الأمة: حسم المليشيا عبر الأمم المتحدة خطوة طال انتظارها
الاتحادي الديمقراطي: نرفض أي رؤية لفتح منبر جديد
العدل والمساواة: الدعوة مهمة لمعاناة المدنيين من ظروف كارثية
التحالف السوداني: لا يمكن أن يكون هنالك تفاوض بوجود المليشيات في منازل المواطنين والأعيان الحكومية
دخلت الأمم المتحدة على خط الدفع بمسار المفاوضات بين الحكومة ومليشيا الدعم السريع من أجل حل الأزمة السودانية بعد أن تعثرت المفاوضات السابقة بسبب عدم التزام مليشيا الدعم السريع بما تم الإتفاق عليه، وتعليقاً على الخطوة الأممية الجديدة استنطقت (الأحداث) عدد من الخبراء والسياسيين في المساحة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
بحسب ما نقلت “الشرق” عن مصادر فإن الأمم المتحدة سلمت الحكومة السودانية و”الدعم السريع” دعوة لاستئناف المفاوضات في 10 يوليو المقبل.
وقالت المصادر إن مفاوضات الأمم المتحدة بين الحكومة السودانية و”الدعم السريع” بجنيف ستناقش الملف الإنساني وحماية المدنيين.
خطوة ضرورية
ويشير رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن عثمان إلى أن المفاوضات السابقة عبر منبر جدة برعاية إقليمية ودولية طرفيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تعثرت لعدم إيفاء مليشيا الدعم السريع بتعهداتها بإخلاء المنازل والأعيان المدنية وإزالة كافة المظاهر العسكرية من الطرقات العامة والسماح بمرور الإغاثة للمتأثرين دون عوائق، ولفت إلى أن المليشيا منعت وصول الإغاثة للمتأثرين بالحرب بمثلما حدث في الفاشر.
وأعتبر حسن في حديث لـ(الأحداث) أن الخطوة ضرورية ومفصلية لأن الأمم المتحدة أعلى سلطة لتجميع إرادة الدول مجتمعة وقراراتها تعتبر واجبة النفاذ من جانب الدول الأعضاء، وقال إن حكومة السودان لن تتواني في كل ما من شأنه أن يرفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني وهي سبق وأن حددت منافذ ومسارات لتوصيل الإغاثة للمتأثرين دون عوائق، وعزا تطاول معاناة الشعب السوداني بشأن الملف الإنساني لمليشيا الدعم السريع، وقال إن حسمهم عبر الأمم المتحدة خطوة طال انتظارها.
خطوة حكومية
وفي مارس الماضي أعلنت الخارجية السودانية أن الحكومة وافقت على تسلم مساعدات إنسانية عبر تشاد وجنوب السودان، وحددت مسارات معينة لتسلمها.
وقالت الخارجية في بيان إنها أخطرت الأمم المتحدة بموافقة الحكومة على استخدام معبر الطينة من تشاد إلى الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية المحددة، بعد الاتفاق على الجوانب الفنية بين الحكومتين السودانية والتشادية ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1591.
وأضافت أنه تمت الموافقة على استخدام معبر الطينة رغم أن حدود السودان مع تشاد باتت إثر إندلاع الحرب خط الإمداد الأول لمليشيا الدعم السريع بالسلاح والمؤن والمرتزقة.
فرصة حقيقية
بدوره يؤكد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل أن اتفاق جدة لحماية المدنيين الموقع بتاريخ 11 مايو 2023 يعتبر من أهم الاتفاقيات التي تمثل مرجعية لأي نزاع مسلح حيث أنه يستند إلى القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وهو مسار عسكري عسكري لا يرتبط بأي بعد سياسي.
وقال الفحل لـ(الأحداث) إن الأمم المتحدة ظلت تتابع ما تم في اتفاق جدة وفشل طرفي الوساطة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على المليشيات لتنفيذ الاتفاق، ولفت إلى أن اتفاق جدة تم التوقيع عليه بعد أقل من شهر لإندلاع الحرب وهو اتفاق شامل ليس لتقديم المساعدات الإنسانية وفتح المسارات وإنما لإيقاف الحرب في السودان، وأكد رفضهم لأي رؤية لفتح منبر جديد في جنيف، وقال “لكن الأمم المتحدة يمكن أن تحرك آلياتها تجاه الضغط على المليشيات لتنفيذ بنود الإتفاق خصوصاً وأن الحكومة ظلت تؤكد على إلتزامها باتفاق جدة وهو الطريق الوحيد لإيصال المساعدات الإنسانية وإيقاف الحرب بعد تنفيذ الترتيبات الأمنية، وأكد أن إتفاق جدة فرصة حقيقية لإيقاف الحرب فى السودان ولكن ليس هنالك من ضرورة لفتح منبر جديد يتعلق بالمساعدات الإنسانية فى جنيف في ظل وجود اتفاقية دولية مكتملة النصوص لا تحتاج سوى التنفيذ.
ترحيب أممي
ورحبت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي في وقت سابق بموافقة الحكومة السودانية على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية من تشاد عبر معبر تينا الحدودي.
وقالت المنسقة الأممية إن الخطوة من جانب الحكومة السودانية ستسهل جهود الأمم المتحدة وشركائها لإيصال المساعدات للمحتاجين، وأكدت على أنها تتوافق مع إعلان جدة الذي يدعو إلى إنشاء ممرات إنسانية آمنة ومستدامة بضمان من طرفي النزاع.
ضرورة تحصين
ويؤكد القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم فضل ترحيبهم بأي جهد من أجل تخفيف المعاناة على الشعب السوداني المغلوب على أمره والذي تكالب عليه أعداء الداخل والإقليم.
وقال فضل لـ(الأحداث) إن الدعوة مهمة لكون أن المدنيين يعانون ظروفاً كارثية على مستوى الخدمات وسبل العيش بسبب الدمار المريع الذي تعرضت له البنية التحتية من قبل المليشيات التي مازالت تستهدف المراكز الصحية والمستشفيات بشكل ممنهج، ونوه إلى ضرورة أن يكون إيصال المساعدات بأيدي أمينة ويجب أن تكون محصنة من الأعداء الذين يجعلون المعونات كغطاء لتشوين وتسليح المليشيا.
عرقلة مليشيا
وبينما تعمل الحكومة السودانية على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين بموافقتها من قبل على تسلم مساعدات إنسانية عبر تشاد وجنوب السودان، وحددت مسارات معينة لتسلمها، تعرقل المليشيا وصول المساعدات لمناطق سيطرتها، فسبق أن اتهمت وزارة الخارجية السودانية المليشيا باحتجاز شاحنات مساعدات إنسانية كانت في طريقها لمدينة الفاشر.
وقالت الخارجية إن المليشيات احتجزت عدداً من شاحنات المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت في طريقها للفاشر للمساهمة في احتواء الأزمة الغذائية والصحية في معسكرات النازحين، خاصة إنتشار حالات سوء التغذية وسط الأطفال.
ضرورة ضغط
بدوره يشير المتحدث الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني إلى أن هنالك عدد من الدعوات تمت لإستئناف التفاوض بين القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع تم صدها بحائط صد واضح هو عدم تنفيذ مليشيات الدعم السريع لإعلان جدة الذي من خلاله اتضح أن المليشيا ليست لديها أي عهود ومواثيق بقدر ما أنها دائماً تتنصل عنها بحجج واهية وهي تقدم الدعوات لمنبر التفاوض حينما يأتي إطار التنفيذ تصنع العقبات والتحديات في المنابر المختلفة.
وقال السماني لـ(الأحداث): “نرجو من المجتمع الدولي إذا كان حريص على عملية السلام ووقف الإنتهاكات الضغط على المليشيا بالالتزام بمنبر جدة”، وأضاف” لايمكن أن يكون هنالك تفاوض ووجود المليشيات في منازل المواطنين وكل الأعيان الحكومية هذه من أكبر العقبات التي تواجه عملية السلام ينبغي تنفيذ اتفاق جدة ومن ثم إعلان وقف العدائيات بشكل رسمي وتجميع القوات خارج المدن الرئيسية”.