أخبار رئيسيةالأخبار

تقرير إسرائيلي: تسامح الإمارات في الداخل يغطي دعماً لمليشيا متهمة بالإبادة في دارفور

الاحداث – وكالات

نشر موقع تايمز أوف إسرائيل مساء الجمعة 28 نوفمبر 2025 تحليلًا مطولًا كشف فيه تناقضا حادا بين صورة الإمارات كدولة رائدة في «التسامح الديني» في الداخل، وبين اتهامات متزايدة لها بلعب دور محوري في تسليح وتمويل قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في إقليم دارفور السوداني.

وذكّر التقرير بأن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أعلنت في يناير 2025 أن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت «إبادة جماعية» ضد جماعات غير عربية في دارفور، وعلى رأسها مجتمع المساليت، في وقت تستمر فيه أبوظبي في نفي أي دعم عسكري لطرفي النزاع السوداني.

واستند المقال إلى تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة بشأن السودان صدر في أبريل 2025، واتهم الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والطائرات المسيّرة والذخائر عبر قواعد جوية في تشاد، وذلك في رحلات تُقدَّم على أنها «رحلات إغاثة». كما نقل عن تحقيق لمنظمة العفو الدولية في مايو 2025 تتبّع وصول طائرات مسيّرة وذخائر صينية الصنع إلى أيدي قوات الدعم السريع عبر سلاسل إمداد مرتبطة بالإمارات.

وأشار التقرير كذلك إلى تصريحات علنية صدرت في يناير 2025 عن عدد من المسؤولين الأميركيين، بينهم أعضاء في الكونغرس مثل السيناتورَين كريس فان هولن وسارة جاكوبز، أكدوا فيها امتلاكهم لمعلومات استخباراتية تشير إلى استمرار تدفق السلاح الإماراتي إلى قوات الدعم السريع، رغم تعهدات أبوظبي الرسمية بوقف أي دعم عسكري.

على الصعيد الاقتصادي، استند المقال إلى تقرير صدر في نوفمبر 2025 عن منظمة «سويس إيد» السويسرية، قدّر أن الذهب السوداني المهرَّب — ومعظمه من مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع — يُنقل بكميات ضخمة إلى دبي، لتكريره وإعادة تصديره من هناك، مرجحًا أن تصل القيمة الحقيقية لهذا الذهب إلى ما بين 10 و20 مليار دولار سنويًا، أي أعلى بكثير من الأرقام الرسمية المتداولة في التجارة بين البلدين.

وذهب تحليل تايمز أوف إسرائيل إلى أن هذا الدعم لا يُفسَّر فقط بعوامل مالية، بل يرتبط أيضًا برؤية استراتيجية أوسع للسيطرة على البحر الأحمر وسلسلة موانئه. وذكّر الكاتب بالاتفاقيات الموقعة قبل الحرب في عام 2022، والتي منحت شركات إماراتية امتيازات بمليارات الدولارات لتطوير ميناء بورتسودان وميناء جديد في أبو عمامة، إضافة إلى مساحات زراعية واسعة في الداخل السوداني، معتبرًا أن ترسيخ نفوذ قوات الدعم السريع على الساحل السوداني يضمن لهذه الصفقات الاستمرار، بينما قد يُهدَّد فوزُ الجيش السوداني هذه المصالح لمصلحة قوى إقليمية منافسة مثل مصر أو تركيا.

ويرى التقرير أن الإمارات تراهن، من خلال هذا النهج، على مكاسب استراتيجية بعيدة المدى في مجالات الذهب والأمن الغذائي والسيطرة على خطوط الملاحة، رغم ما يجرّه ذلك من مخاطر تتعلق بالسمعة الدولية واحتمال تعرضها لعقوبات أميركية وأوروبية، كما يحذر من أن تزايد الأدلة والاعترافات الرسمية بدور أبوظبي في الحرب السودانية يهدد الصورة التي تحاول الإمارات ترسيخها كقوة «تسامح واستقرار» في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى