الاخ الاستاذ الباز
لقد اصبت كبد الحقيقة.
لعلنا اليوم اكثر حاجة لتمتين وترسيخ تماسك الجبهة الداخلية لدعم واسناد القوات المسلحة للمحافظة على قوام الدولة وامنها القومي بعيدا عن اجواء هوى الانتماءات الحزبية والعزة والثقة بالنفس لنتجاوز صدمة الحرب النفسية وحالة الإحساس والشعور بالخوف والحزن للقبول والإنصياع بانكسار للواقع المصنوع فما نهضت بذلك الامم. نحن شعب ذو حضارة عظيمة فلنعيد مجدها بارادة ماضية بتوافق عريض على مشروع وطني يؤسس لدولة حديثة ناهضة اساسها التعليم والتخطيط والسياسات السليمة والمؤسسات واجهزتها المقتدرة الفاعلة.
ولكن المؤسف وبقدر تواصل الجهود الوطنية لجمع الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة مهددات التدخلات الخارجية يتسم المشهد بافتقاره للتنسيق عبر تناسل مكوناته التي ستحد من مساعي احكام تلك الجهود وينبغي الان واكثر الحاحا التوافق على خارطة طريق تشتمل على المنهجية والاليات التي تسهم في انهاء الازمة السياسية والحرب.
ولكن علينا ان نأخذ في الاعتبار ان هنالك تدخلات اقليمية ودولية تتباطأ او مترددة تقتنص فرص التناقضات لذلك فإن خيارات تسوية الازمة السياسية وانهاء الحرب تتطاول امدها بتجاذب آليات واصحاب مبادرات في قيادة الجهود التي تفتقر للتنسيق ناهيك عن توحيدها. وعطفا على ذلك ومن خلال قراءة عامة لما يجري من تقاطعات بالازمة السياسية وانهاء الحرب اعتقد من المهم جدا التأني وقراءة المشهد السياسي بعمق ومن الضرورة وبخاصة لمن يمتلك مشروعا وطنيا متكاملا للتسوية الشاملة فانها ستكون احد الخيارات الاساسية التي لا يمكن تخطيها في اطار الجهود الهادفة للتنسيق والمقاربات بين الأطراف من اجل الحوار الذي سيبنى عليه في ظل عدم وجود طرح وسطي يوازيه او يتواءم معه لتحقيق التوافق الوطني بحده الادني. واخيرا وبعيدا عن دعمنا للقوات المسلحة لانهاء التمرد السؤال الذي نطرحه هو: ما هي الاستراتيجية السياسية لقيادة الدولة والقوات المسلحة لانهاء الحرب والتسوية السياسية؟ الاجابة بالنسبة لنا ما زالت غامضة، وان لم تفصح قيادة الدولة لاستراتيجيتها في هذا الاطار، ان كانت هنالك استراتيجية، ستستمر حالة توهان القوى الداعمة لها وربما تشظيها وبمآلات سالبة على وحدة البلاد وامنها القومي.