تقرير – أمير عبدالماجد
ثمة مساحات وتباينات بين ما صدر عن مسعد بولس مستشار الرئيس الامريكي الساعي لانجاح مبادرة اللجنة الرباعية وماصدر عن وزير الخارجية الامريكي هذا صحيح لكن لغة وزير الخارجية الامريكي كانت واضحة تجاه القضية اذ عبر عن انزعاج بلاده من عدم ايفاء المليشيا بالتزاماتها وعدم التزامها بتعهداتها وليس فقط عدم التزامها بل عدم قدرتها على الالتزام من واقع تكوينها القبلي والوجود الكثيف للمرتزقة الأجانب وخضوعها لاملاءات الدولة التي تمول حربها على السودانيين.
تباعد مواقف :
وأشار للمرة الأولى بصيغة لا تخلو من وعيد للامارات ومنها للدول التي فتحت اراضيها لتمرير شحنات السلاح الاماراتي إلى الأراضي السودانية، وبدأ بعدها واضحاً أن الموقف السعودي داخل وخارج الرباعية بدأ يتغير وربما كانت المكالمة الهاتفية التي جمعت رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بولي العهد السعودي محمد بن سلمان هي مفتاح مهم من مفاتيح المرحلة القادمة وتعد المكالمة بين الجانبين أمر نادر لم يحدث الا مع التحولات الاخيرة وربما استباقاً لزيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن هذا الاسبوع وهي زيارة ستناقش تطورات الاحداث في السودان بكل الاحوال بالاضافة إلى شواغل البلدين فيما يتعلق بصفقات السلاح والمسائل الاقتصادية وترتيبات منطقة الشرق الاوسط، وحسب موقع ميدل ايست اي فان تباعداً في الموقف السعودي من الموقف الاماراتي بدأ يظهر بوضوح وهو خلاف يطابق إلى حد ما خلاف البلدين في اليمن حيث تختلف مقاربات البلدين بشأن النفوذ الاقليمي والتحالفات المحلية، فبينما تدعم السعودية الحكومة المعترف بها دولياً تدعم الامارات انفصاليي الجنوب ما عقد العلاقة بينهما وهو قريب إلى حد ما بالسودان حيث اتجهت السعودية إلى دعم النظام السوداني الشرعي فيما القت الامارات بثقلها خلف مليشيا الدعم السريع ووفرت لها السند العسكري والسياسي.
تباينات الرباعية :
ويعد الصراع المتنقل بين المملكة والامارات أول اشارة الى أن التباينات بين مكونات الرباعية بدأت تظهر في تباين مواقف دول مثل مصر والسعودية حيال الملف السوداني وهو ما أشار له د. سعيد سلامة مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا الذي نبه إلى أن دول الرباعية لا تملك رؤية متفق عليها وأن الجميع يحاول الضغط على الجميع قبل الضغط على اطراف النزاع لذا لايمكن القول إن ما يحدث الآن يمثل تحولاً حاسماً في مسار الصراع لكنه يعكس رغبة دولية حقيقية في وضع حد للقتال وسفك الدماء لكن استمرار التباينات بين الوسطاء وغياب الالتزام الجاد من أطراف النزاع جعل هذه المبادرات مجرد جهود دبلوماسية تائهة تبحث عن طريق لاختراق الازمة وهو ماتجلي في موقف مسعد بولس عندما طلب من الرئيس البرهان مساعدته كي ينجح في مسعاه وهو ينظر هنا إلى نجاح مبادرته اكثر باهمية تتجاوز حقوق الضحايا لذا اعتقد ان الأمور تتجاوزهم الان الى المبادرات التي تطرحها وتتبناها دول.
ايقاف شحنات السلاح:
لكن د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان لديه وجهة نظر أخرى إذ يرى أن الأمور تتجه إلى ايقاف دعم الامارات للمليشيا رغماً عنها عبر اعلانها منظمة إرهابية وعبر عزلها عن الملف السوداني في ظل تشدد رئيس مجلس السيادة السوداني ورفضه لاي مبادرة تكون الامارات طرفاً فيها، واضاف (يبدو أن الكواليس مليئة بالعبر فالأنظمة التي يهمها استقرار السودان مثل مصر والسعودية سبق وطالبت الامارات بالتوقف عن مد مليشيا الدعم السريع بالسلاح لكن الامارات لم تستجب لا للسعودية ولا لمصر ولا حتى لامريكا التي خرج وزير خارجيتها مهدداً الدول التي توفر السلاح للدعم السريع)، وتابع (اعتقد أن أمريكا ستتجه إلى اعلان الدعم السريع منظمة إرهابية وهو أمر يعرض من يدعم هذه المنظمة للعقوبات الامريكية وهذا قد يسهم إلى حد كبير في كبح جماح الامارات وايقاف شحنات السلاح التي تصل المليشيا والاشارات التي قدمها وزير اللخارجية الامريكية عن جاهزية الولايات المتحدة لاعلان المليشيا منظمة إرهابية لو كان هذا الاعلان يدعم ايقاف الحرب هذه الاشارات كانت متعلقة بما تعتزم امريكا القيام به لايقاف الدعم الاماراتي)، ولم يستبعد المحلل السياسي بشار جرار أن يصل الامر بالولايات المتحدة الامريكية التي يبدو من خلال حراكها الكثيف في الملف انها ترغب في ايقاف الحرب لم يستبعد ان توفر نوعاً من الدعم العسكري للجيش السوداني حتى يتمكن من بسط نفوذه وايقاف الحرب.
