●محمد المبروك
● تعاني الكاتبة المصرية، المهتمة بالشأن السوداني، أماني طويل من تقلبات أمزجة المناضلين السودانيين تجاهها كل فترة، فهي كاتبة خبيرة ومقتدرة ومقربة من المخابرات المصرية، ولسان حال الدولة المصرية-دفعة واحدة- إذا رضوا عنها حين تكتب تناصرهم وتغازل أحلامهم، ولكن سرعان ما تتحول لنخلة حمقاء تهرف ما لا تعرف و”تتدخل في شئون السودان” تستحق اللعنات في كتابهم حين تكتب ما لا يعجبهم. فيقيمون لها حفلات الشواء الأسفيري كما يحدث الآن بعد أن كتبت منشورا على حسابها في الفيسبوك، أمس، تنبأت فيه بانشقاقات وسط مليشيا الدعم السريع مما يشير لإرهاصات نهاية هذه المليشيا الإجرامية على يد عناصرها.
● يتابع المرء، بين ضاحكٍ وهازل، صعود وهبوط أسهم مدموزيل الطويل في بورصة المناضلين السودانيين ويحاول أن يتخيل حالها وشعورها تجاه هذه التقلبات التي تفتقر للمعلومة الدقيقة من مصادرها الأولية فهذا مما لا يكلف المناضل نفسه به، فهو يصنع الخزعبلة ويغلفها ويرمي بها لجمهور غوغائي قابل لتصديق كل شيء .. ولصناعة ال Hocus pocus في تاريخ النضال السوداني، خاصة في زمان الإنترنت، فصل طويل بل ربما كان تاريخ النضال الأسفيري هو تاريخ الخزعبلات وقد اشتهر منهم جماعة في موقع سودانيزاونلاين يسمونهم الطوربيدات.. والواحد منهم طوربيد. واحتفظ في ملف خاص بأشهر خزعبلاتنا أيام معارضة الإنقاذ وأشهر المخزعبلين كذلك.
● المشكلة أن هذه الخزعبلات تصبح مسلمات لدى الجمهور الأخيذ captive audience
ولو حاولت أن تصححهم فتجلب على نفسك غضبهم وتصبح كافرا منكرا لما هو معلوم من النضاليات بالضرورة.
● في الواقع، أماني الطويل ليست مقربة من المخابرات المصرية ولا يحزنون كما أن الكتاب المصريين المهتمين بالشأن السوداني ليسو أعضاء في المخابرات كما وقر في أذهان كثير من المناضلين. بل أن موقف أماني الطويل المشاتر عن موقف الدولة المصرية الرسمي تجاه السودان يعبر عن غبنها الشخصي بسبب تجاهل السلطات المصرية لرغبتها في التمديد لها في مركز الإهرام للدراسات أو شئ من هذا القبيل دفعها لما يشبه المكاجرة ومناصرة ما يسمى بالقوى المدنية بعض الأحيان.
● إن كان من عزاء لأماني الطويل، فهو أننا، مثلها، أخذنا كفايتنا من هذه الخزعبلات المصنوعة على عجل ولي قصص طريفة مع صانعي ال Hocus pocus السودانيين -أظن المصريين يسمونه الهَبِد- ولولا إنني احتفظ بها، حصريا، لكتاب مذكراتي والذي لا بد أنّ عنوانه سيكون [ ومشيناها هرجاً… رحلتي مع خيل القفيل]
لحكيت لها جانب منها مما يخفف عليها وعثاء تقلبات حلفائها مناضلين سودان وادي النيل.
كنت في البداية أردد: (واعدُ كم اكذوبة عني يقول الواهمون..) كلما قرأت لمناضل خزعبلات عني.. ثم خطر لي شيئا أجيده في هذه الحياة؛ لماذا لا احصر هذه الخزعبلات وأنشرها في مذكراتي واحول النقمة إلى نعمة.
انصح الطويل بفعل ذلك، ولله الأمر من قبل ومن بعد!
*العنوان مأخوذ من بيت شعر لمحمد سعيد العباسي:
(يرفعنا آل ويخفضنا آل / وتلفظنا بيد إلى بيد،
وشد ما عانقت بالليل من عنق/ يضني ومن حيف أخدود فأخدود.)
