الخرطوم – (الساعة نيوز)
أكد الفريق الركن محمد بشير سليمان أن تحرير مدينة بارا الكبرى في شمال كردفان يشكل تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب الدائرة بالسودان، لما تحمله المنطقة من رمزية وطنية وموقع حيوي يربط العاصمة الخرطوم بغرب السودان ودارفور.
وأوضح سليمان أن السيطرة على بارا صحّحت الانفتاح العملياتي للقوات المسلحة وأعادت التوازن إلى خطوطها القتالية، بعد أن كانت المليشيا تستغل المنطقة كقاعدة لوجستية ومهابط جوية لنقل الإمدادات وإخلاء الجرحى. وأضاف أن هذا الانتصار يحقق تأمينًا مباشرًا لمدينة الأبيض ويفشل خطط الدعم السريع لمهاجمتها، كما يقرب الجيش من كسر الحصار المفروض على مدينة الفاشر في دارفور.
وأشار الكاتب إلى أن تحرير بارا الكبرى أسقط أحد أبرز رهانات المليشيا والمجتمع الدولي الداعم لها، بما في ذلك مشروع “الحكومة الموازية” التي حاول الدعم السريع تأسيسها في نيالا، كما اعتبره ضربة للمخططات الإقليمية والدولية الساعية لتفكيك السودان.
وعلى الصعيد العسكري، يرى سليمان أن هذا الانتصار يفتح طرق الإمداد نحو الغرب ويعزز تأمين العمق الاستراتيجي للعاصمة الخرطوم، ويمهد لمرحلة جديدة من العمليات تشمل غرب كردفان وإقليم دارفور. كما دعا إلى ضرورة تخصيص قوة دفاعية مجحفلة لحماية بارا ومنع المليشيا من إعادة التمركز فيها.
أما على الصعيد المجتمعي، فقد شدد على أهمية إعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة عبر دعم المزارعين والرعاية البيطرية والخدمات الأساسية، محذرًا من مغبة الاسترخاء والاعتقاد بأن الحرب قد انتهت.
واعتبر سليمان أن معركة بارا الكبرى ستصبح ركيزة لإعادة بناء القوات المسلحة تنظيميًا وتسليحيًا وعقائديًا، وتجعلها أكثر قدرة على مواجهة تحديات الأمن القومي السوداني داخليًا وإقليميًا ودوليًا
