بعد مغادرة خال حميدتي.. المجهول يسيطر على الأشاوس

 تقرير – الأحداث

مع ارتفاع الأصوات هنا وانخفاضها هناك ومع الهمس بان القائد فلان الذي اعتقل ونقل إلى نيالا مات في السجن والقائد فلان الذي تم ترحيله نفق في الطريق وأبوالجود قتل والفرشون وعين الشيطان بدات الامور تشكل ما يشبه الصورة الكاملة لمايجري .. اعتقالات بناء على شكوك بدأ صوتها يعلو ورفض للاوامر واحتجاجات بسبب ملف الجرحي الذي وصل إلى مرحلة تصريح احد القيادات ان الجرحى مجرد خسائر وان معظمهم حتى بعد علاجه قد لا يستطيع العودة للقتال لانه فقد اطرافه ففقد بالتالي قدرته على القتال واصبح وجوده مجرد حمولة زائدة.. الحوارات داخل المليشيا بفعل التضييق الذي حدث في جبهات القتال واصرار الجيش على مواصلة العمليات اصبحت حادة مادفع بعض القيادات والجنود إلى تحسس هواتفهم و البحث عن فرصة للمغادرة بسلام .. كانت ولازالت الاسئلة عن باب العودة هل لازال مفتوحاً ام أغلق؟.

هذه العمليات .. عمليات الخروج ظلت مستمرة لكنها كانت وربما لازالت تتم بتكتم شديد لان محاولة الخروج والذهاب إلى الجيش تهمة يعاقب عليها بالقتل مباشرة داخل المليشيا ..كان هذا حتى قبل اشهر قليلة أمر شديد الخطورة على الشخص الراغب في المغادرة ويتم عادة عبر وسطاء معينين لديهم في الغالب علاقات جيدة مع الطرفين يتم عبرهم تبادل المعلومات والترتيب للخروج .. مؤخراً نشرت المليشيا امرا بالقبض على خال حميدتي الذي تقلد منصب قائد استخبارات المليشيا بالضعين والمشرف على سجونها ومراكز تعذيبها.. العقيد عيسي بشارة عيسي والرجل صاحب سجل كبير من الجرائم المروعة والانتهاكات الفظيعة والقتل الممنهج والتصفيات اذ كان مسؤولا عن مراكز الاعدام وشارك في مجازر السريحة والهلالية وكان قائد القوة التى هاجمت ود النورة.. لسانه يسبقه لذا كان مثار شكوك لدى قيادات المليشيا ولولا ثقله القبلي لاعتقل وقتل بعد اراءه التي صرح بها بعد انسحابه من الخرطوم.. خبر هروبه وملاحقة المليشيا له احدث ضجة كبيرة وسط جنود وضباط المليشيا بالنظر طبعا لثقله القبلي وعلاقة الدم التي تربطه بمسؤولين تشاديين رفيعي المستوي .. غادر عيسي الضعين برفقة (11) ضابطا من اسرى الجيش السوداني افرج عنهم واقتادهم معه من غير المعروف حتى الان ماهو مصيرهم وهل ينوي العقيد عيسي المساومة بهم أم هم ضمن صفقة للعفو عنه ام ان ترحيل الضباط ونقلهم كان ضمن حيلته للخروج من الضعين وقد يتخلص منهم؟ كل الامور واردة خصوصاً من شخص مثل عيسي بشارة كما يقول من عرفوه وان رجح هؤلاء ان يكون على اتصال بالجيش لانه بدأ قبل فترة يتبرم من نقص الامدادات والتوزيع القبلي والاثني للسيارات واماكن الاخلاء وكما خرج عيسي مؤخرا خرجت اعداد من سيارات المليشيا على دفعتين في كردفان رفعت الاعلام البيضاء وسلمت نفسها للجيش فيما نشط المجتمع المحلي في مناطق مثل بابنوسة وغرب كردفان لاثناء ابنائهم من مواصلة القتال خاصة وان مناطق واسعة فقدت شبابها تماماً في الحرب ومن عاد عاد باصابات يصعب علاجها.

يقول النور محمد حماد من منطقة قرب مدينة النهود موجود حالياً في ام درمان ( غادرت بارا عندما داهمتنا المليشيا واستولت عليها وتركت بعض اهلي هناك وقد غادر الان معظمهم وهم موجودون في شمال السودان بمنطقة الدبة ) واضاف (المجتمعات المحلية هناك تم استغفالها من قبل زعماء القبائل ونظارها الذين ايدوا حميدتي مبكرا وروجوا له واقنعوا الشباب ان الرجل سيحقق عبر كاكي الدعم السريع احلامهم وبالفعل عاد الشباب وهم سذج بلاتجربة يقودون السيارات الفارهة التابعة للمليشيا واغروا اخرين بالانضمام اليهم قبل ان يتحول الامر مع اشتعال الحرب إلى ساحة فوضي تزعمها اللصوص والقتلة ليس في دارفور وكردفان فقط بل حتى من دول الجوار) وتابع ( الان كل القرى بها جرحى ومصابين فقدوا اطرافهم بعضهم من فرط الالم حاول الانتحار اذ لا امل امامه لا الاهل لديهم مال لعلاجه ولا المليشيا ستعالجه لانهم عندما ذهبوا إلى المليشيا اخبرتهم ان جرحي الفزع لا يتبعون مباشرة لها وان هؤلاء اخذوا مستحقاتهم من سرقتهم لبيوت الناس وسياراتهم ومن شفشفة المؤسسات)، وقال (أغلب الاسر الان لا تعرف مصير اولادها وهم صامتون لانهم يخشون آلة القتل التي تسيطر على مقاليد الامور والادهى والامر هو ان عبدالرحيم دقلو يعتمد في تصفية حساباته الان على مرتزقة من جنوب ليبيا وتشاد والنيجر وهناك وحدة تصفيات من جنوب السودان وهو ربما مادفع عيسي بشارة وغيره إلى التفكير في المغادرة لان مجرد التلميح يعني الموت) واضاف ( هناك مخاوف طبعا لدى المقاتلين وملاحظات تصلنا وهي حقيقية لكن اليات الخروج والانضمام للجيش لازالت بحاجة إلى وقت والى مسارات امنة لان بعضهم دفع حياته ثمناُ لهذه المحاولة وبعض الضباط والجنود معتقلين الان بسبب اتهامهم بمحاولة الخروج والانضمام للجيش )، وختم ( رغم عدم ثقتي في تكوينات القبائل الا انها الان الطريق الاكثر امانا لخروج المقاتلين ومغادرة المليشيا التي ستقاتل في مرحلة ما بالمرتزقة الاجانب فقط ).

Exit mobile version