الطيب قسم السيد
كنت قد أشرت من قبل في مقال سابق، إلى ضرورة الترتيب والإعداد المبكر لمعركة كرامة أخرى موازية لمعركة الكرامة الميدانية الماثلة، التي تشتعل ميادينها وجبهاتها في كل المناطق التي طالها وامتد اليها غدر الجنجويد واعوانهم وممويليهم والمتعاونين معهم.
وقلت إنها معركة حتمية ينبغي أن توازي معركة العزة و الكرامة الدائرة بضراوة منذ ما يقارب العامين، وتدور رحاها الآن ولن تنتهي إلا بتحرير الجنينة وتطهيرها وتخومها من دنس التمرد المدعوم دوليا وإقليميا كما ظل يبشرنا رأس الدولة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وحتى نجنب البلاد والعباد بعد مرحلة الحسم المحتوم بمشيئة الله وأقدام جيش السودان ومحالفيه ومسانديه، مغبة فرية المجاعة المزعومة، التي يتشدق بها المتربصون ببلدنا وشعبه وموارده وثرواته وقيمه وخصائصه الاستراتيجية. لابد من معركة أخرى موازية ميدانها الإعمار وإعادة البناء وتطهير الصفوف من العملاء والخونة والمتعاونين مع الجنجويد.
أقول قولي هذا، أيها الكرام دالفا للتأكيد على أن المؤتمر الصحفي المهم الذي عقده الدكتور ابوبكر عمر البشري وزير الزراعة الاتحادي في الوقت المهم، الاثنين، الماضي قد كشف عن معركة أخرى حقيقية للعزة والكرامة لتامين القوت وتعزيز الإقتصاد وتنظيم قيم الاعتماد بعد الله على الذات وإذكاء روح العمل والإنتاج..فالذي حمله ذلك المؤتمر من أرقام وحقائق، ومعلومات، مستقاة عن مسح ميداني علمي، شمل الجوانب المرتبطة بالعملية الإنتاجية.وهو الأمر الذي لم يجد براي الاهتمام الإعلامي المطلوب، الذي يناسبه عرضا وتحليلا وتقيما.
ففي ذلك المؤتمر الصحفي، تحدث الوزير بنبرة واثقةعن (175)مليون فدان صالحة للزراعة،في السودان،، وعن حصة السودان المتوفرة من مياه النيل، وعن الأنهار والوديان والخيران والمخزون الكافي من المياه الجوفية.والموقع الاستراتيجي للسودان.وما يوفره من تعدد في سمات البيئة والمناخ وما يتيحه ذلك من تنوع في التركيبة المفصولية..ويكفله من فرص الانفتاح علي الجوار والاقليم والعالم .مما تؤكد براي،، ان السودان المتربص به هذا،، هو أرض الفرص الذهبية النادرة التي يسيل لها لعاب الطامعين.
دلف الوزير في مؤتمره الصحفي ذاك المهم للحديث عن ما درجت الوزارة على الالتزام به كل عام. وهو المسح والتقيم الميداني الدقيق لإنتاج المواسم المنصرمة صيفية كانت او شتوية.. والعمل بمؤشراتها للتخطيط وفقها للمواسم التالية، وأوضح السيد الوزير ان العملية هذه،، تمت للموسم،الصيفي المنقضي بتمويل من (الوفاو)،المنظمة الدولية المعنية بهذا الشأن.. فيما اعتذرت عنها منظمتان امريكيتان،بسبب ما وصفتاه بالظروف الأمنية حسب تبريرهما.
تحدث الوزير باسهاب عن نتائج وموشرات الموسم الصيفي المنتهي و عن عجز ليس مزعج كما استنتجت من سياق حديثه في سلعتي( الذرة والدخن).رغم ان المسح لم يشمل ولايات دارفور وكردفان.. ودلف الوزير، للحديث عن الموسم الشتوي الذي حل،ومحصوله الرئيس القمح السلعة الضرورية الإستراتيجية.. وحدتنا عن خصائص ومطلوبات تعزيز إنتاجها، ومواقع زراعتها في السودان ومتطلبات زيادة إنتاجها ورفع إنتاجتها وماتم وسيتم من اتصالات مع منظمات دولية معنية، بشأن تأمين موسمنا الشتوي في ما يلي محصول القمح والمحصولات،الأخرى البستاتية..مشيرا بالأرقام لما هو مطلوب من الدولة والمزارعين، والمنظمات،، بشان توفير الاسمدة والمعيعنات والآليات.
وهي براي حقائق ومعلومات،ورؤى واطروحات ، على الجميع دولة ومؤسسات ومجتمع، إيلاءها العناية الكافية والاهتمام الذي يناسبها.حتي نجنب بلادنا مغبات الانزلاق،الي مخاطر لاتقل خطورة عن تداعيات ما لحق بها من خراب وتدمير بفعل الحرب المدمرة، التي فرضت على جيشنا وشعبنا..ذلك بتقدير موقفنا،، وترتيب احوالنا للمعركة الموازية ولا اقول الثانية،وهي معركة الاعمار وإعادة البناء ،وتامين الغذاء، ودحض فرية المجاعة المزعومة بتنزيل شعار وزارة الزراعة المبني على الحقائق والمعلومات التي اوردها في مؤتمره الصحفي، السيد وزير الزراعة ،، والتي نوقن بأنه بمراعاتها،، فإن السودان لن يجوع.