بعد أولاد قمري.. الجيش يضع يده على قوات “أولاد شاذلي” بالدبة

تقرير – الأحداث

عندما اشتعلت نيران أولاد قمري بمدينة دنقلا وامتنع التوم قمري عن تسليم سلاحه للقوات المسلحة كانت في الصورة للجميع مشاهد لما قد يحدث مع خطر آخر يتهدد المجتمع المحلي وهو خطر مسلح تماماً كـ (أولاد قمري) هو (أولاد شاذلي)، وهؤلاء ينشطون في الدبة.. أولاد قمري أو ما أطلق عليهم كتيبة الاستطلاع في دنقلا والأسود الحرة في مدينة الدبة فوسط مجتمع محلي مسالم لا يحمل أفراده السلاح ولا يرغب مواطنه في انتشار الأسلحة في الأحياء خرجت مليشيا (أولاد قمري) لتشكل مهدداً أمنيا ليس فقط لحكومة الولاية بل لمواطنها الذي يروي قصصاً مرعبة لتعامل أفراد هذه المليشيات مع المواطنين وكيف تتحول مشكلة بين مواطنين اثنين إلى ساحة تستعمل فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة.. قبل الحرب وبعدها لم يتغير شيء لقد ارتدوا ملابس الجيش واصبحوا اكثر صلفاً وعنفاً. يقول فتح الرحمن حسونة وهو تاجر في سوق دنقلا التي نزح إليها من الخرطوم، ويضيف (عندما وصلنا هنا لم نكن نعلم شيئاً عن هذه الأمور إذ اعتقدنا أننا تركنا الحرب خلف ظهرنا لكننا فوجئنا باسلحة واستعراضات عسكرية واعتداءات لمجرد أن أحدهم لم يفتح الطريق لسيارة عسكرية يقودها هؤلاء)، وتابع (الناس هنا بسطاء طلبوا منا الا نحتك بهم وأن نبتعد عن طريقهم لان رصاصتهم قريبة جدا وهم هنا يروون قصص كثيرة عن التهريب والمخدرات وغيرها واعتقد أن الجيش لم يتفاجأ بالصلف الذي تعاملوا به عندما طلب منهم تسليم الآليات والسلاح لانه يعلم منذ البداية ان تمدد هذه المجموعات خطر لاتعلم متى يفتك بك)، وقال كان لديهم نفوذ كبير هنا وفي الصحراء الليبية حيث تأتي البضائع من خلف الرمال وتزدهر تجارتهم).
ويروي المجتمع المحلي قصة التوم قمري الذي ذهب إلى القيادة العسكرية وطلب منحه رتبة عسكرية كبيرة وتوزيع رتب على قياداته قبل ان يتجه صوب درع السودان ويلتقي كيكل في محاولة للخروج من تحت أعين الجيش وضمان وجوده لكن الجيش وعقب عودته مباشرة إلى دنقلا طلب منه تسليم السيارات العسكرية التي بحوزته وضم مقاتليه للجيش او تسريحهم وهو ما رفضه التوم قمري ودخل في اشتباكات عسكرية مع القوات التي وصلت لتسلم الاليات … اصيب التوم قمري اصابة قيل وقتها إنها كبيرة ونقل إلى المستشفي فيما قتل حرسه وبعضاً من افراد المليشيا نقلوا للمستشفيات وفرضت القوات كردوناً حول بعض مناطق نفوذه وصادرت اسلحة ثقيلة وسيارات واعتقلت افرادا لتنتقل بعدها الاعين إلى الدبة حيث تتمركز مليشيا أخرى تعرف بـ (اولاد شاذلي) يقودها شخص يسمي الشاذلي الانور الادريسي ظلت متمركزة هناك وهي مصدر قلق مستمر للأجهزة الأمنية والسكان المحليين خاصة وأنها تحالفت يوماً ما وفي مرحلة ما مع أولاد قمري واختلفت واشتبكت عسكرياً معهم في مرحلة ما.. اتجهت الأعين إلى اولاد شاذلي أو ما يطلق عليهم الاسود الحرة وتوقع الجميع أن تحدث معركة ربما أكبر من المعركة التي حدثت في دنقلا.. استدعت القيادة العسكرية الشاذلي الانور وطلبت منه تسليم سياراته وسلاحه وتخيير عناصره بين الدخول في الجيش أو التسريح … بهدوء ربما فاجأ الجميع امتثل الشاذلي للأمر واعلن انهم قوة جاءت لمساندة الجيش ومتى رأت قيادة الجيش أن قرارها يصب في مصلحة البلاد فنحن جاهزون فورا للانضمام للقوات المسلحة والعمل تحت رأيتها)، ولم يكتفي الشاذلي بتصريحاته عقب لقاء قادة الجيش بل اتجه لتنفيذ القرار إذ شرع في اخلاء النقاط الدفاعية وتجميع المركبات والعتاد في خطوة لتسليمها إلى الجيش ما يعكس ان الرجل التزم فعلاً بالقرار)، وعلى الرغم من أن القرار يستجيب ضمناً لمطالب السكان الذين عبروا لسنوات عن مخاوفهم من هذه المليشيات وتحالفاتها وتفلتاتها ورغم ترحيب المجتمع المحلي بالخطوة الا أن البعض أكد انها تنطوي على مخاطر قد تصيب الولاية لان قوات الشاذلي فعلياً ظلت مرتكزة في الدفاعات ووجوده كان مهماً للدفاع عن الولاية رغم الملاحظات الامنية عليها وعلى تفلتات افرادها لكن مراقبين أكدوا ان القوات معظمها سينضم للجيش ويبقي مدافعاً عن الولاية والبلد بصورة فيها وحدة قيادة وترتيب اكثر بعيدا عن المظاهر الفوضوية والتفلتات وبعيدا عن انفجار الاوضاع داخل المدينة كما حدث في اشتباكات بالاسلحة في وقت سابق).

Exit mobile version