المليشيا في كردفان محاصرة ومنهكة وتقاتل بـ (سيف عشر)

تقرير – الأحداث

بدا واضحا من خلال العمليات في دافور حاليا أن نمط العمل تغير وتغيرت معه الآليات التي ادركت بالفعل أن أرض المعركة شاسع يتيح للعدو التحرك بسرعة هنا وهناك كما أن وجود بعض المجموعات التي تنتمي لحاضنة المليشيا تجتهد لرصد تحركات الجيش وارتكازاته ومناطق تموضعه لذا اتجهت العمليات الان الى الضربات الخاطفة المدروسة التي تترك اثرا عميقاً في قوات العدو وتكلفه تكلفة كبيرة في المقاتلين والعتاد اضافة الى الضربات الاستباقية التي تمنع العمل العدائي للعدو مثل الضربة التي تلقتها المليشيا صباح الجمعة وهي تحشد مقاتليها لمهاجمة الفرقة 22 في بابنوسة ومثل ضرب خطوط الامداد قبل وصولها ما افرغ خزانات الوقود وجعل سيارات المليشيا تتوقف وكانت المليشيا قد سحبت بعض قواتها جنوبا في محور غرب الابيض الذي شهد معارك ضارية شاركت فيها قوات الجيش والقوات المساندة وتمكنت من تنظيف مناطق ابوقعود والنمير والطينة الغربية وخور ابوحراز وهي معارك فقدت فيها المليشيا اعدادا كبيرة من المقاتلين وسقط عدد كبير ايضا من الجرحي الذين حيدوا عن المعركة اذ لاتملك المليشيا طرق للاخلاء وحتى من يتم اخلاءهم لاتملك لهم طرق علاج وتسلمهم في العادة لاسرهم لعلاجهم ماعدا بعض القيادات التي يتم ارسالها الى الامارات او جنوب السودان او تشاد او كينيا لتلقي العلاج وقالت مصادر ان المليشيا نشرت مسلحين في مناطق وادي الوز والبيت والقطيرات والمغد لمنع المواطنين من الاتجاه إلى مدن الشمال بعد ظهور معسكر الدبة في الفضائيات العربية والعالمية وادلاء المواطنين بشهادات تدين المليشيا وتؤكد ارتكابها لاعمال اجرامية ومذابح ضد السكان العزل وشكل تواجد قوات الجيش والقوات المساندة في جبل ابوسنون نقطة مهمة واستراتيجية لان الجبل يمسك برقبة المنطقة ومنها تسللت المليشيا إلى الخوي وام صميمة وبارا وغيرها.
يقول لواء م صلاح محمد خالد الذي عمل في هذه المناطق لسنوات طويلة ( الاستراتيجية الحالية هي المتبعة اصلاً في معظم عمليات الجيش بحيث لايمكن القول إن القيادة غيرت استراتيجيتها فعندما كنا نتحدث عن العمليات في منطقة بحري مثلا وانتقال المعارك لفك حصار القيادة العامة وتحرير القصر والمناطق المحيطة به كنا نقول ان المهم هنا ليس تحرير المناطق لانها ستتحرر تلقائياً عندما يتقدم الجيش المهم ان نكبدهم على راس الساعة خسائر كبيرة ومع الوقت والوقت ليس في مصلحتهم فهم لايرغبون في خوض معارك طويلة تكلفهم امداد وتشوين ولوجستيات وتجعلهم يقيمون دفاعات هم في الاساس لايعرفون كيفية اقامتها لانهم قوة هجومية لايعرفون الدفاعات وتوزيعها هذا العمل بالنسبة لهم مرهق جدا) واضاف (مايحدث الان انهم يفقدون يومياً مقاتلين وعتاد مع تقطع طرق الامداد وخطورتها مايعني ان الاخلاء نفسه متقطع وخطر وهذا يضعف الروح المعنوية للمقاتل ويدخله في حالة شك قد يقرر معها الهروب او الاستسلام ودونك ماحدث في النهود مثلا فقد حدثنا بعض شهود العيان ان المليشيا او متبقي من عادوا من معارك كردفان عادوا بسيارة تجر معها ستة او سبعة سيارات توقفت بسبب الوقود والجرحي بالعشرات محملين على هذه السيارات دون امل في علاجهم والمقاتلين انفسهم مرهقين ومعنوياتهم منخفضة هذا مايحدث لهم الان اذ تجد مجموعات كبيرة منهم نفسها دخلت في حالة الشك بسبب الضربات القوية والمركزة للقوات المسلحة وبسبب وجود قوات جوالة توفر الغطاء الارضي لضربات الطيران الحربي والمسيرات). ويؤكد اللواء امن م مدني الحارث أن مايحدث في كردفان الان هو عمليات تهدف لتفكيك البنية العملياتية للمليشيا عبر افقادها لامان التواجد في اي منطقة وقطع امدادها والفزع الذي تتوقع وصوله وكلها امور ستؤثر بصورة كبيرة في معركة دارفور لان القوة الصلبة المدربة تتلاشي الان ما يدفع المليشيا للقتال بمستنفرين لا خبرة لهم وهؤلاء ادوات اقرب الى القتال بـ (سيف العشر) لانهم لا يعرفون ولا يجيدون القتال وحتى من يجيد القتال يجد نفسه في منطقة لم يالفها ولا يعرف جغرافيتها وقد يموت في اي لحظة لو ارتكب خطأ بسيط لذلك اعتقد ان استراتيجية الجيش والقوات المساندة في استنزاف المليشيا وجعلها تفقد مقاتلين واليات وخطوط امداد على راس الساعة ما يشعرها انها محاصرة بالمقاتلات الحربية والمسيرات وان الخروج للقتال مغامرة كبيرة ليس فقط بسبب مواجهة الجيش والقوات البرية بل لان سلاح الجو والمسيرات موجودة طوال الوقت).

Exit mobile version