تظاهرات السودانيين.. عندما تدعم الحناجر بندقية المقاتلين

تقرير – الأحداث

خرجت تظاهرات، السبت، في مدن السودان مؤيدة للجيش وقيادته الحالية وداعية لتحرير الأرض من دنس المليشيا، وكانت المقاومة الشعبية قد وجهت نداء إلى جماهير الشعب السوداني بالخروج لتفويض الجيش وقيادته الحالية، وحددت موعد خروج المواطنين ما أثار جدلاً وسط النخب السياسية حول ما إذا كان السودانيون سيستجيبون لنداء الخروج ومساندة الجيش رغم التلويح المستمر من المليشيا باستهداف هذه التظاهرات عبر المسيرات وهو تهديد استثمر فيه ناشطون يتبعون للمليشيا من أجل منع المواطنين من الخروج الذي سيعبر مباشرة عن صوت الشعب السودان ورايه في الحرب الدائرة ومشروعية قيادته والتحدث باسمه .. فاجأ السودانيون الجميع وخرجوا في مواكب كبيرة في العاصمة والولايات مؤكدين دعمهم للجيش وقيادته التي تخوض الان حرباً ضد مليشيا آل دقلو في مناطق متعددة من البلاد في سياق حرب الكرامة، وشهدت التظاهرات مشاركة مختلف الفئات والجهات النشطة على الارض والتي عاشت تفاصيل ما حدث في البلاد من تمرد لمليشيا آل دقلو واحتلالها منازل المواطنين وتدميرها بعد نهبها وسرقتها وتدمير المنشآت والحياة العامة للسودانيين وتهجيرهم وارتكاب مجازر بحقهم، وأكد متظاهرون أن الخروج تعبير بسيط عن امتنان الناس للقوات المسلحة والقوات المساندة لها وتعبير عن شكرهم لها وثقتهم فيها وفي قياداتها ودعمهم اياها في معركة تحرير الأرض من دنس مليشيا آل دقلو ومن شايعهم ورفع المتظاهرون صوراً لقائد الجيش وشهداء معركة الكرامة.. لكن هل من دلالات سياسية وما الذي جعل الناس يتدافعون من أجل المشاركة وهل هناك جهات دفعت السودانيين للمشاركة قسرا في التظاهرات وأجبرتهم على الخروج؟ يقول بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية إن خروج المواطنين بهذه الأعداد كان رسالة للداخل والخارج بان المشروعية الان بيد الجيش وأن الشعب يقف خلفه من أجل حسم تمرد المليشيا)، وأضاف (كثيرون لا يتابعون وسائل الاعلام والوسائط التي انتشرت من خلالها الدعوة للخروج فوجئوا بالمسيرة وشاركوا فيها رغم أنهم علموا بها فقط عندما شاهدوها وهذا يؤكد أن أي حديث عن كونها مصنوعة أو هناك جهات أجبرت السودانيين على الخروج فيها كذب لا اساس له علي أرض الواقع وكل من عاش الان في السودان يدرك تماماً أن التوجه العام لدى المواطنين هو القضاء على المليشيا وعدم الدخول معها في مفاوضات وهدن لان الناس تعلموا من تجاربهم معها)، وتابع (في جدة تم اقرار هدن ونفذت استفادت منها المليشيا فتوسعت ودخلت بيوت المواطنين وقتلتهم ونهبتهم واغتصبت حرائرهم وتحركت بدون ضغوطات عسكرية وهذا ما تبحث عنه الان وما يرفضه العقل الجمعي للسودانيين)، وقال (القيادة لا يجب أن تتوقف الان لان ما عبر عنه الشعب واضح جدا ولا يحتمل التأويل الناس يرغبون في القضاء على المليشيا ولن يقبلوا أقل من ذلك بعد الثمن الباهظ الذي دفعوه ولن يقبلوا أي حديث عن تفاوض أو هدن أو تسوية تعيد المليشيا للمشهد مرة أخرى).
وتقول الباحثة الاجتماعية سماح يوسف إن المرارة التي يشعر بها الناس تجاه المليشيا وحدتهم إلى درجة كبيرة وشكلت على نحو ما حماية لمشروعية الجيش)، وأضافت (كثيرون لا يعتقدون أنهم يقفون مع الجيش بل يعتقدون أن الجيش يقف معهم لذلك هم يشكرونه ويدعمون قتاله من أجل تحرير الأرض وهم يقولون إننا عدنا الان لمناطقنا ببندقية الجيش وليس عبر مبادرات المجتمع الدولي الملغومة).
أما اليسع محمد نور الباحث في الشؤون السياسية ومدير مركز نور للدراسات الاستراتيجية فيرى أن رسائل التظاهرات التي خرجت بالمدن السودانية وصلت للجهات المستهدفة واربكت حساباتها لان بعض الجهات تعتقد أن مجموعة معينة معزولة هي التي تمثل المجتمع المدني السوداني وتعبر عن راي السودانيين مثل هذه التظاهرات العفوية تفضحهم وتعري مواقفهم وتربك حساباتهم وهذا ما حدث وشاهدناهم يختلقون الروايات حول التظاهرات والجهات التي تقف خلفها وينسجون القصص)، وأضاف (هم لا يريدون الاعتراف ان الواقع تجاوزهم وأن مواقفهم لن تصمد أمام الحقائق التي يهربون منها الان)، وتابع (خروج الناس وضع القوى الدولية التي تعمل على الملف السوداني أمام حقيقة نعلمها جيداً نحن كسودانيين لكن العالم بحاجة إلى وسائل كهذه كي يعلمها ويعمل على ضوئها).

Exit mobile version