حوار مع مبارك الفاضل (2/2)

فيما أرى
عادل الباز
1
قلت للسيد مبارك الفاضل في ختام الحلقة الأولى من هذا المقال بالأمس  إن المجتمع الدولي الذي جاء الآن مهرولاً بمبادرات جديدة هدفه إنقاذ ما تبقى من مليشيا آل دقلو، وليس لأنه انتابته (حنيه) مفاجئة على الشعب السوداني الفضل!. ولكن السيد مبارك فى أكثر من جزء من تغريدته موضع الحوار يصر على أن المجتمع هو الأمل المرتجى.. أُنظر لما يقول في هذه الفقرة (تحولت المليشيا إلى عصابات مثل داعش وبوكو حرام وانتشرت مثل السرطان واستئصالها يتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية.).
حسناً فعل السيد مبارك بذكره لداعش وبوكو حرام في معرض حديثه عن المليشيات، ماذا فعلت تلك الجهات الدولية نفسها مع داعش؟ ألم تسحقها حتى آخر جندي فيها وطاردوها في كل العالم؟ ولكن هنا ذات المجتمع الدولي والإقليمي يحضن داعش السودانية ويحاورها ويوفر لها المنابر في كل العواصم العربية والأفريقية والأوروبية ويتوسط لها لحل أزمتها… ألا يثير استغراب سيد مبارك هذا التطفيف في التعامل مع داعش بتاعتنا وداعش بت الكلب الثانية ديك؟. لافرق بين الداعشيين في كل زمان ومكان ولكن الغرب وعملاء الغرب من العرب يحبون داعش الجنجويد لأنها أداة لتنفيذ مخططاتهم ومخططات صنائعهم ولذا لا يمكن سحقها أو حتى إدانتها!!.
غريب أن يقول سيد مبارك إن المجتمع الدولي سيتضافر معنا لاستئصال الجنجويد؟ بأمارة إيه يا سيد مبارك.؟. بدليل عجزه عن الزامها بتنفيذ ما وقعت عليه في جدة لأكثر من سنة، عاثت فيها فساداً غير مسبوق في أرض السودان.؟ بدليل أنه رفض إدانتها في كل المنظمات الدولية والإقليمية؟ بدليل السماح لها بالتسليح رغم قرارات مجلس الأمن؟ بدليل عجزه عن إدانتها حتى وهي ترتكب الإبادة الجماعية؟. بدليل أنه رغم نهبها للسفارات ومقرات المنظمات الدولية ومخازنها عجز ذلك الوهم المسمى المجتمع الدولي عن إدانتها؟ بدليل أنه الآن يرسل يومياً الوساطات لتغيير موقف السودان (في غضون شهر واحد، استقبلنا وزير الخارجية السعودي واستقبلنا سفيرة النرويج وآبي أحمد قبلهما، ثم وفد الاتحاد الأفريقي وأخيراً حل أمس ببورتسودان عباس كامل مدير المخابرات المصرية ذلك غير اتصالات السيد بلينكن المزعجة ليل نهار وآخرين كثر..) كل تلك الهرولة والوساطات الدولية تُرى أنها جاءت لمساعدتنا  لاستئصال المليشيا أم لانقاذها؟!! ياسيدي وأنت سيد العارفين قول غير كده.!!.
2
أذهب للنقطة الثانية في حوارنا مع سيد مبارك. يقول سيادته عن موقف الحكومة من جنيف ومقاطعتها (هناك أسباب واهية، ثم دفعها مشاركة الحركات المسلحة في المفاوضات.). ما هي يا سيد مبارك الأسباب الواهية التي لم تفصح عنها الحكومة.؟. الحكومة قالت إنها لن تدخل مفاوضات جديدة إنما ستناقش فقط آليات تنفيذ مخرجات إعلان جدة!! فهل هذا سبب واهي؟ أليس هو ذات ما تطالب به يا سيد مبارك؟ فكيف يكون سبباً واهياً؟. ولكن سيد مبارك يعتقد أن الحكومة كان ينبغي أن تذهب وتطالب بتنفيذ جدة ولا تصر على موضوع وفد حكومي، تذهب فقط كجيش.!!.
للحكومة مطالب أخرى، مثلاً لا ترغب في المراقبين الأعداء، وتُصر أمريكا أن تفرض عليها الأجندة والمراقبين والمضيفين والمكان والزمان وحتى المفاوضين من الجانب السوداني!!. طيب وين سيادتنا وكرامتنا.. مشطوبة  من الحساب؟ يعني بهائم تُجر من أذنها إلى المسالخ بصمت.. بالله عليك في دولة محترمة تقبل بهذا؟. تود المليشيا أن يفاوضها الجيش كجيش لتنزع عن الحكومة صفتها الشرعية وتمثيلها للشعب وهنا يقول سيد مبارك بأن الجيش هو الذي وقع على إعلان جدة وهو الذي ينبغي أن يذهب وحده لجنيف وليس الحكومة.؟. مياه كثيرة  يا سيد مرت تحت الجسر.. تغيرت خارطة الميدان تماماً واللاعبين، وليس من حق المليشيا فرض شروطها علينا، ولي أن أسأل سيد مبارك الذي يطالب بالتزام الجيش بإعلان جدة.. ما هو البند الذي التزمت به المليشيا  في إعلان جدة حتى نُلزم نحنا حكومتنا ودولتنا به؟، إذا كانت المليشيا ارتكبت كل الحماقات التى نسفت بها الاتفاق، فما الذي يجعلنا نحن ننزل عند طلباتها.؟ حلال على بلابله الدوح.. حرام على الطير من كل جنس.
إضافة الأسباب الواهية التي يتخيلها سيد مبارك يضيف سبباً آخر وهو إضافة الحكومة للحركات  المسلحة للمشاركة في جنيف.!!. بالأمس كتبت عن استحقاق الحركات بالمشاركة طالما أنها تقاتل مع الحكومة.
يقول سيد مبارك إن المجتمع الدولي لا يرغب في مشاركة تلك الحركات؟ فلنفترض ذلك لماذا نسارع نحن بتلبية طلباته.. إذن ما معنى السيادة وحرية الشعوب أم أن هذا (كلام ساكت) مجرد هراء؟. هذا يا سيد مبارك ما تطلبه المليشيا وصنائعها ويرضخ لها المجتمع الدولي مؤلف الإطاري!!.
ذات المجتمع الدولي كان يوماً حليفاً لذات الحركات المسلحة وضد جرائم الجنجويد فإذا انقلب على الحركات بفعل فاعل خارجي أو داخلي نسارع نحن أيضاً بالانقلاب عليها حتى وإن حملت معنا السلاح لتدافع عن السودان.؟! ده اسمو كلام ياسيد مبارك.
أخيراً.. يقول سيد مبارك “لقد فقد الشعب كل ما يملك ولم يتبقي له غير أرضه وكرامته”، وبناءً على هذه المقولة الحقيقية يدعو سيد مبارك الرئيس البرهان للموافقة على الذهاب لجنيف التي كانت والتي صفصفت الآن.!!
طيب إذا كان الشعب فقد كل شيء ويمتلك الآن أرضه وكرامته فلماذا يدعوه سيد مبارك للتفريط فيهما؟. أرضنا وثرواتها هي هدف الجنجويد ومن ورائهم فلماذا نقبل بهم محتلين لمنازلنا وأراضينا؟.ماذا طلبنا.. فقط أن يخرجوا من منازلنا ووافقوا .. ولكن لأن المجتمع الدولي المزدوج المعايير حين رفضوا الخروج وفعلوا ما فعلوا… دعانا تااااني لأن نفاوضهم للخروج من منازلنا.؟ كما قالت سوزي خليل (حياها الغمام) نفاوض على شنو؟… لم يتبقى حسب قولك يا سيد مبارك إلا كرامتنا فكيف نحافظ عليها وهم محتلين أرضنا وبيوتنا بعد نهبها؟. ترى على ماذا نفاوض مجدداً.. على ما نهبوا وما قتلوا وما مادمروا ، نفاوض على بكارات المغتصاب والمسترقات… تفاوضهم على شنو ولا شنو يا سيد مبارك؟. صدقني يا سيد مبارك، بدون تنفيذ جدة، لا الحكومة ولا المجتمع الدولي المنافق ولا الجن الأحمر يستطيع أن يوقف هذه الحرب، وصدق السيد الرئيس البرهان حين قال “الذين يحدثوننا عن السلام عليهم نُصح الميليشيا بالالتزام بتنفيذ جدة”.
Exit mobile version