبين صديق أثناء مناسبة اجتماعية فادهشني بتعليق عن الزميل وابن الدفعة بحنتوب الثانوية النور عثمان ابكر  ،إذ فسر انتقال النور من كلية القانون لكلية الاداب بأن النور واجة صعوبة القانون فتفاداه.

الموضوع بالطبع أكثر تعقيدا وله صلة بانتقال محمد عبد الحي من كلية العلوم لكلية الاداب وقرار الطيب صالح أن لا يواصل دراسة العلوم بعد انتقاله إلى لندن.

لا جدال حول أهمية القانون والعلوم في بنية وتقدم المجتمع، ولا شك في الدور الذي اضطلع به آلاف الخريجين من الكليتين في التماسك والتقدم الذي أحرز. لو أن  النور عثمان انضم لهؤلاء  لساهم معهم في أدائهم المقدر لكنه لحسن طالع السودان استجاب لموهبته الشعرية واثر الدراسة  التي هياته لانضاجها  ،وقد كسب السودان بذلك ” صحو الكلمات المنسية” ومشاركات عربية ودولية وترجمات رفيعة من أحد مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء الشعرية.

ينسحب المثل أيضا علي اختيار الطيب صالح ومحمد عبد الحي.

استجاب مكي سنادة أيضا لموهبته، فقد التحق بجامعة الخرطوم بعد أن أحرز الدرجة الأولي في الشهادة الثانوية. ولو لم يستجب لموهبته بعد إكمال الدراسة بكلية التربية  لانفتح أمامه المجال للدراسات العليا والبحث العلمي  ولخسر السودان انجازاته الفنية في الإخراج والديكور والتمثيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى