المرتزقة الجنوبيين.. جيوش من المقيمين بالداخل وكتائب القادمين من الخارج

تقرير – أمير عبد الماجد
ثمة مناشدات في الخرطوم خرجت أمس ذات بعد سياسي وعسكري وأمني.. المناشدات صدرت عن بعض الجهات تشكو من ظاهرة تمدد مجموعات من جنوب السودان زحفت إلى هذه المناطق باعداد كبيرة بعد حملة السلطات لازالة السكن العشوائي في الكثير من المناطق … وبما أن مواطتي دولة جنوب السودان هم غالبية الأجانب المقيمين بصورة غير قانونية فان هذه المجموعات غادرت مناطق إقامتها في رواكيب ومنازل تحت التشييد وغيرها ازالتها السلطات إلى مناطق أخرى تشكو الان زحف أعداد كبيرة إليها في الفتيحاب مثلاُ حيث يؤكد السكان أن الجنوب سودانيين باسرهم احتلوا المنازل التي غادرها السكان بسبب الحرب وحولوها إلى مناطق مغلقة لبيع الخمور والمخدرات والسطو على بقية منازل المنطقة فيما تعاني مناطق مثل الجريف من عودة اعداد كبيرة منهم كانت قد التحقت بمليشيا الدعم السريع ابان تواجده بالمنطقة وارتكبت فظائع بحق المواطنين .. هذه المجموعات عادت وتحاول العمل في الكمائن والمناطق التي تواجدت بها لسنوات. وكالجريف هناك مناطق بشرق النيل وجبل اولياء والكلاكلة تتواجد بها اعداد كبيرة وكانت السلطات قد أقامت كردون في منطقة دار السلام غرب ام درمان وهي اخر منطقة تحررت من تواجد المليشيا .. أقامت السلطات كردوناً وحاصرت المنطقة لتكتشف وجود أسلحة ثقيلة وخفيفة ومنهوبات المواطنين إلى جانب أعداد من المتعاونين والاجانب المرتزقة أغلبهم أو جميعهم تقريباً من مواطني دولة جنوب السودان ومع تزايد الأخبار عن زحف اعداد كبيرة من الجنوب سودانيين إلى محيط بابنوسة ومشاركتهم في المعارك التي تدور هناك الان الى جانب مشاركتهم في معركة الفاشر باعداد كبيرة وتواجدهم في كل المعارك من الخرطوم إلى الجزيرة وغيرها يبقى السؤال هل من المنطقي أن يشارك كل هذا العدد المهول دون علم الحكومة الجنوب سودانية؟ ثم ما الدافع؟ هل هو المال فقط أم هناك دوافع أخرى تجعلهم يشاركون بهذه الاعداد الكبيرة في دولة ليست دولتهم وقضية لا تهمهم؟ يقول الخبير الامني اللواء م ياسر سعد الدين إن حكومة جنوب السودان اعتادت على الانكار كوسيلة للتعامي عن الواقع الذي تصنعه لان النظام السياسي هناك مؤسس أصلاً على المظلومية من الشمال والشماليين هذا ما تربو عليه ورغم الانفصال وقيام دولة جديدة في الجنوب إلا أن خطاب المظلومية لازال موجوداً وانظر مثلاً إلى أمر ترحيل الجنوب سودانيين المقيمين في الشمال بدون أوراق ثبوتية أو اقامات وشاركوا فعلياً في قتل الناس ونهبهم ماذا كان رد فعل الجنوب سودانيين وحكومتهم .. خرجوا بادانة للفعل التعسفي ضدهم من حكومة بورتسودان كما اسموها)، وأضاف ( لم يتحدثوا عن وجودهم غير القانوني ولا عن حملهم للسلاح في بلد اخر له سيادته ولا عن قتلهم للمواطنين هناك خرجوا بخطاب المظلومية القديم)، وتابع (الحكومة الجنوب سودانية ليست بعيدة عن تفويج المرتزقة لان الملف كله امامها وهي تعلم تماما منذ اليوم الأول للحرب أن مواطنيها انخرطوا في القتل والنهب وأتحدث هنا عن المقيمين في مدن الشمال الذين عاشوا لسنوات في الشمال وبعضهم ولد هناك ولا يعرف شيء عن بلده جنوب السودان هؤلاء كانوا اسوأ من الدعامة في التعامل مع المواطنين وقتلوهم بدم بارد قبل أن ينضم لهم آخرون وفدوا من جنوب السودان لاحقاً وانضموا للمليشيا وقاتلوا معها وأعدادهم هي الأكبر بين كل المرتزقة لذا أجد تحرك الحكومة بتقنين وضعهم وترحيل من لايملك وثائق وإقامات منطقي جدا)، وعن السبب الذي يدفع بهذه الاعداد الكبيرة للقتال قال (اعتقد المال هو العنصر الأساسي في المعادلة)، وقال السيد المدني الذي عمل في قسم الاجانب بالشرطة لفترة طويلة يعتقد ان ازالة السكن العشوائي بالخرطوم والمدن السوداني سيخفف من اعدادهم ويجفف المناطق التي اعتادوا التواجد والسكن فيها كما ان القضاء على المهن الهامشية وفرض عقوبات على من يوظف اجنبي لايملك إقامة سينهي فرص تواجدهم هنا مع تكثيف الحملات للقبض على الاجانب المخالفين لنظام الاقامة، وأضاف ( أنا من أنصار تأسيس قسم يتبع للسيادي مباشرة يعمل في هذا الملف لان تقاطعاته كثيرة وانا لا اقصد هنا الجنوب سودانيين فقط بل كل الأجانب لان الاقسام المعنية ظلت تعاني من التدخلات السياسية ومن تقاطعات جهات كثيرة في الدولة تتدخل في الملف وتفرض رؤاها بعيداً عن القانون.



