كاميرون هدسون
كان من الرائع العودة إلى بلد زرته مرات عديدة وكنت أخشى ألا أتمكن من رؤيته مرة أخرى. ولكن بمجرد أن تشرب من نيل السودان، فأنت مُقدر للعودة! سعيد بأنني أغادر بعد أسبوعي هناك أكثر تفاؤلاً مما كنت عليه عند وصولي.
بورتسودان ليست الخرطوم، ولم أتمكن من مقابلة الجميع كما أردت، لأن السودانيين، وخاصة المجتمع المدني، قد تشتتوا في أنحاء مختلفة بحثًا عن الأمان، وهذا حقهم. لكنني كنت ممتنًا للمجتمع المدني الذي استطعت مقابلته، رغم أن بعضهم لم يرغب في نشر صورهم أو الحديث عنهم علنًا.
كما التقيت بشكل خاص مع عدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي تقوم بعمل رائع في ظروف مستحيلة. حصلت منهم على تقييم صريح للأوضاع الإنسانية، والعوائق التي تواجه إيصال المساعدات للمدنيين، ومدى استعداد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لتحسين ذلك الوصول وإنقاذ الأرواح.
أخيرًا، أجريت عددًا من الاجتماعات الرسمية الممتازة. أنا ممتن لأن المسؤولين، وسط الحرب، منحوني وقتهم. آراؤهم كانت قيمة لأبحاثي، لكنها ليست أكثر أهمية من آراء الناس العاديين الذين تحدثت إليهم أيضًا.
أغادر دون إجابات واضحة أو طريقة مضمونة للمضي قدمًا.
لكن وسط هذا الغموض، سيتعين علي التفكير في الطرق التي يمكن لحكومتي من خلالها تعزيز مصالحها في السودان وقيمها العميقة. وهنا الصورة أكثر وضوحًا وستبدو إلى حد كبير مثل التحليل الذي كنت أقدمه لسنوات، والمتوفر للجميع عبر الإنترنت.
الشيء الوحيد الثابت هو إيماني الراسخ بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون قوة للخير في السودان، وأن المزيد من الانخراط، وليس الأقل، هو المطلوب. ولكن ذلك يتطلب بناء علاقات على جميع المستويات وفهمًا أعمق لدوافع الصراع وصانعي التأثير ومصالحهم. أبحاثي ستظل تسلط الضوء على ذلك بهدف تحسين السياسات الأمريكية والدولية تجاه السودان. هذا هو عملي الوحيد وسيبقى كذلك، رغم أي شائعات.
أخشى أن السودان أمامه أيام مظلمة، بعضها قد يكون غير مسبوق. ولكن تركيزي على المستقبل هو ما يبقيني متفائلًا، وما يدفعني للاستمرار في أبحاثي. لأنني أؤمن، بعد الأيام المظلمة، أن أفضل أيام السودان لا تزال تنتظر. إن شاء الله.