تقرير – رحاب عبدالله
التعديلات الوزارية التي اجراها رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، (الأحد) بإنهاء تكليف اربعة وزراء وتعيين آخرين، والتي شملت إنهاء تكليف السفير حسين عوض من مهام وزير الخارجية، وتكليف السفير علي يوسف أحمد الشريف، وإنهاء تكليف جراهام عبد القادر من مهام وزير الثقافة والإعلام، وتكليف خالد الاعيسر، كما تم إنهاء تكليف أسامة حسن محمد أحمد من مهام وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وتكليف عمر بخيت محمد آدم فضلا عن تكليف عمر أحمد محمد علي بانفير بمهام وزير التجارة والتموين، هذه التعديلات خلقت حراكاً في الساحة السودانية وتباينت وجهات النظر حول اختيار الوزراء الجدد.
وجاء التغيير والسودان يواجه حربا مستعرة ضد مليشيا الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.
خدمة معركة الكرامة
ورحب خبراء بخطوة رئيس مجلس السيادة بموافقته تعيين وزراء جدد في اربعة وزارات، واعتبروه يخدم قضية معركة الكرامة في المقام الأول ويقوي من دور الجهاز التنفيذي للدولة.
وأكد الخبير المصرفي وليد دليل اان تعيين السفير علي يوسف اختيار موفق، وعزا ذلك لضعف دور وزارة الخارجية، مضيفا أن الجهود الدبلوماسية في شرح موقف الجيش من الأحداث في السودان كان ضعيفا جدا ولم يرتقي إلى متطلبات المرحلة في دعم المجهود الحربي.
كما أشار وليد دليل أيضا لضعف دور الإعلام لمواكبة الاحداث في السودان حيث يستقي معظم الشعب اخبار الحكومة والمعارك من الانترنت.
وتوقع نجاح وزير الخارجية السفير علي يوسف وهو يحمل من ورائه وأمامه كل تجربته الكبيرة الثرة ،الذي حقق بتجربته السابقة نجاحات كبرى كان لها أثر بالغ في تحقيق فتوحات اقتصادية وسياسية كبيرة لبلادنا.
كما توقع نجاح الاعيسر لأنه حظي بحب الناس الذي أفرحهم اليوم بخبر تعيينه وزيراً للإعلام وهو أمر عده نادر الحدوث أن يسعد الشعب بتعيين مسؤول .
ووصف تكليف رئيس مجلس السيادة اربعة من اعضاء المجلس بالإشراف على الوزارات بالقرار الصحيح لتقييم أداء الوزراء في هذه المرحلة.
فقدان مناضل في معركة الإعلام المفتوح
غير ان البعض اختلف رأيه حول قرار تكليف خالد الأعيسر وزيرا للاعلام ووصفوه بغير الموفق، وبرروا موقفهم بأن السودان يفقد الأعيسر المناضل الجسور في ساحات الإعلام واغراقه في معارك معلومة للجميع في الإعلام السوداني الملئ بالمشاكل والمصائب ، ورأوا انه الافضل كان بقاء الأعيسر يقاتل في معركة الإعلام المفتوح وسد الفراغ البائن في الفضائيات والذي شكل فيه حضورا قويا ونوعيا، واردف البعض في قروب “المنتدى الاقتصادي” على تطبيق واتس اب “فلماذا نريد أن نخسره في ميدان مهم لندفع به في ميدان نسبة نجاحه فيه في كف عفاريت المتربصين”.
ورغم قناعة المؤيدين لاختيار الاعيسر بفقدانه على مستوى القنوات والدفاع عن السودان في الإعلام الخارجي وايصال صوت الحقيقة، ولكنهم قطعوا بان الاعيسر سيستعين بسد هذه الفرقة من ابناء الوطن الخلص، وهم كثر ميقينين بانه سيضع خطه واضحة الأهداف للانفتاح اعلاميا لمواكبة سودان ما بعد الحرب.
دحض الادعاءات الكاذبة
وقال د.ياسر جمال إن السودان في مجال الإعلام الخارجي بلغة أهل الكرة مهزوم 5/0 ، وأن خالد الاعيسر يستطيع أن يجعل من الأعلام السوداني منبر لعكس مايدور في السودان من حقائق ويدحض الادعاءات الكاذبة التي يقودها هولاء العملاء بقوة ، وأمن بان هناك تحديات تواجه خالد الاعيسر منها على سبيل المثال صراع الحيشان الثلاثة وثانيها تداخل الصلاحيات والسلطات مع جهات عديدة ثالثها ضعف ميزانية العمل الإعلامي،واردف “لكن من أهم نقاط القوة عند خالد الاعيسر انه يمتلك رؤية إعلامية ثاقبة وأُفق عالية”، ورأى ان الاعلام يحتاج للمبادرات والمواكبة خاصة في ظروف الحرب المفروضة على السودان.
تسيير دولاب العمل
من جانبه يشير الخبير الاقتصادي د.هيثم فتحي الى أن التغيير جزئي شمل اربعة وزارات وزارة الخارجية، الشؤون الدينية، وزارة الثقافة والاعلام ووزارة التجارة والتموين ، ومن الجانب الاقتصادي أمن هيثم فتحي على أهمية أن يكون هنالك وزير للتجارة في الوقت الراهن ، وعده من الضرورة أن يكون هنالك وزير خاصة أن الوزارة بقيت بدون وزير قرابة الستة أشهر، لافتا إلى أن هنالك كثير من المشاكل التي تواجه القطاع الاقتصادي من ضمنها مشكلة الوارد والصادر لأن هنالك تضارب في القرارات وعدم اكتمال المنظومة بين وزارة التجارة وبنك السودان ووزارة المالية والضرائب والمواصفات هذه الأجهزة المعنية بالتجارة والتموين، منوها إلى أن كثير من المراقبين كانوا يتحدثون عن ضعف آداء الثلاث وزراء الذين تم اعفاؤهم، ورأى أنه هنالك وزارات أخرى تحتاج التغيير حتى يكون لها دور فاعل وأكبر في هذه الحرب ، بحيث تكون هنالك وزارة مختصة بالشؤون الإنسانية تعنى بالشؤون الإنسانية ودور فاعل أكبر من ذلك لموضية العون الإنساني تقف في جانب النازحين والمتضررين من الحرب ويكون هنالك لان المرحلة تطلب ذلك، وأعرب عن أمله في أن تكون هنالك وزارة الشؤون الاجتماعية يكون لها دور أكبر وكذلك وزارة العمل والإصلاح الإداري بأنها تقوم بدور أكبر من الموجود حاليا في أنها تعمل على حل المشاكل التي واجهت القطاع الحكومي وتسيير دولاب العمل.