انه فاروق سليمان 1937_ 2009!!؟؟
السر السيد
ارتبطت حياة فاروق سليمان بمشروع الدراما التلفزيونية السودانية بحسبانه احد أهم الأسماء المؤسسة لهذا المشروع فهو على الأقل أغزرهم إنتاجا وأكثرهم تواصلا واستمرارا، ففاروق المولود في العام 1937 بمدينة أم درمان -حي المسالمة والذي تلقى تعليمه بالمسالمة الأولية ثم مدرسة الأقباط والثانوي بمدرسة فاروق بالخرطوم ثم التحق بجامعة القاهرة- فرع الخرطوم- كلية الحقوق، كان قد تلقى دراسات في الإخراج التلفزيوني في مصر وبعدها دورة في الإخراج الدرامي في ألمانيا الاتحادية، كان قد كرس حياته منذ التحاقه بالتلفزيون والذي كان مع البدايات الأولى للبث التلفزيوني, لمشروع واحد هو الدراما التلفزيونية لذلك لم يكن غريبا أن يرتبط اسمه بأول مسلسل سوداني هو “المرابي” للاستاذ حسن عبد المجيد وان يرتبط اسمه بأول مسلسل تجاوزت حلقاته السبع حلقات هو مسلسل “المال والحب” للاستاذ عمر الحميدى وان يرتبط اسمه كذلك بأول مسلسل تجاوزت حلقاته العشرين هو مسلسل “اللواء الأبيض” للاستاذ محجوب برير و السينارست الاستاذ أمين محمد احمد ليحتل فاروق في مسيرة الدراما التلفزيونية موقع القلب بلا منازع فهو صاحب أكبر كم خاصة على صعيد التمثيليات والمسرحيات المنقولة وهو صاحب اكبر كم فيما يمكن أن نصفه بالمسلسلات التي لاقت رواجا وإقبالا جماهيريا كبيرا ويكفى هنا أن نشير إلى مسلسلات اللواء الأبيض وسكة الخطر والشاهد والضحية و الدهباية وغيرها من المسلسلات التي جعلت المشاهدين يتحلقون أمام شاشات التلفزيون مما يجعلنا وبلا تردد أن نطلق عليه لقب (صانع جمهور الدراما التلفزيونية) وقبل ذلك صانع طرائق إنتاجها واحد أهم واضعي قواعد المشهد الدرامي التلفزيوني السوداني فمما لاشك فيه انه قد اثر كثيرا فيمن جاءوا بعده.
عندما نتحدث عنه فإننا نتحدث عن حساسية مبهرة في اختيار النصوص وحساسية مبهرة في اختيار الممثلين كشفت وبلا جدال عن معرفة معمقة بمزاج المشاهد السوداني، ولعل هذه الحساسية كما أرى هي التي جعلت لإعماله ذلك القبول الجماهيري الكاسح فمن منا لم ينفعل ويتفاعل مع تمثيلية في انتظار الإعدام أو مسلسل المال والحب..فاروق الذي تعامل مع كتاب من أجيال مختلفة هو نفسه الذي تعامل مع ممثلين من أجيال مختلفة فقد استطاع أن يجمع في مسيرته بين عادل محمد خير وعبد الرازق جلال في مجال التأليف وبين فتحية محمد احمد وهالة أغا وبين عوض صديق والرشيد احمد عيسى في مجال التمثيل.. انه فاروق سليمان المخرج المثابر الذي شق طريقا وعرا لصنع صورتنا التي نريد ولسرد حكاياتنا التي نحب، بلغتنا واختلاف ألواننا.
كان آخر مسلسل أخرجه الراحل المقيم هو مسلسل “الدهباية”.