تقرير – أمير عبدالماجد
قال الاتحاد الاوروبي إنه أرسل رحلة جوية ضمن جسر جوي طارئ لايصال المساعدات الانسانية إلى دارفور على أن تكتمل الرحلات خلال هذا الشهر وشهر يناير المقبل. وقالت المدير التنفيذي للحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدة الانسانية التابعة للاتحاد الاوربي في بيان إن التكتل أطلق جسراً جوياً لايصال المساعدات الانسانية إلى دارفور بصورة طارئة.
وأشارت إلى أن الرحلة وصلت الجمعة الماضية وهي تحمل نحو (100) طن من مخزونات الاتحاد الاوروبي الانسانية والمنظمات الشريكة، ولم يوضح المصدر المطار الذي هبطت فيه الطائرة حيث توقف عمل جميع المطارات بدارفور بعد اندلاع الحرب باستثناء مطار نيالا والمهابط الترابية وذكر البيان أن الجسر يتألف من ثماني رحلات، وأوضح أنها امدادات لادوية منقذة للحياة في دارفور يحتاجها الملايين من الاشخاص، وأفاد أن الرحلات ستتواصل خلال ديسمبر ويناير حيث تحمل مستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والامدادات الصحية، وتصل القيمة الاجمالية للجسر نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون يورو ممولة من ميزانية المساعدات الانسانية للاتحاد الاوروبي. وقال البيان إن الاوضاع الانسانية في دارفور التي تعد من أصعب الاماكن في العالم لوصول المساعدات الانسانية شهدت تدهوراً حاداً منذ سقوط مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بيد الدعم السريع في اكتوبر، واعتبر فقدان المدينة بمثابة تصعيد كبير في كارثة انسانية قائمة اصلاً حيث زادت صعوبات الوصول إلى المساعدات الانسانية، وأضاف (أبلغ المدنيون الذين تمكنوا من الفرار عن انتهاكات واسعة النطاق للقانون الانساني الدولي.. بيان الاتحاد الاوربي أثار تساؤلات عديدة عن حقيقة الطائرات الاوربية التي تهبط في دارفور وعن المطارات بافتراض ان المطارات المقصودة ليست بالضرورة نيالا لان وصول الدعم الاوروبي إلى نيالا يعني وصوله مباشرة إلى المليشيا ما يعني أن الاتحاد الاوروبي يدعم المليشيا هنا بصورة واضحة وعبر بيان رسمي.. ما الذي يجعل الحكومة تسكت وتمرر دعماً مباشرا بهذه السهولة إلى المليشيا؟ هل هي الهدنة يجري تنفيذها دون الحديث عنها؟ ماذا يجري في الكواليس ولماذا لم تخرج الحكومة لتنفي على الاقل ما ذكر في بيان الاتحاد الاوربي أو تجيب علي تساؤلات أرسلتها (الاحداث) في هواتفهم ولم تصل اجابات؟. يقول رئيس تحرير صحيفة المجهر الهندي عزالدين (هناك تساؤلات حقيقية ومشروعة كيف يمكن اطلاق جسر جوي من اوروبا إلى مطارات دارفور في ظل استمرار العمليات العسكرية وفي ظل طلعات سلاح الطيران)، ويواصل في طرح التساؤلات (هل ستحمل هذه الطائرات مساعدات انسانية فقط وفي البال تجربة جسر شريان الحياة الذي نفذ في جنوب السودان تسعينيات القرن الماضي)، وختم (هل ما يحدث هو تنفيذ لهدنة الرباعية دون اعلان)، ولا يبدو أن التساؤلات هذه هناك اجابات حولها لان من طلبنا ايضاحاتهم تواروا خلف عدم الاجابة.
يقول د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان (لو صدقت رواية الاتحاد الأوربي التي اعتقد أنها مضخمة إلى حد بعيد لو صدقت فنحن بالفعل أمام تساؤلات مهمة جداً لان وصول امدادات الان إلى نيالا على سبيل المثال أو حتى الفاشر هو دعم مباشر للمليشيا ولتكريس وجودها هناك)، وأضاف(البيان تحدث عن فرار اعداد كبيرة من سكان الفاشر وأشار إلى أن افاداتهم مروعة بشان ما حدث معهم دون ن يجيب فروا من من؟ وفروا إلى أين؟ ومن هي الجهة التي ارتكبت بحقهم انتهاكات ومنعت بعضهم من الفرار كلها تساؤلات لا أجد لها اجابات منطقية لو أن الجيش قرر السماح بوصول طائرات إلى مطارات دارفور ما الذي يمنعه من التصريح علناً بالامر وتقديم وجهة نظره ووجهة نظر الحكومة لان امر كهذا من شانه أن يحدث ربكة كبيرة)، وتابع (مع قناعاتي أن الامر مضخم جداً وسياسي وليس انساني ومع قناعتي بوجود جهات تستغل اي معلومة في الكواليس لتشتيت الانتباه لكنني لا اتفهم دخول طائرات أوروبية إلى أجواءنا وهبوطها في مطاراتنا دون ان نحدث عنها وتكشف طبيعة عملها هذه طائرات تحمل مواد وليست مجرد أوراق يمكن للمسؤول دسها في درجه وانكار أنها وصلته وأنها بحوزته ونتوقع ان تخرج علينا الحكومة لتوضح موقفها).
