رأي

المعاني قبل الأماني في بناء السودان الجديد

نصيحتي لله

أبوبكر الشريف التجاني الشريف

بسم الله نبتدئ، وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم نقتدي.

لم تكن مشكلة السودان يومًا سياسيةً أو اقتصاديةً أو اجتماعيةً في الكفاءات والتكنوقراط، ولم تكن مشكلة السودان يومًا في حاجة إلى رفع شعارات الأماني والآمال والمشروعات البرّاقة الخاوية من مضمونها ومحتواها. وفي الحقيقة، كل ما سبق ذكره إنما هو توهّم وضلال بعيد وقع فيه السودان منذ استقلاله.

إن حكم السودان وإدارته في حاجة إلى الرجل الرشيد التقي النقي الخفي، إلى السفير علي محمد علي حميدة الذي جاء به الدكتور كامل إدريس أمينًا لمجلس الوزراء. أحسبه أهلًا لهذا المنصب ولهذا المقام، لأنه من أهل المعاني السامية التي ينبغي أن يكون عليها أهل السودان حكّامًا ومحكومين.

ليس السيد السفير علي محمد علي حميدة من أهل الأماني والمباني والتوهّم. فماذا تعني “التكنوقراط” في مفهوم أهل السودان إذا لم يكن سوادهم الأعظم أتقياء أنقياء أخفياء؟ هذا هو المعيار الحقيقي إن أراد الله للسودان خيرًا، أن يكون شعبه وحكامه ومحكوموه يتقون الله فيما وُلّوا عليه، عُفَّ اليد عن المال العام الذي وُكِّل إليهم بإدارته والمحافظة عليه، وأن تكون صفتهم الخفاء والتواضع بين الناس حتى لا يُعلموا بأنهم حكّام ووزراء، يكادون أن يكونوا من الذين يُدفعون بالأبواب من شدة زهدهم وتقشفهم، ونزاهة ألسنتهم وأيديهم.

هذا ما ينبغي أن يكون عليه حال أهل السودان، وهذا ما يحتاجون إليه اليوم وغدًا بعد الحرب.

وفي الختام

أريد أن أختم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يجعله الدكتور كامل إدريس معيارًا ومقياسًا، بل كطاقية أو كوفية مقاسًا لكل منصب، سواء كان وزيرًا أو خفيرًا في الدولة السودانية الرشيدة الرائدة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي)

و(رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه).

. اللهم ولي علينا خيارنا لا تولي علينا اشرارنا  ،،،من هم خيارنا ؟خيارنا هو ( التقي الغني النقي الخفي ) هذا كان معيار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الإمارة.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يوفقنا لخدمة البلاد والعباد.

والله المستعان، والسلام على من اتبع الهدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى