تقرير المراقبين الأمميين يعري المليشيا (5).. نهب ممنهج وهجمات عرقية

- أكبر عملية تعبئة للمليشيات بالجنينة حدثت قبل أسابيع من 15 أبريل

– التجاني كرشوم حاول الاستفادة من فراغ الحكم بالجنينة وخلق مجموعة حكم بالتنسيق مع الدعم وقادة المليشيات العربية

– شهادات أكثر من 120 ضحية وشاهد تؤكد ارتكاب الدعم والمليشيات الحليفة للنتهاكات

– أفراد الدعم والمليشيات المتحالفة ماسوا العنف الجنسي على نطاق واسع

– المليشيا نفذت هجمات ممنهجة واسعة النطاق وعمليات نهب وتدمير

 

 

كشف التقرير النهائي لفريق مراقبي الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1591 حول دارفور، تفاصيل صادمة بشأن ممارسات مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع حرب 15 ابريل في السودان، فضلاً عن داعميها بالسلاح والأفراد بالداخل والخارج.

وعمل التقرير على تعرية المليشيا وفضح ادعاءاتها بالرغم من عدم تمكن الفريق من زيارة دارفور بسبب الحالة الأمنية، لكنه اعتمد على نتائج اجتماعات ومقابلات هاتفية مع حكومة السودان، والقوات المسلحة، والدعم السريع، والحركات المسلحة في دارفور، وممثلي المجتمع المدني وغيرهم، وأوجز النتائج التي توصل إليها والتحقيقات التي أجراها منذ بداية ولايته في 12 مارس 2023.

والتقى الفريق بممثلين من مختلف وكالات وبرامج الأمم المتحدة، وأجرى زيارات إلى تشاد، إثيوبيا، مصر، فرنسا، كينيا، قطر، جنوب السودان، الإمارات، المملكة المتحدة وأوغندا.

 

واصل التقرير الحديث عن التجنيد في غرب دارفور، وقال إن أكبر عملية تعبئة داخل الجنينة حدثت قبل أسابيع من 15 أبريل، عندما بدأت الاشتباكات في الخرطوم، واستمرت حتى 24 أبريل (المرحلة الأولى من الصراع).  وتم تجميع هذه المليشيات في مواقع بالجنينة والمناطق المحيطة، واستمرت كأماكن تجمع للمليشيات طوال فترة النزاع.

وأنشأت الدعم السريع مقرات في الأحياء كانت بمثابة مراكز تشغيلية، زار مسار عبد الرحمن بشكل متكرر بعضها حيث تم توزيع الأسلحة والتنسيق، كما أنشأت المليشيات الحليفة مراكز تشغيلية خاصة بها تمت زيارتها بشكل متكرر من ضباط الدعم لأغراض التنسيق، وكان أكبر المراكز يقع في مبنى وزارة الثروة الحيوانية سابقاً، والبعض الآخر في منطقة النسايم وأربوكني وهي المنطقة المعروفة بنقطة المياه رقم 13، ومدرسة عبد الله عبد الله.

وأكد التقرير أن التنسيق تجاوز بين الجانبين ما هو أبعد من حدود المدينة، وكان الطريق بين الجنينة وأدري (تشاد) تحت السيطرة المنسقة بين الحمر والمليشيات الحليفة، وكان محمد بشير مسؤولاً ونسق نشر القوات المختلطة في كل نقطة فحص، وبلغ عدد النقاط بين تسعة وثلاثة اعتماداً على اليوم، وأيضاً تعاونت فيما يتعلق بعمليات مرور الإجراءات.

ولاحظ التقرير أنه لم يكن جميع أفراد المجتمعات العربية متورطين في أعمال العنف، وأن العديد منهم قاموا بحماية المساليت، ووجد أفراد المساليت ملجأً في منازل جيرانهم العرب الذين ساعدوهم على الهروب إلى أدري في تشاد، وأعرب العديد من زعماء المساليت عن امتنانهم لإطلاق سراحهم بناءً على تأكيدات وإعلانات البراءة من جيرانهم العرب.

فراغ الحكم في الجنينة

وقال التقرير إنه بعد سقوط الجنينة في 14 يونيو حدث فراغ في الحكم، وحاول التجاني كرشوم التقاط هذه المساحة وخلق مجموعة من الحوكمة، مع التنسيق مع الدعم السريع وقادة المليشيات العربية المحلية المؤثرة، وانخرطت هذه الإدارة الفعلية في مفاوضات مع وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات غير الحكومية الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية، والتي كانت، حتى وقت كتابة هذا التقرير، محدودة وتركز في المقام الأول على المجتمعات العربية المحلية.

وأضاف أنه بحلول شهر نوفمبر، كان كل من الزعماء العرب التقليديين يسيطرون على أراضيهم، ولم يعيروا سوى القليل من الاهتمام لإدارة كرشوم، في هذه الأثناء، قاتل اللواء عبد الرحمن جمعة بارك الله، الذي غادر الجنينة مطلع أغسطس في زالنجي، وعاد قبل أيام من الهجوم على أردمتا وأنشأ قاعدته في محيط مطار الجنينة، وعينه عبد الرحيم دقلو قائداً للفرقة 15.

انتهاكات القانون الدولي الإنساني

وأكدت اللجنة أنها جمعت أدلة وشهادات من أكثر من 120 مقابلة مع الضحايا وشهود العيان الذين أبلغوا باستمرار أن الدعم السريع والمليشيات الحليفة ارتكبوا انتهاكات، وأدى الصراع إلى نزوح جماعي قسري لدوافع عرقية، حيث وصل ما يقدر بنحو 555.000 شخص إلى تشاد منذ بداية الصراع.

وأشار إلى نفي الدعم السريع في 15 يونيو أي تورط في هذه الانتهاكات ودعوتها إلى إجراء تحقيق مستقل.

كما نفى قائد قطاع غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بارك الله تورط قواته في العنف، وألقي باللوم على محرضين ومشعلين للتوترات بين المجتمعات المحلية وغير منضبطين في الهجمات على المساليت بما في ذلك قتل الوالي خميس أبكر.

  العنف الجنسي

التقرير أكد أن العنف الجنسي المرتبط بالصراع كان يرتكبه أفراد الدعم السريع والمليشيات المتحالفة على نطاق واسع. وأبلغ مراقبون محليون موثوقون الفريق أنه في الفترة من 27 أبريل إلى 29 مايو، وقعت 63 حالة اغتصاب في منطقتي الجبل والمدارس.

ووفقًا لهم ولمصادر أخرى موثوقة من الجنينة، تم اغتصاب النساء والفتيات اللاتي تصل أعمارهن إلى 14 عاماً في مرافق تخزين برنامج الأغذية العالمي وفي منازلهن أو عند عودتهن إليها لجمع ممتلكاتهن بعد النزوح جراء العنف، وشكلت الإهانات العنصرية تجاه المساليت والمجتمع غير العربي جزءًا من الهجمات.

وتلقت اللجنة تقارير عن 16 فتاة تم اختطافها من قبل أفراد الدعم، ونظرًا لعدم الحصول على الرعاية الطبية، وانعدام وسائل الاتصال، واستمرار العنف، فمن المرجح أن تكون هذه الأرقام أعلى.

نهب ممنهج وهجمات عرقية

وقال التقرير إن الهجمات المنهجية والواسعة النطاق وعمليات النهب وتدمير الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمساجد والمدارس والمباني الحكومية والأسواق ونقاط المياه والمباني الإنسانية، أدت إلى منع الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتعرضت المساجد والمدارس التي كانت تستخدم للمأوى إلى الهجوم، وكانت الأحياء والمنازل تتعرض بشكل مستمر للهجوم والنهب والحرق والتدمير، واستهدف حي المساليت وتعرضت المجتمعات الأفريقية الأخرى للمضايقة والتحرش والاعتداء الجسدي والجنسي على النساء وفي بعض الأحيان للإعدام.

وأضاف أن المجتمعات المحلية شاركت أيضاً في عمليات نهب في وسط المدينة، لا سيما مباني المنظمات غير الحكومية الدولية.

استهداف القناصة

وكشف التقرير أن الدعم السريع وضعت القناصة على الطرق الرئيسية والتي استهدفت المدنيين بشكل عشوائي، بما في ذلك النساء والنساء الحوامل والشباب، ورأى جميع شهود العيان العديد من الجثث على طرقات المدينة، مع أنباء عن مقتل 92 شخصا وإصابة 21 آخرين.

وقال إنه رغم أن الشهود لم يتمكنوا من تأكيد العدد الإجمالي للوفيات، إلا أنهم أفادوا بأنهم رأوا أكثر من 13 جثة في يوم واحد، وأكد شهود عيان رؤية جثث تستخدم كحواجز على الطرق، وأضاف أن تهديد القناصة والعديد من نقاط التفتيش والمليشيات داخل المدينة والهجمات المستمرة، حصرت الأحياء في الجزء الجنوبي من المدينة حيث كان وصول الناس إلى الطعام والمياه محدوداً.

استهداف مواقع تجمع النازحين

واوضح التقرير أنه كان هناك 120 موقعًا لتجمع النازحين داخليًا في محلية الجنينة، تستضيف أكثر من 80.000 شخص، معظمهم من المساليت الذين نزحوا في هجمات سابقة على مجتمعهم، وخلال أعمال العنف الأخيرة، تعرضت مواقعهم للهجوم المنهجي والنهب والحرق والتدمير، وتسببت الهجمات الشديدة والواسعة النطاق في تجدد عمليات النزوح.

ولجأ المدنيون إلى مختلف المدارس والمساجد، حيث أصبحت مدرسة الزهراء الداخلية للبنات موقع تجمع كبير يضم نحو 1000 أسرة وأكثر من 5000 شخص، وبجوارها، كانت مدرسة القديمة تؤوي 3500 أسرة، وتعرضت هذه المواقع وغيرها لقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.

وفي 12 يونيو، أفاد شهود عيان أن ما يقرب من 26 قنبلة أصابت مواقع تجمعات النازحين داخليًا في يوم واحد، وعلى الرغم من صعوبة تحديد الأعداد الدقيقة، أفاد شهود عيان عن عدد كبير من القتلى والجرحى.

Exit mobile version