تقرير – أمير عبدالماجد
كشف حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي في تدوينة له على (فيس بوك) عن حالات نهب أعضاء تعرض لها السكان المحتجزين في الفاشر، وقال (علمنا لاحقاً ان الذين تم احتجازهم في الفاشر من النساء والرجال وبعض الأسر تم استئصال أعضائهم ودمائهم لانقاذ جرحى جنود الدعم السريع)، وأعرب مناوي عن ادانته الشديدة لما وصفها بالجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيا ولا تزال المليشيا تحتجز آلاف المدنيين في مدينة الفاشر وتمنعهم من المغادرة وتصادر وسائل النقل التي كانت تستخدم لاجلاء المدنيين الفارين من المدينة وسبق لها أن أعادت قواتها أعدادا كبيرة من الفارين بعد ان اعتدت عليهم وأطلقت الرصاص على بعضهم، ويجري حديث متصل عن وجود أعداد من الأطباء استقدمتهم المليشيا يعملون على سحب الدم من المواطنين ويجرون عمليات جراحية لجرحى عمليات المليشيا في بعض المستشفيات والمراكز الصحية التي تحولت إلى ما يشبه مراكز الاعتقال، وهناك حسب مصادر داخل المدينة مراكز فرعية يتم احتجاز السكان فيها وتحديد اتجاهاتهم بواسطة فرق طبية مساعدة تضم أجانب وسودانيين وكانت إحدى العاملات في الحقل الطبي فرت مؤخراً من المدينة، وقالت إنها شاهدت عمليات نقل دم تتم مباشرة من شخص لجندي مصاب من جنود المليشيا، وأكدت أن بعض المعتقلين فارقوا الحياة بعد دخولهم عمليات جراحية يتم استخدامهم فيها كاكياس دم)، وأضافت (بعضهم اخرجوه ميتاً من غرفة العمليات والقوه بعيداً).
يقول د. حسن عبد الرحمن البشير وهو أخصائي جراحة إن أمر كهذا خطر على الناقل والشخص الذي ينقل إليه الدم وهو عمل انتحاري في حال تم فعلاً)، وأضاف (لا استبعده طبعاً لان هؤلاء يمكن أن يفعلوا اي شيء) وعندما سألته عن الأعضاء التي يمكن نقلها إلى جرحى عمليات المليشيا قال (ليس امراً موحداً بطبيعة الحال وهو أمر لا يحدث هكذا فجأة هو موضوع طويل بحاجة إلى فحوصات واجراءات طبية حتى تصل إلى نقطة نقل عضو بشري لزراعته في انسان مصاب أو تعرض لتشوهات هذا امر لا يتم هكذا ولو تم بهذه الطريقة فان المريض سيواجه اشكالات كبيرة)، وأضاف (غالبا الطرف الذي ينهب منه العضو وهي مفردة مقززة أن تنهب الاعضاء البشرية لكن ما دمنا نناقش الامر فان نسبة وفاته كبيرة لان العمليات تجرى حسب ما علمت في مناطق بعضها مكشوف ومن غير تعقيم وهذا أمر جنوني)، وتابع (بعض العمليات هذه تمت بالمناسبة في بحري في مستشفي شرق النيل حسب معلوماتنا ان مواطنين تعرضوا لهذا الامر وقتلوا هناك عندما حاول اطباء يعملون مع المليشيا نقل اعضاء إلى مقاتلين اصيبوا في المعارك هذا عمل مشين وبشع ومدان)، وقال (تنقل الاعضاء لو أردت كلها لو تواءمت مع الشخص واحاول هنا عدم الدخول في مصطلحات طبية لكنهم لو وجدوا معدات طبية ووحدات مجهزة يستطيعون بالفعل نقل الاعضاء ونهبها والاحتفاظ بها لعلاج اخرين).
وكانت منظمات وشهود عيان قد أشاروا إلى وجود أطباء يعملون على نقل الاعضاء من المواطنين المعتقلين في الفاشر لعلاج جرحي العمليات من مصابي المليشيا ورصد هؤلاء وجود سيارات ليست كثيرة لكنها موجودة ظلت تنقل مواطنين من مراكز احتجازهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية ولا يتحدث احد داخل المدينة عن مصير آلاف المعتقلين الذين اختفوا فجأة اذ تم ترحيل بعضهم خارج الفاشر فيما بقي العدد الكبير مسجوناً في الفاشر حيث منعت المليشيا التصوير وتعمدت تعطيل الاتصالات الا عبرها.
ويرى د. بكري محمد السر المحاضر بالجامعات السودانية والمهتم بالشأن السوداني أن المليشيا تعمدت هذه المرة منع مقاتليها من التصوير لكن المؤكد أن صورا ستخرج رغم قرار المنع هذه هي عادتهم عبر أطباء أو عبر الجرحى ومرافقيهم ستخرج حقيقة ماحدث ويحدث في الفاشر الان ليعرف العالم ما الذي نتعامل معه)، وأضاف ( هؤلاء نهبوا بيوت المواطنين وشركاتهم ومصانعهم وينهبون الان اعضائهم البشرية)، وتساءل (هل هذا عمل يمكن أن ينجزه الدعامة الذين نعرفهم ونعرف قدراتهم اعتقد أن منظمات اجرامية كبيرة دخلت الان المشهد السوداني عبر بوابة المليشيا واصبحت تحت بندقيتها تنهب حتى الاعضاء من أجسام المواطنين هذا عمل مشين وإجرامي ويجعلنا نعيد تعريف هذه الحرب).
