تقرير – أمير عبدالماجد
تنتشر هنا وهناك أخباراً عن قدوم شاحنات محملة بمواطنين يعتقد على نطاق واسع أنهم السكان الجدد لدارفور وهؤلاء قدموا من تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى ودخلوا منازل المواطنين في الفاشر وسكنوها بل ويقول بعضهم إن مواطنين من الفاشر تم اجبارهم على بيع منازلهم للمستوطنين الجدد أو لمقاتلين من المليشيا في مسعى لتغيير ديمغرافي يشمل كامل دارفور وهو أمر واضح إذ تم الان تغيير كبير جدا في مدينة الجنينة التي باتت مدينة يسكنها ويتحكم بها عرب الشتات تماماً ومنها هناك امتدادات إلى مدن أخرى مثل زالنجي وكتم وما جاورها كلها تشهد الان توافد أعداد كبيرة من سكان افريقيا الوسطى إلى دارفور وإلى مدينة الجنينة تحديداً التي تحولت إلى مركز لاستقبالهم.. فهل الأمر فعلاً كما يروج له أم أن الأمور مبالغ فيها؟ هل هناك فكرة اصلاً لتوطين عرب الشتات في السودان أم أنها مجرد فرية ومزحة سمجة لا أساس لها ولو وجدت من الذي يقف خلفها ولاي غرض.. ولفهم ارتباطات ما يجري الحديث عنه سألت الباحث في الشأن الافريقي محمد النمو والرجل كان يتحدث منذ اشتعال الحرب عن محاولات لاحياء ما أسماها مشروع دولة قريش وهو مشروع يقول النمو إنه قديم بدأ بفكرة احتلال دولة وتوطين عرب الشتات فيها بعد تهجير أو تصفية المجموعات السكانية الكبيرة وتم التخطيط في وقت ما للسيطرة على تشاد وبالفعل هاجموها ووصلوا إلى مناطق حساسة قبل أن يتم دحرهم منها لان تسليحهم كان يعتمد على ما توفر للقبائل وما دعمهم به معمر القذافي ولم يكن كاف للسيطرة على تشاد وقتها فعادوا وكرروا الأمر نفسه في افريقيا الوسطى قبل أن يتم دحرهم وتشتيت قواهم وبعض من هجروا ووفدوا إلى السودان وعاشوا هناك.. تكرار الامر في النيجر لكن كانت امامهم عقبات كثيرة فادخلوا أموال استولوا عبرها على الجهاز التنفيذي وسيطروا على الحكم بالانتخابات وبدعم مالي قوي كان حميدتي من أذرعه وتكررت المحاولة في افريقيا الوسطى مرة أخرى ولم تنجح.. هنا التجمع العربي يبحث عن آليات أخرى لاقامة دولة بحيث يتم اقتطاع جزء من تشاد وافريقيا الوسطى والسودان لاقامة دولة وهو ما اطلق عليه مشروع (قريش تو) .. من أجل نجاحه حاول التجمع الدخول في تحالفات وفي اتفاقات جديدة خصوصاً بعد فقدانه للداعم الاساسي معمر القذافي الذي لعب ادوارا كبيرة في تجميعهم وتوظيفهم وتوفير المال والاليات والسلاح لهم للعمل في المنطقة من صحراء مالي إلى النيجر وغيرها، وأضاف (دخلوا في تحالفات وأغرتهم الهشاشة التي وصلت لها السلطة في السودان ووصول حميدتي لمنصب نائب الرئيس كل ذلك اغراهم من أجل السيطرة على البلاد فعملوا طوال فترة وجود حميدتي في السلطة على تجنيد الشباب ومنحهم جنسيات وارقام وطنية سودانية وادخالهم في سجلات المواطنين تاهباً لاستلام الدولة)، وتابع (لم تكن خروج عن مشروع قريش بل عودة به إلى المشروع الاول قبل أن يعود ليراجع ورق (قريش تو) التي سيحاول التجمع العربي التمسك بها عبر تأسيس سلطة له في دارفور وتغيير المنطقة ديمغرافياً وهو في هذا الحالة بحاجة إلى هدنة لترتيب اموره ولا اعتقد أن مواطنين من اي دولة من هذه الدول سيدخل الان الى دارفور وهي مشتعلة هؤلاء برأيي مقاتلين وليسوا سكان مدنيين). ويختلف د. بكري محمد السر المحاضر بالجامعات السودانية والمهتم بالشأن السوداني مع النمو في نقطة عدم دخول مواطنين من دول الجوار واستقرارهم في مناطق قتال، ويقول (هم قدموا إلى الخرطوم وتم توزيع عمارات المواطنين ومنازلهم عليهم أثناء الحرب فما الذي يمنعهم من الذهاب إلى الفاشر) وأضاف (أنا أصدق هذه الروايات التي تتحدث عن استجلاب مواطنين من افريقيا الوسطى وتشاد والنيجر وغيرها وتوزيعهم على مدن وقرى دارفور لان ماحدث في الخرطوم أنهم أحرقوا كل وثائق المنازل ودمروا أقسام الأراضي والمحاكم ولا اعتقد أنني أذيعك سرا لو قلت أن مناطق كثيرة الان منازلها بلا أوراق لان السيستم دمر والاوراق أحرقت)، وتابع (لماذا دمروا مقرات الأراضي والاسكان وسرقوا أوراق المنازل من المحاكم قبل تدميرها كان هناك مخطط كامل للاستيلاء على منازل السكان بعد تهجيرهم أو قتلهم وهذا لو اطلعت على بنود (قريش ون) مذكور بالنص الاستيلاء على المنازل بقتل أو تهجير المواطنين لذلك لا يجب أن نستهين بما يقال الان عن ترحيل مواطنين من دول الجوار من أجل تغيير ديمغرافيا دارفور).
